أنور عبدربه يكتب: فضفضة على الورق ** حديث "المقارنات" لا يتوقف في كرة القدم العالمية.. فالبعض يفضل الجوهرة السوداء البرازيلي بيليه على الأرجنتيني دييجو مارادونا أو العكس، والبعض الآخر يفضل ليونيل ميسي على كريستيانو رونالدو أو العكس.. ونسى الكثيرون أن التاريخ الكروي حافل بأسماء مواهب أخرى لا تقل نجومية عن هؤلاء الأربعة، فهل ينكر أحد موهبة كرويف وزيدان وفيجو وبيكهام ورونالدينيو وروماريو وكاكا وتيري هنري وكانتونا وأريين روبن وفان بيرسى ورونالدو "الظاهرة" وفان باستن ورود خوليت وريكارد وإنيستا وتشابي وفياللي وباجيو وروني وغيرهم؟! فالقائمة طويلة.. ولأن الأرقام لا تكذب ولا تتجمل، فإننا سنجد أن هناك 8 نجوم فقط من الذين لعبوا فى أوروبا، نجحوا في تحقيق "ثلاثية" ليس لها مثيل عند بقية نجوم العالم، ولو اعتبرناها "مثلث"، فسنجده ناقص ضلع عند بيليه ومارادونا وميسى ورونالدو.. هؤلاء النجوم الثمانية نجحوا دون غيرهم فى تحقيق ثلاثة ألقاب مختلفة خلال فترة تألقهم مع أنديتهم ومنتخبات بلادهم، وهذه الألقاب الثلاثة هي: الفوز بكأس العالم، والفوز بدوري أبطال أوروبا، والفوز بالكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول كل عام لأفضل لاعب فى العالم.. أي أنهم جمعوا بين الإنجاز الجماعي الرائع والإنجاز الفردي المتميز، وهؤلاء الثمانية استحقوا أن يصفهم موقع جول العالمي بأنهم يغردون وحدهم في سماء الكرة العالمية، على اعتبار أنهم الوحيدون الذين حققوا هذه "الثلاثية المكتملة". ليس معنى ذلك أننا نقلل من شأن الأربعة الكبار قوى، ولكننا نقول إنهم ينقصهم ضلع أو ضلعان من المثلث، ولكننا نعترف ونقر بأن ما حققه الملك بيليه من فوز بكأس العالم ثلاث مرات (1958 و1962 و1970) يغنيه عن أي جوائز أخرى، لأنه لم يلعب في أوروبا من الأساس، ولكننا لا نجد مبررًا أو ذريعة للأرجنتيني مارادونا الذى لعب في أوروبا مع برشلونة ونابولي ولم يفز بدورى الأبطال ولا بالكرة الذهبية، مثلما لا نجد حجة لليونيل ميسى أفضل لاعب في العالم حاليًا بشهادة الكثيرين، لأنه لم يحصل مطلقًا على بطولة كأس العالم، ونفس الشيء بالنسبة للبرتغالي رونالدو الذي لم يفز أيضًا بكأس العالم مع منتخب بلاده، وإن كان فاز بكأس الأمم الأوروبية "يورو 2020". إذن.. نستطيع أن نقول إن النجوم الثمانية موضوع هذا المقال يستحقون أن يتميزوا وحقهم علينا وعلى كل ناقد منصف أن يلقى الضوء عليهم ويبرزهم ليعرفهم الجميع، لأنهم استوفوا الشروط الثلاثة المطلوبة لهذا الإنجاز.... وأولهم الإنجليزى المخضرم بوبي تشارلتون (82 سنة) لاعب مانشستر يونايتد فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي والفائز بكأس العالم 1966 مع منتخب إنجلترا، ودوري أبطال أوروبا مع المان يونايتد موسم 67/1968، فضلاً عن حصوله على الكرة الذهبية عام 1966.. وثانيهم النجم الألماني جيرد موللر (74 سنة) هداف بايرن ميونيخ والحاصل على بطولة دوري الأبطال ثلاث مرات متتالية مع ناديه البافاري، وعلى كأس العالم 1974 مع منتخب المانشافت الألماني أعوام 74 و75 و1976، والكرة الذهبية عام 1970.. والنجم الثالث هو مواطنه فرانز بيكنباور (74 سنة) زميله في بايرن ميونيخ والحائز على الكرة الذهبية مرتين عامي 1972 و1976، فضلاً عن مشاركته موللر في الفوز بكأس أوروبا فى المرات الثلاث المتتالية.. والنجم الرابع هو الإيطالى باولو روسى (63 سنة) لاعب يوفنتوس والذي قاد إيطاليا للفوز بكأس العالم 1982 بإسبانيا كما حصل مع اليوفي على دوري أبطال أوروبا موسم 84/1985، وفاز بالكرة الذهبية عام 1982.. والنجم الخامس هو الفرنسي زين الدين زيدان (47 سنة) لاعب يوفنتوس السابق والمدير الفني الحالي لريال مدريد الإسباني والذي قاد فرنسا للفوز بكأس العالم 1998، وحصل في نفس العام على جائزة الكرة الذهبية، إلى جانب حصوله على دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد موسم 01/2002.. والنجوم من السادس إلى الثامن هم البرازيليون ريفالدو (47 سنة) ورونالدينيو وكاكا (وكل منهما 39 سنة) والثلاثة شاركوا مع منتخب بلادهم فى الفوز بكأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، وفازوا بالكرة الذهبية، الأول فى عام 1999 والثاني عام 2005، والثالث عام 2007. كما حصل ريفالدو على بطولة دوري الأبطال مع إيه سي ميلان موسم 02/2003، وحصل عليها رونالدينيو مع برشلونة موسم 05/2006، بينما حصل عليها كاكا مع الميلان موسم 06/2007.