أنور عبدربه يكتب: فضفضة على الورق ** ما من مرة وُضعت فيها مصر الحبيبة في اختبار، إلا ونجحت فيه باقتدار.. هذا ما لمسته مجددًا في حفل الافتتاح البسيط والمبهر الذي استهلت به مصر فعاليات بطولة أفريقيا للشباب تحت 23 سنة، والمؤهلة لدورة طوكيو الأوليمبية.. أدعو الله أن تكتمل فرحتنا بهذا الحدث الكروي الأفريقي الكبير، بفوز منتخبنا بالبطولة وتأهله إلى اليابان. وأتمنى أن تزداد أعداد الجماهير في قادم المباريات حتى يمتلئ إستاد القاهرة الدولي عن آخره ونحن نرفع بمشيئة الله كأس البطولة يوم 22 نوفمبر الحالي.. قولوا يا رب. ................................... ** تحدث كثيرون من خبراء لعبة كرة القدم عن الفارق بين النجمين "الأسطوريين" ليونيل ميسي و كريستيانو رونالدو ، وأيهما الأفضل؟ وتراوحت الإجابات ما بين مؤيد للبرغوث، ومؤيد للدون.. وفي النهاية كان دائمًا هناك اتفاق على أن كليهما يملك أدواته التي تميزه، والتي جعلتهما بلا منافس حقيقي على امتداد أكثر من عشر سنوات، تقاسما فيها جائزة الكرة الذهبية، بواقع خمس كرات لكل منهما، وتقاربا بدرجة كبيرة بالنسبة لجائزة الحذاء الذهبي، بواقع 6 لميسي و4 لرونالدو. وإذا كان ليو قد تفوق على كريستيانو في عدد مرات الفوز بالدوري الإسباني "الليجا"، فإن الأخير تفوق عليه في الفوز بدوري الأبطال الأوروبي "الشامبيونزليج".. ومن الآراء التي أعجبتني، والتي توصّف بشكل أقرب إلى الصحة، الفارق الحقيقي بينهما، رأى النجم الأرجنتيني الهداف كارلوس تيفيز، والذي كان ملقبًا ب"الآباتشي" وحظي بشرف اللعب مع كل من النجمين.. تيفيز حكى حكاية تنطوي على مدى انضباط والتزام كريستيانو إذ قال: اتفقنا أنا وهو على اللقاء للتدريب في الجيم في التاسعة صباحًا، فوجدته هناك من الثامنة، فقلت لنفسي: سوف أذهب قبله في يوم آخر، ولكني وجدته موجودًا قبلي بوقت طويل، وكررت المحاولة مرة ثالثة، فوجدت نفس الشيء. والمراد من هذه القصة حسب فهمي لها أن رونالدو لاعب في غاية الالتزام والانضباط، وأنه حريص كل الحرص على الاجتهاد وبذل أقصى ما عنده للحفاظ على موهبته وتنميتها وتطويرها لكي يظهر بالصورة الرائعة التي نراه عليها داخل المستطيل الأخضر. ولكن ماذا قال تيفيز عن ميسي؟! قال: البرغوث ليس مثل الدون، فالحكاية عنده طبيعية.. يتدرب بشكل طبيعي ويلعب الكرة دون عناء.. كما لو كان قائد مركبة يقودها وهو "سايب يده"! وهذه الأخيرة من عندي!. الأجمل من هذا الرأي ما قاله صديقي العزيز الناقد الرياضي المحترم حسن المستكاوي تعليقًا على كلام تيفيز.. حسن قال: رأيت رونالدو لاعبًا فذًا بنى نفسه وأدرك مهاراته، وأصبح مطرقة يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس، أما ميسي فإنني أراه يلهو بالكرة، كما لو كان طفلًا صغيرًا يلعب في حديقة منزله.. يداعب الكرة ويجري بها وخلفه يجري أبناء الحي جميعًا!!. ويا له من تشبيه رائع. ومن الآراء التي أعجبتني أيضًا، ما قاله الويلزي رايان جيجز المدير الفني الحالي لمنتخب بلاده، والنجم السابق لمانشستر يونايتد والذي لعب كثيرًا إلى جوار رونالدو في قلعة الشياطين الحمر.. جيجز قال: كريستيانو بهرني في يونايتد وأعجبني في ريال مدريد وأقنعني في يوفنتوس.. ولكن ميسي حاجة تانية خالص.. إنه موهبة تشاهدها مرة واحدة في حياتك. ولكل من تشغله هذه الحكاية أقول إنه من الصعب جدًا المقارنة بينهما لأنهما حالتان متميزتان ومختلفتان جدًا جدًا في كل شيء والإنسان الطبيعي هو الذي يحب الاثنين معًا وأقصد بالطبيعي هنا الذي يعشق كرة القدم كفن ومتعة بدون تعصب أو عصبية. تعالوا لنوسع الدائرة ونقول: هل حبك لمارادونا يمنعك عن عشق بيليه؟ وهل حبي لميشيل بلاتيني يحرمني من الإعجاب برونالدينيو؟ وهل انبهاري بزين الدين زيدان يحول دون إعجابي الشديد برونالدو البرازيلي؟ وهل وهل وهل؟ الأمثلة كثيرة جدًا لنجوم موهوبين على كل المستويات عالمية وأفريقية وعربية ومحلية وجميعهم أمتعونا بأروع فنون كرة القدم. ومحليًا أتساءل: هل انبهاري بموهبة الخطيب يتعارض مع عشقي لفن حازم إمام؟ وهل إعجابي بأبوتريكة يقلل من حبي لبركات.. وهل افتتاني بحسن شحاتة يلغي إعجابي الشديد بصفوت عبدالحليم وغيرهم كثيرين.. ثم بالله عليكم أخبروني: لماذا نبحث دائمًا عن "أفعل" التفضيل؟! "فلان" أفضل من "علّان" وزيد أفضل من عبيد؟!! أليس من الأفضل الاستمتاع بجميع الموهوبين؟!