هاجم بعض المفكرين الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، ردا على قوله: "ما أدراكم ما الستينيات وعصر الستينيات"، خلال خطابه الذى ألقاه فى ميدان التحرير، واعتبروا أنه يهاجم عصر جمال عبد الناصر، وما كان به من خلافات سياسية مع جماعة الإخوان المسلمين، واعتبروا ذلك نوعً من تصفية الحسابات. الكاتب عبدالله السناوى قال: إن مقولة الرئيس محمد مرسى فى خطابه بميدان التحرير كان يقصد بها صراحة مهاجمة عصر عبدالناصر، فى إشارة منه إلى الصدام بين جماعة الإخوان المسلمين وبخاصة سيد قطب وجمال عبدالناصر، وماترتب عليه من سلسة أحكام إعدام للإخوان، موضحًا أن توجيه مثل هذا المقولة هو نوع من الترضية للتيار القطبى داخل الجماعة والمسيطر على النسبة الأكبر داخل مكتب الإرشاد. وطالب السناوى الرئيس مرسى، أن يطلب ملفات القضية الرسمية، ويعيد قراءتها مرة أخرى، مؤكدا أن قطب كان يعد ترسانات أسلحة لارتكاب سلسلة من الجرائم، حيث كان هناك صراع عنيف للاستيلاء على السلطة. وأوضح الكاتب، أن مرسى من مواليد سنة 1951، وهو ابن لأسرة فقيرة من الشرقية، استفادت من ثورة يوليو بما قدمته من عدالة اجتماعية وصحة وتعليم، كما أنه أحد المستفيدين من التعليم المتقدم المجاني الذى وفرته له، مضيفًا أنها قضايا مرسى التزم بها، فى مقابل أن برنامج النهضة الذى قدمه حزب الحرية والعدالة الذى كان يرأسه قبل تولى الرئاسة، يعتمد على نظام رأسمالى، بعكس عبد الناصر الذى كان يبنى مصانع للدولة ويوزع الأراضى على الفلاحين. وأضاف السناوى، أن مرسى اقتبس فى خطابه بجامعة القاهرة " نسالم من يسالمنا ونعادى من ... " ثم صمت، مؤكدًا أنه جزء من مقولات عبد الناصر لترسيخ مفهوم الأمن القومى ودور مصر الإقليمى والإفريقى. وعلى جانب آخر، قال الدكتور حسام عيسى، أستاذ القانون بجامعة عين شمس: كنت أتمنى أن يتحدث الرئيس مرسى فى خطابه كرئيس للمصريين ككل وليس كأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، واللجوء إلى نظام تصفية الحسابات، مضيفًا أن الصراع خلال الستينيات كان بين الجماعة كأحد الفصائل السياسية وعبد الناصر وليس بين الشعب ككل والزعيم الراحل. وأضاف عيسى، أن عبد الناصر قيمة حقيقة لم يعرفها التاريخ من قبل، حيث خرج الشعب وراء جنازته ليودعه، لأنه كان قريبًا من الفقراء ورائدًا فى تجربة العدل الاجتماعى والاستقلال الوطنى والعروبة. وتمنى عيسى أن يستلهم مرسى تجربة عبدالناصر وعدم إنكار دور ثورة يوليو العظيم، لأنه أمر محزن، بدليل أن النظام الاستعمارى كان يتكالب عليه لأنه كان يعاملهم بندية ويناضل ضدهم، مؤكدًا أن الزعيم الراحل كان له جملة شهيرة حين يستيقظ فيجد أن الغرب يهلل له ويحيه، كان يقول " أنا يارب عملت إيه غلط معاهم". بينما أكد الكاتب أحمد النقر، أن إشارة دكتور مرسى إلى عهد الستينيات هى إشارة غير موفقة، لأنه يجب أن يبدأ عهده كرئيس للمصريين، خصوصًا أنه كان يلقى كلمته من ميدان التحرير، الذى يعرف قيمة عبد الناصر، الزعيم الوحيد الذى رفعت صورته منذ اليوم الأول للثورة، مضيفًا أن دكتور مرسى يجب أن يعرف قيمة عبد الناصر وما أتاحه من تعليم مجانى للفقراء، أوصله إلى منصب رئيس الجمهورية. وأشار النقر إلى أنه على مرسى أن يتخلص من مرارات الماضى، وارتباطه جماعة الإخوان المسلمين بأزمات متكررة مع عبدالناصر، لأن لكل حقبة سياسية أخطاؤها، مضيفًا إلى أن مرسى يجب أن يعرف أن هناك دولتين حقيقيتين فى مصر الحديثة الأولى بناها محمد على فى بدايات القرن الثامن عشر، والدولة الثانية بنيت فى ستينيات القرن الماضى على يد جمال عبد الناصر، وإلا لن يستطيع أن يبنى مرسى نهضة الدولة الثالثة بعد ثورة 25 يناير.