نظم مجمع اللغة العربية بالشارقة دورة تدريبية في منهجيّة التحرير المعجمي الخاص بمشروع المعجم التاريخي للغة العربية، استهدف خلالها نخبة من الباحثين واللغويين الأكاديميين والعلماء المتخصصين في العربية في العاصمة التونسية تونس، وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو). جاء ذلك في إطار الدورات التدريبيّة التكوينية التي يشرف عليها اتحاد المجامع اللغوية ومجمع اللغة العربية بالشارقة ضمن جهود العمل على "المعجم التاريخي للغة العربية" – المشروع العربي القومي الذي جعلته الشارقة أولى أولوياتها، والمخصّص لحفظ وتوثيق مفردات لغة الضاد والتأريخ لها منذ نشأتها الأولى إلى يومنا. ونظم المجمع سلسلة دورات في تسع دول عربية بهدف توحيد طريقة التحرير المعجمي، وتحديد منهجٍ واضح يتبّعه جميع الأكاديميين واللغويين المشاركين في لجان المعجم في العالمين العربي والإسلامي. وأقيمت الدورة في سياقين الأول نظري قدّمه متخصّصون في اللغة العربية، وسياق تطبيقي قدمه المهندس باسل الحايك من مجمع اللغة العربية بالشارقة، وحضر الدورة لغويون أكاديميون وعلماء من ثلاث دول، حيث شارك من جمهورية السودان أربعة أكاديميّين يتقدّمهم مدير مجمع اللغة العربية بالخرطوم سعادة الأستاذ الدكتور بكري محمد الحاج. وحضر من المجمع الليبي خمسة من المنسقين يتقدّمهم الأستاذ الدكتور طارق، ومن الجانب التونسي، شارك فريق من ستة عشر محرراً معجمياً يترأسُهم الأستاذ الدكتور محمد شندول أستاذ اللسانيات والمعجميّات بجامعة قرطاج. وانطلقت فعاليات الدورة التي أقيمت يومي ال 11 و12 من سبتمبر الجاري، بحفل أقيم بحضور الدكتور لطّوف العبد الله المدير التربوي في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم نيابة عن الدكتور محمد بن عمر المدير العام لمنظمة "الألكسو"، والدكتور محمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور مأمون وجيه المدير العلمي لمشروع "المجمع التاريخي للغة العربية". واستهل الحفل بكلمة قدمها الدكتور لطوف العبد الله، رحّب خلالها بالضيوف المشاركين من مختلف البلدان العربية، وأكد على أهمية الدورة في مسيرة مشروع المعجم، وأثرها على تسريع وتيرة إنجازه. بدوره أشاد د. مأمون وجيه بالجهود التي تبذلها الشارقة في إنجاح مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، والبذل السخي والتشجيع المعنوي الذي يقدّمه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة. وأشار الدكتور محمد صافي المستغانمي في كلمته الافتتاحية إلى طبيعة المشروع، والعوائق التي تمّ تجاوزها، والجانب العلمي الذي يتولاّه اتّحاد المجامع اللغوية، والجانب العملي التنفيذي الذي تتولاّه اللجنة التنفيذية بالشارقة. واستعرض المستغانمي الخطوات العملية التي قطعتها اللجنة التنفيذية للمشروع من توفير المنصة الرقمية، وتوفير الكتب والمصادر اللغوية والأدبية والفكرية والعلمية المتنوعة، وأساليب أتمتة العمل ومعالجة المدونة رقمياً، ومزودات الخدمة الرقمية الخاصة بتخزين المادة اللغوية المنتجة وغير ذلك مما تمّ توفيره لإنجاح المشروع. واختتمت فعاليات الدورة بحفل شهد تكريم المشاركين، وتسلم خلاله دكتور لطوف العبد الله، نيابة الدكتور محمد بن عمر مدير منظمة "الألكسو" هدية تذكارية من مجمع اللغة العربية بالشارقة. ويشارك عشرة مجامع لغوية من شتّى الدول العربية في إنجاز "المعجم التاريخي للغة العربية"، علاوة على المراكز المتخصصة في البحث اللغوي كمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرياض ومكتب تنسيق التعريب في الرباط.