قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه قبل ثلاثة عشر عاما قدَّم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرًا للجمعية العامة بشأن فشل المجتمع الدولى فى وقف مذبحة البوسنيين فى سربرينتشا، والتى وصفها بأنها "رعب لا يوجد ما يوزايه فى تاريخ أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية". وأوضحت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته اليوم الخميس على موقعها الإلكترونى - أن التقرير القوى انتقد افتقاد الدول الأعضاء للإرادة وكذلك سلوك سكرتارية الأممالمتحدة. ونوهت إلى أن التقرير كان أكثر من غير معقول.. لأن الأمين العام كان مسئولا أمميا عن عمليات حفظ السلام آنذاك.. كما وقعت مذابح الإبادة الجماعية فى رواندا فى العام الذي سبق مذابح سربرنيتشا. وكان أنان قد أعلن بعد خمسة أعوام على سربرينتشا "أن مأساة سربرينتشا ستظل مؤثرة على تاريخ الأممالمتحدة للأبد". وتابعت "لكن الأمين العام السابق، يعود مجددا؛ ليكون مركز فشل المجتمع الدولى، أمام المجزرة الوحشية للضحايا العزل فى سوريا". وتساءلت -الصحيفة عما إذا كان سيضطر بعد مرور أعوام قليلة، لأن يعلن الندم على فشل آخر هذه المرة ولكن فى سوريا. وقالت الصحيفة:"إن أفضل ما يمكن أن يحدث لأنان هو محاولة إبرام صفقة مع الشيطان فى شكل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لإجبار دكتاتور سوريا الوحشى بشار الأسد على ترك السلطة، لكن روسيا أظهرت عدم جدية بشأن إبعاد الأسد". ونوهت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون قالت: إن الاتفاق الذى تم التوصل إليه مؤخرا فى جنيف منح أنان الأدوات التى يحتاجها.. فيما قال نظيرها الروسى سيرجى لافروف للصحفيين إنه لم يتم التوصل لاتفاق يطالب الأسد بالرحيل. وطالبت الصحيفة الإدارة الأمريكية، بوقف التخفى وراء حجة أن مفاوضات مع مرتكبى المجازر فى دمشق لا يمكن أن تقدم أى شىء غير نزاع سورى مطول. وحذَّرت الصحيفة من أنه كلما طالت الأزمة كانت العواقب أسوأ، مشيرة إلى أن سوريا ستكون أكثر تفككا على نحو سىء مع المزيد من تصفية الحسابات بشكل دموى، والمزيد من السلطة فى أيدى المتطرفين الذين دائما ما يتم استرجاع شبحهم من أجل تبرير عدم التحرك.