نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مسئولين محليين، أن ما لا يقل عن 40 شخصا لقوا حتفهم خلال التدافع الذي وقع أثناء تشييع جنازة قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وكانت تقارير ذكرت أن التدافع تسبب في إصابة ما لا يقل عن 50 آخرين. ووقع التدافع في مدينة كرمان ، مسقط رأس سليماني، جنوب شرق إيران، خلال مراسم تشييع جنازته ودفنه. صيحات "الانتقام" كان قد احتشد المشيعون في طرقات مدينة كرمان مسقط رأس قاسم سليماني، وسط صيحات الانتقام لاغتيال قائد فيلق القدسالإيراني في ضربة أمريكية في العراق الجمعة. "لا مساومة، لا استسلام، الانتقام!" هتف المشيعون الذين تجمعوا لإلقاء نظرة أخيرة على النعش الذي سُجي فيه جثمان سليماني في كرمان جنوب شرق البلاد. قتل سليماني الذي كان يحظى بشعبية كبيرة في ايران في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار قرب مطار بغداد الدولي. وصعدت عملية الاغتيال التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، التوتر بين إيرانوالولاياتالمتحدة وأثارت مخاوف من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط. وتعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ، "بانتقام قاسٍ" وأعلن الحداد لثلاثة أيام في أعقاب الاغتيال الذي كان له وقع الصدمة في الجمهورية الإسلامية. وشل مد بشري عارم بملابس الحداد السوداء وسط كرمان في مشهد مماثل لما شوهد في مدن الأهواز وطهران وقم ومشهد. وخلال مرور موكب التشييع ألقى المشيعون أوشحتهم فوق الشاحنة التي تحمل نعش سليماني لمباركتها بدم "الشهيد". وسار الحشد ببطء مع تقدم الشاحنة العسكرية التي تحمل جثامين الجنرال سليماني وأصحابه، والتهبت المشاعر مع تزايد صيحات الانتقام. وقالت امرأة احمرت عيناها من البكاء لوكالة فرانس برس "لقد كان بمثابة أب لنا جميعًا ... أب كنا جميعًا نثق ونعتز به". وقالت امرأة في الخامسة والأربعين من عمرها قدمت نفسها باسم دوراني "إن الله سوف ينتقم لدمائهم". "كلنا سليماني" وقال همت دهقان أحد الجنود القدامى الذي كان ضمن المسيرة، إن الجنرال "كان رجلاً عظيما. لا يمكننا أن نصل إلى مصافه ... من شبه المستحيل أن يوجد من يحل محله، لكن رايته ستظل خفاقة أبدا". وقال دهقان البالغ من العمر 56 عاما: "كلنا سليماني. الانتقام، وليس غير الانتقام. الانتقام بأي وسيلة يراها القادة مناسبة. قد نسقط عن جوادنا لكننا لا نتخلى عن مبادئنا". تحولت الهتافات في بعض الأماكن على أطراف المسيرة فجأة إلى صيحات تخرج وكأنها من حنجرة واحدة "الانتقام والانتقام!" عندما بدأ القرع على الطبول بالإيقاع نفسه الذي يواكب مواكب تشييع ذكرى الإمام الحسين. وصعد البعض إلى أسطح المنازل بعيدا عن الشوارع المزدحمة التي ارتفعت فيها أعلام قرمزية ضخمة، كتب عليها بخط أسود عريض: "سيكون الانتقام قاسيا" من قتلة سليماني. وكتب الشعار ذاته على ملصق ضخم غطى جانب مركز تجاري من أربعة طوابق. لكن لم يدع جميع المشاركين في مسيرة الثلاثاء إلى خوض نزاع عسكري مع الولاياتالمتحدة. وقالت دوراني "بالتأكيد الحرب هي الملاذ الأخير. لا أحد يؤيد الحرب". وأضافت "كانت تلك خدعة أمريكية لإثارة غضب الإيرانيين وجرنا إلى الحرب، لكنها لن تنجح"، مضيفة أنها ستفعل كل ما يطلبه المرشد الأعلى. "اليوم نشهد جنازة قائد عظيم لإيران والإسلام، ونحن ك كرمان يين فخورون جدا بذلك".