ما زالت روح عمل الفريق الواحد تتجلى في العديد من مؤسسات وطننا الغالي، وهذا ما يلمسه كل زائر للمراكز الاستكشافية التابعة لوزارة التربية والتعليم، ويرى فيه مديرها المسئول كأحد عامليه، وجميعهم يرغبون في نجاح هدف هذه المؤسسة، وتحقيق مسيرته في خدمة الارتقاء بمستوى المنظومة التعليمية، ويتجلى هدفها فيما أعرب عنه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم في حوار سابق، أن الوزارة تتبنى فلسفة حديثة وهي الاستكشاف ثم التعليم ثم التطبيق. أما الكتاب المدرسي فيحاول تقديمها عبر محتوى عميق، يكتسب منه الطالب مهارات متنوعة، وتهدف تلك الفلسفة إلى تنمية حب الاطلاع، والبعد عن الحفظ والتلقين، ولذا تتصدر كلمة "استكشاف" المناهج الجديدة في المراحل التعليمية الحضانة والابتدائية. ومن هذا المنطلق يأتي دور المراكز الاستكشافية التعليمية، التي تعمل تحت عباءة وزارة التربية والتعليم، وتعد صرحًا تعليميًا فريدًا من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، وتقبع في منطقة حدائق القبة بجوار مدرسة النقراشي، وهو ما يحاول جاهدا أن يكشف السيد أبراهيم مدير عام المراكز عن دورها الرائد، وليثبت مدى دعمها للفلسفة الجديدة للدكتور طارق شوقي. وتبذل المراكز الاستكشافية جهدًا ضخمًا لتوفير بيئة تعليمية غير تقليدية، لا تعتمد على ما يطرح داخل جدران الفصول، وتعرض مفهومًا تعليميًا من منظور عملي مجسم، يستطيع الطفل التعايش معه عن قرب داخل بيئته؛ سواء تاريخية أو علمية، وتجذبه لحسن التعلم والابتكار، وتمتلك 50 مركزا منتشرة على مستوى أنحاء الجمهورية، سعيًا لتوصيل خدماتها إلى جميع طلاب القطر المصري، وتعود فكرة إنشاء المراكز الاستكشافية لمؤسسها الدكتور محمد سامح سعيد وذلك في عام 1998، ويشعر الطالب بمجرد عبوره البوابة الرئيسية للمراكز أنه انتقل إلى رحلة استكشافية. وقال السيد أبراهيم إن المراكز تضم عددًا من المتاحف والقاعات، يختص كل متحف في عرض فرع من فروع العلوم، ويأتي في المقدمة الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والإلكترونيات، بجانب توفير أنشطة متعددة من الرسم على الزجاج والتصميم بالأركت، ويشرف عليها فريق من المرشدين الأكفاء المتخصصين، يقومون بالشرح والإجابة عن أسئلة الأطفال، وتحرص المراكز على إتاحة دورات تدريبية وتثقيفية مجانًا لهم خلال فصل الصيف، ويتخللها ورش عمل تمكن الطالب من تنفيذ أفكاره الإبداعية بنفسه، وتصبح بديلا عن التلقين الدراسي، خلافًا عن إعداد المسابقات لمزيد من التحفيز، ويرى الزائر إنعكاس هذه البانوراما من سعادة بالغة على وجوه الأطفال الزائرين من مختلف أعمارهم، وهم يشاهدون الأفلام بنظارة ثلاثية الأبعاد، ويتابعون بأنفسهم المراحل الأولية لتصنيع الروبوت وتدوير خامات البيئة، ويشاهدون عن قرب الديناصورات ومراحل تطورها، ويقفون أمام المعالم الحضارية عبر العصور الإسلامية والرومانية وغيرها. ويلمس الجميع روح فريق العمل خلال سعيه الدائم إلى تطوير خدمات المراكز بالجهود الذاتية، ويرجع ذلك لافتقارها إلى ميزانية تدعمها في تجديد أنشطتها وخدماتها المجانية، وحفاظًا على استمرار دورها الريادي المنوط بها، ولكي تتمكن بشكل أفضل من أداء فلسفة الوزارة الجديدة في الإبداع والمشاركة. Email:[email protected]