"لن يستطيع أحد أن يسلب من المرأة حقوقها وسوف تنتصر مصر وتنتصر المرأة ويحيا القضاء المصرى" بهذه الكلمات عبرت السفيرة ميرفت التلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة، عن بالغ شكرها لقضاء مصر العظيم الشامخ لما أنجزه فى هذه الفترة المرتبكة من تاريخ مصر وكان كالمقاتل فى الدفاع عن الحرية والديمقراطية، جاء ذلك خلال الاحتفالية التى نظمها المجلس مساءأمس الثلاثاء لتكريم القاضيات اللاتى شاركن فى الإشراف على الانتخابات الرئاسية بمرحلتيها خلال الفترة الماضية. وأكدت التلاوى أنه قد وصل عددهن إلى 1500 قاضية مما يعنى أن المرأة فاعلة فى كل مؤسسات الدولة، وتستطيع بكفاءتها وقدراتها أن تتولى أعلى المناصب وأن تسهم بشكل إيجابى فى تدعيم دورها المجتمعى كشريك أساسى للرجل فى تولى المسئوليات المهمة. كما أكدت أن الأطياف التى تسعى إلى قهر المرأة لن تستطيع فى ظل وجود مؤسسة عظيمة مثل القضاء المصرى ومؤسسات الدولة الأخرى، مشيدة بالمستشار فاروق سلطان والذى كان أول من أيّد عمل المرأة فى القضاء وسوف يدعم المجلس فى تدريبه للمرأة فى مجال الانتخابات خلال الفترة القادمة. وفى ختام كلمتها وجهت رسالة للجمعية التأسيسية لوضع الدستور أمام قضاة مصر أعربت فيها عن عدم رضا المجلس بكامل أعضائه وفروعه عن أداء الجمعية لعدم اختيارها أى سيدة من المجلس القومى للمرأة، ولا من ال 30 شخصية التى رشحهم المجلس مؤكدة أن هذا الفكر خاطئ، فالمراة المصرية موجودة فى كل مكان فهى التى دافعت عن فلسطين فى عام 1938، وهى التى أصدرت قرار اعتبار الصهيونية شكل من أشكال العنصرية فى مؤتمر المكسيك عام 1975، وهى التى كانت وراء بناء كوبرى السلام وهى التى اصدرت اتفاقية للطاقة النووية للقارة الإفريقية للاستخدامات السلمية، هذه هى المرأة المصرية وهذا هو فكرها وسوف تنتصر دائما فى ظل وجود قضاء مصر الشامخ. وأعرب المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية السابق، عن سعادته بالمشاركة في تكريم القاضيات وعضوات الهيئات القضائية اللاتى شاركن في العملية الانتخابية سواء الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، مؤكدا على أنه منذ بداية التحاقهن بالعمل كقاضيات بالمحاكم الابتدائية وقد لوحظ إصرارهن على إثبات جدارتهن وحرصهن على أن يكن ضمن النخبة المتميزة من القضاة. كما أكد فخره بالدور الذى قامت به القاضيات المشرفات على الانتخابات، خاصة فى ظل الصعوبات التى اعترضت أعمال اللجان على مستوى الجمهورية سواء فى المدن أو في القرى أو في النجوع أو في الأماكن نائية، إلا أنهن كن قادرات على تحمل المسئولية التى ألقت على عاتقهن وقمن بتأدية عملهن بمنتهى الدقة والحيادية والنزاهة ولم يحدث أي شىء يختلف مع ما كان يحدث مع غيرهم من القضاة من الرجال. وأضاف إلى أنه لم يتلق أى شكوى من أي قاضية بسبب الإرهاق،أو الظروف الصعبة التى مرت بها العملية الانتخابية، و لم تعتذر أى قاضية عن العمل في الدوائر المدنية والتى تعد من أصعب الدوائر الانتخابية. كما أشارت المستشارة أمل عمار رئيس محكمة بمحكمة القاهرة الاقتصادية وعضو المجلس القومى للمرأة إلى أن هذا اللقاء يهدف إلى الاحتفال بنجاح أبهر العالم أجمع، وأثبت فيه الشعب المصري قدرته على التحول الديمقراطى، وبرز فيه ما قدمه القضاة من تكبد للعناء والمشقة في الإشراف على الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية. وأكدت المستشارة نجوى صادق بهيئة النيابة الإدارية أن الديمقراطية قد تحققت في مصر، ووصلت مصر بانتخابات نزيهة لمنصب رئيس جمهورية منتخب، مشيرة إلى أن لجنة الانتخابات الرئاسية برئاسة المستشار فاروق سلطان قد واجهت عقبات كثيرة خلال عملها، ولكنها لم تعبأ بها ومضت في إتمام رسالتها حتى وصلت بمصر إلى بر الأمان، كما أشادت باللجنة الانتخابية التى أنصفت القاضيات وتعاملت معهن بمثل ما تعاملت مع زملائهن من القضاة وسمحت لهمن بالإشراف على الانتخابات بدون أي تمييز مثلهن في ذلك مثل الرجال. وأضافت إلى أن النساء في مصر لديهن مطالب عديدة ومتنوعة مثل مطالبتهن بأن يكن في موقع اتخاذ القرار وأن يشغلن منصب رئيس جمهورية ومنصب المحافظ ورؤساء للجامعات، بالإضافة إلى طلبهن بوجود مواد في الدستور تنص بصورة واضحة وصريحة على المساواة مع الجنس الآخر، مشيرة إلى ضرورة تكريس الجهود لوضع آليات لتنفيذ هذه الحقوق والمطالب عن طريق القانون والدستور. هذا وقد أكد المستشار محمد رامى عضو الأمانة العامة للجنة العامة للانتخابات الرئاسية، أن تجربة الانتخابات الرئاسية هى تجربة مصرية وطنية خالصة لابد أن نفخر بها جميعاً ،وأن نتحدث عنها في جميع دول العالم بزهو واعتزاز، مشيراً إلى أن هذا العرس الديمقراطى تمت صناعته بأيدى وفكر مصري خالص ولم يفرض علينا من منظمات دولية خارجية. وأكد فخره بالأداء الباهر للقاضيات على الرغم من خوفه منذ بداية الانتخابات من أن يحدث أى خطا ينسب لكونهن سيدات، خاصة فى ظل الصعوبات التى أحاطت العملية الانتخابية ومنها صعوبات سياسية مثل الشحن الاعلامى لوسائل الاعلام بشكل مبالغ فيه طوال مرحلة الانتخابات، وهو الأمرالذي اثر على كثير من الناخبين الذين كانوا يدخلون اللجان وهم فى حالة تحفز وتوجس من رئيس اللجنة، كما أن الكثير من الناخبين لم يستوعب فكرة أن تكون رئيس اللجنة سيدة، مشيرا إلى أن جميع القاضيات قد تعاملن مع هذه المشكلة بحنكة وذكاء، كما شدد على أنه لم تكن هناك أي مشاكل تلقتها اللجنة من القاضيات أوضدهن.