قالوا في دعواهم القضائية أن الزواج ليس حكرًا على جنسين مختلفين، وعلى إثرها قضت أعلى سلطة قضائية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بقبولها، وأصدرت المحكمة العليا الأمريكية حكمًا بالسماح لإبرام عقود زواج لشخصين من نفس الجنس، ووصفه أوباما وقته بالحكم التاريخي، الذي انتصر فيه للحرية ولحقوق الإنسان، وبناءً عليه لا نستبعد أن يُسن تشريع - قريبًا - يتيح زواج إنسان بحيوان أو بسمكة، مع تعديل مبرر الدعوى القضائية إلى أن الزواج ليس حكرًا على كائن واحد. وقفزت إلي الذاكرة هذه الواقعة حين أعلن مرشح مثلي الجنس خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، وعقب الانتهاء من إعلانه صعد زوجه المثلي إلى المنصة وعانقه أمام هتافات الجمهور، وإذا حدث وفاز يتولى رئاسة أمريكا مثلي بعد رئيسها العنصري، وما حدث يؤكد نبوءة بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، الذي توقع انهيار الاتحاد السوفيتي قبل سقوطه بعقد من الزمن، ويقول في نبوءته عن مستقبل أمريكا، إن أكثر ما يقلقه أن فساد مجتمعه يحول بينه وبين احتفاظه بالزعامة، ويستطرد كلامه أن مجتمعه يسلم نفسه لشهواته، ويعكف على ذاته، وليس مؤهلا لفرض الأخلاق الحميدة على العالم، ويتعامل مع القيم كأنها سلع في سوبر ماركت. وتعد أمريكا من بين 25 دولة في العالم قضت بزواج المثليين، وأغلبها دول غربية كفرنسا وكندا والدنمارك، وقليل منها في أمريكا اللاتينية وآسيا مثل البرازيل والأرجنتين، والدولة الإفريقية الوحيدة هي جنوب إفريقيا، وهولندا أول دولة غربية سنت التشريع بالزواج المثلي في عام 2001، وبرغم ذلك عددهم في هولندا يتجاوز ال 10 آلاف بقليل. وامتدادًا لنهج بريجنسكي نشرت جريدة التليجراف تقريرًا يوضح سبب انهيار الحضارة الرومانية، وذلك لموافقتها بممارسة الشذوذ، وبمعنى آخر أن الانحلال الأخلاقي يصيب الحضارات بالتحلل الاجتماعي والثقافي، وهو بمثابة العامل الرئيسي في تصدع أي أمة، ويشير التقرير إلى أن أول زواج مثلي وثقه التاريخ في عهد أغسطس قيصر، وسجل الرومانيون احتفاءهم بالمثلية الجنسية من خلال اللوحات والتماثيل. ويري مراقبون أن الحضارة اليابانية يهددها عدة مخاطر أخلاقية، تتمثل في تجذر المثلية بالمجتمع، وفي انتشار حالات الانتحار، وفي إدمان الجنس الإليكتروني، مما أصاب المجتمع الياباني بالشيخوخة، وتتحدث أكثر من دراسة صادرة من قلب هذه المجتمعات عن الأضرار الجسيمة التي يتعرض لها الشواذ، ومنها دراسة صدرت في هولندا التي يتيح قانونها مساحة أكبر من الحرية لهم، توصلت إلى أن المثليين أكثر عرضة للأمراض وللاضطرابات العقلية والنفسية؛ ولذا تجدهم أكثر ترددًا على العيادات الطبية، وبالتالي أثبتت الدراسة تناقص معدل عمرهم الافتراضي ب 20 عامًا عن بقية السكان. وتفرز شرعية زواج المثليين جرائم أخلاقية عديدة، أولها رواج تجارة البشر، وخاصة الأطفال، ويليها زيادة نسبة النساء التي تؤجر أجسادهن لإنجاب الأطفال للأزواج المثليين، وقد أثارت مخاوف المعارضين على الأطفال، وقدموا أبحاثًا تفيد خطورة هذا على الأطفال، وتتضح في شعورهم بالإغتراب وإصابتهم بالخلل النفسي لإفتقادهم الأب والأم، ويشكك المعارضون في أخلاقيات النساء اللاتي تؤجرن أرحامهن، ولكي يزيد الطين بلة تسن أستراليا قانونًا جديدًا يمنع تدوين نوع الجنس للمولود في الأوراق الرسمية، مراعاة لعدم إيذاء شعور الشخص الراغب في التحول الجنسي مستقبلا. وصدق نيكسون الرئيس الأمريكي الأسبق في كتابه "وراء السلام" أن التهديد الحقيقي في العالم يتمثل في كون بلادنا غنية في السلع ولكننا فقراء الروح. Email:[email protected]