عقد الكثير ممن يمكن أن نصفهم بالمنتمين لمعسكر الثورة والكتلة التصويتية التي ذهبت للمرشح الرئاسي الخاسر حمدين صباحي، الكثير من الآمال علي تحول معركة قانون العزل لتصب في صالح صباحي، إذ أملوا في تطبيق القانون وعزل الفريق شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، وصعود حمدين للإعادة مع محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة، بغض النظر عن المعوقات القانونية والدستورية، التي قد تحول دون ذلك. ومع اقتراب جولة الإعادة من ساعة الصفر، يطرح هذا الحكم، الذي اعتبره البعض انقلاباً عسكرياً ناعماً وخيب آمال تلك الكتلة التصويتية المعتبرة حجماً، السؤال حول موقفها من الإعادة، في ظل وجود مرشحين لا تميل تلك الكتلة إلى أيهما بشكل واضح، وربما تنفر من أحدهما باعتباره الجبهة المضادة تماماً لها، وهو ما يجعل وصف "الأصوات الحائرة" مطروحاً وممكناً للتعبير عن تلك الكتلة. وإذ أكد حمدين صباحي علي حسابه علي تويتر قبل الحكم عن احترامه لأحكام القضاء وتمسكه بالأمل ومواصلة العمل تحت قيادة الشعب الذي وصفه ب"المعلم" لتحقيق حلم المصريين النبيل: في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. حاولت "بوابة الأهرام" في هذا التقرير الاقتراب من تلك الكتلة عبر أبرز المؤيدين لصباحي، لمحاولة تلمس طريق تلك الأصوات الحائرة التي قد تقلب كفة الموازين، مع اقتراب موعد تحليق بومة المنيرفا، عند الغسق. تري الكابة سكينة فؤاد، المشهد ملتبس جداً، ولا تستطيع أن تحدد ما هو القرار الصحيح في تلك اللحظة، إلا أنها تمنت أن يأتي قراراً يحصل علي إجماع من القوى الوطنية، إذ أن أحد أسباب ما وصلنا إليه هو تشرذم القوى الوطنية، فلو كان مرشحو الثورة اتفقوا على مرشح واحد لم يكن المصريون تعرضوا لكل ذلك. أما عن موقفها فهو المقاطعة، لأنها لا تتصور أن ثورة 25 يناير قد قامت لتسليم الحكم لأحد الرموز التي قامت الثورة لإسقاطها، أو جماعة الإخوان التي لا تهتم بالقوانين ولأنها ضد ممارسات الجماعة بشدة، حسب تعبيرها، وقالت: أتمنى أن نكون مع القرار الجماعى خلال الساعات القليلة القادمة. أما د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، فقال إن الكتلة التصويتية تعبير غير دقيق، لأن هناك أناسا اختاروا مرشحين فى الجولة الأولى لا يعرفونهم، وصباحى حصل على أكثر من 4 ملايين صوت، ولا يعتقد السعيد أنه يستطيع أن يحرك بإصبعه هؤلاء الملايين استجابة لأى توجيه منه فى الإعادة. ويري د. حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا، "حكم سياسي" من الدرجة الأولى ولا علاقة له بالقانون، وأضاف فى تصريحات صحفية أن القرار لم يأتِ إلا لتثبيت، من وصفه ب"مرشح الفلول أحمد شفيق" في السباق الرئاسي، مشيرًا إلى أن استمراره في المنافسة إشارة إلى أنه الرئيس القادم رغمًا عن الجميع- حسب تعبيره. أما جورج إسحق، الناشط السياسى وأحد مؤسسى حركة كفاية، فقال إن الحكم الذى صدر اليوم من المحكمة الدستورية العليا، سيصب فى صالح الدكتور محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمون، لأن الناس مستنفرة من هذا الحكم، وكانوا يتوقعون وجود حكم آخر خاص بالعزل. وأضاف: "أقول للناس فقط حكموا ضميركم الوطنى، من أجل مصلحة مصر". الكاتب والناقد جابر عصفور، الذي أيد حمدين صباحي وصوت له في الجولة الأولى، لأنه يمثل الثورة والدولة المدنية، قال إنه سينحاز وبوضوح للدولة المدنية، التي دافع عنها طوال 40 عاماً عبر كتاباته المختلفة، وقال إنه يرفض المقاطعة وإبطال الصوت، إذ أنهما موقفان سلبيان، وقال إنه بالقطع لن ينتخب محمد مرسي، الذي وصفه ب"ممثل الدولة الدينية"، إلا أنه أكد ل"بوابة الأهرام" أن ذلك لا يعني بالضرورة أبداً أنه سينتخب الفريق أحمد شفيق، لكنه أكد غير مرة في تصريحات ل"بوابة الأهرام" أنه قراره أياً كان سيكون انحيازاً للدولة المدنية.