هي فنانة من طراز خاص تعرف كيف تستخدم أدواتها الخاصة في رسم الأدوار التي تلعبها، وعلى الرغم من جنسيتها اللبنانية فإنها تفوقت في تطويع اللغة العامية سواء في السينما أو التليفزيون وبسرعة الصاروخ استطاعت أن تكون واحدة من نجمات السينما. فى حوارها مع بوابة الأهرام أكدت أنها تحرص دائما على المشاركة في المهرجانات الفنية ، كما أنها ترفض الظهور على الشاشة من أجل التواجد فقط..ولديها مفهوم خاص عن النجومية ولا تؤمن بمصطلح "السينما النظيفة".. آراء مثيرة ورؤى متنوعة كشفت عنها الفنانة مادلين طبر ل"بوابة الأهرام" في هذا الحوار. = ما انطباعك عن مهرجان شرم الشيخ للسينما الأسيوية باعتبارك من ضيوفه؟ لا شك في أن فكرة المهرجان وإن كانت تبدو أنها الدورة الثالثة لكنها في الحقيقة هى الدورة الأولى في توجهه نحو سينما قارة آسيا لأننى حضرت الدورة الأولى للمهرجان كان طابعها أوروبيا وكانت ناجحة خصوصا على مستوى لجان التحكيم ولا أريد المقارنة بين التجربتين فلكل منهما ميزاتها وعيوبها، ولكن التفكير بإقامة مهرجان أسيوي لنوع سينمائي نجهله تماما لجذب الأسيويين إلى هذه المنطقة بالذات فهذه نقطة لصالح المهرجان لأن المارد السينمائي القادم هو آسيا وعلى رأسها الصين، فضلا عن وجود أفلام ذات مستوى جيد شاركت في مسابقات المهرجان المختلفة ، أما عن تعرض المهرجان لبعض العثرات أو الأخطاء فأنت في دورة أولى ويتم تلافي ذلك مستقبلا. أتمنى التوفيق للمخرج مجدى أحمد على رئيس المهرجان لأنها مسئولية كبيرة بخاصة أن الدعم لم يكن بالحجم الكافي وجعلته في حيرة من أمره بعد انسحاب رعاة قبل انطلاق الفعاليات بأيام. مادلين طبر = هل تحرصين دائما على المشاركة في المهرجانات الفنية؟ هذه حقيقة وكنت ضيفة في مهرجان أسوان لأفلام المرأة في دورته المنقضية وأكثر ما أعجبنى أنه خلق حالة تفاعل مع أهالى المحافظة أنفسهم الذين حرصوا على حضور فعالياته من أفلام وندوات، ولذا نحن في حاجة إلى مهرجان سينمائي في كل محافظة لأن ذلك يخلق تفاعلا مع المواطنين في مدنهم ويفتح لهم منفذا للتفكير والإبداع ويدفعهم للاهتمام بالثقافة والفنون بدلا من الانسياق وراء أفكار تخريبية وهدامة تنتج لنا إرهابيين. وظنى أن دورنا كفنانين أن نبلى دعوات الحضور لمثل هذه المهرجانات لأن الفنان كلمته مؤثرة ومسموعة فيمن حوله لأنها مناسبات تجعلك في مواجهة صادقة مع الجمهور الذي يدرك ويعرف هل هذا الفنان يؤمن بما يقدمه أما أنها مجرد وظيفة لجني المال، لأن الفن ليس استيديوهات تصوير وفقط . مادلين طبر = ما مصير مسلسل الظاهر الذي تشاركين فيه؟ مازلت في خلاف قانونى مع منتج العمل تامر عبدالمنعم لأننى لم أحصل على باقي مستحقاتى نظير مشاركتى في العمل حيث أعطانى شيكات بدون رصيد لذا أقمت دعوى قضائية لحفظ حقوقي المالية وأتمنى أن يخرج المسلسل إلى النور لمروره بفترات عصيبة ، حتى يتسنى للمنتج أن يحصل على حقوق بيع تمكنه من تسديد التزاماته الواجبة عليه. مادلين طبر ما سبب اختفائك الفترة الماضية عن الأعمال الفنية؟ للأسف وصلت لمرحلة من النضوج والخبرة أحترم تاريخي الفنى التى تجعلنى أرفض الظهور لمجرد التواجد فالأمر لم يعد بالنسبة لى المشاركة في الأعمال كى لا يتم نسيانى فمثلا في في موسم دراما رمضان الماضي اعتذرت عن دور "والدة فيروز" الذي جسدته الفنانة مها أبوعوف في مسلسل "نسر الصعيد" مع النجم محمد رمضان لأننى وجدت أن الدور لن يترك بصمة مع المشاهد ، واتصلت بمنتج العمل جمال العدل وأخبرته لماذا رشحتنى لهذا الدور فأجابنى "عشان ترفعى الدور" وكان ردي " مفيش دور أصلا ..ومش لاقيه نفسى فيه " واعتذرت للمخرج ياسر سامى وهو ما أغضب رمضان من اعتذاري إلا أننى زرته وشرحت له وجهة نظرى وتفهمها. كما أننى اعتذرت عن عدم الظهور كضيفة شرف في مسلسل بالحجم العائلى مع الفنان الكبير يحيى الفخرانى وأخبرت مخرجة العمل هالة خليل "أشكرك على ترشيحك ..لا أرغب في أن أكون ضيفة شرف ولكنى أريد أن أكون ضمن ال4 سيدات الأساسيات اللاتى يبنى عليهن العمل". = على اعتبار أن لديك خبرة في التسويق لماذا لم تخوضي تجربة الإنتاج الفنى؟ حاولت ولكنى فشلت، حيث سبق وأخرجت 13 سهرة استعراضية في بيروت وكتبت قصصا وأنتجت مسلسل "حكايا وحكاواتى" قبل قدومى إلى مصر ولكنها لم تكن تجربة موفقة واكتشفت أننى لا أصلح لأن أكون منتجة ولا أريد أن أكون مخرجة لكنى أتمنى أن أبقى ممثلة جيدة وكاتبة . = ما آخر نشاطاتك حاليا؟ كتبت 3 أفلام قصيرة مؤخرا منها" النافذة" وستتولى قنوات النيل المتخخصة إنتاجه من إخراج حسن عيسى، كما انتهيت من كتابة فيلمين روائيين، وأكتب مقالات تحت عنوان "ومضات" . = هل معنى ذلك أنك انتقلت لمرحلة الكاتبة؟ بالطبع لا ..فالتمثيل هو أولوياتى ولكن طالما لا أمثل أعمل في مجالات أخرى منها التسويق وفي الإذاعة كمعلق صوتى، وبطلة مسلسلات كارتون للأطفال حيث إننى لدي 20 مسلسلا منها "كاليمرو" و"الرحالة الصغيرة". = كيف تقيمين حال الدراما التليفزيونية في السنوات الأخيرة؟ بشكل عام ، غير مستمتعة بالأعمال التى تقدم باستثناءات قليلة تعد على أصابع اليد، وأرى أن المشكلة ترجع إلى كتاب السيناريو ثم إلى المنتجين الذين يقبلون تقديم عمل لا يفهمونه وغير متكمل أو يتم تفصيله على شخص واحد . = رشحك عدد من النقاد بأنك الوجه النسائي الأفضل في السنوات المقبلة؟ لم أفقد الأمل وأدواتى الفنية حاضرة وبناء على هذه التوليفة جاء هذا الرأى بأن مادلين ستكون الأكثر ترشيحا في الأعمال مستقبلا، لأنه مع مرور السنوات تظهر شخصيات فنية ثم تختفى وتتلاشى بعيدا لأن أداوتها الفنية لم تساعدها على الاستمرار. = كيف تصفين مشوارك الفنى؟ أشبه بموج البحر يخضع للمد والجزر ، فليست هناك تجربة مثل الأخرى فهناك فنانات صعدن بسرعة الصاروخ ثم اختفين، وهناك أخرى تمشي بشكل تدريجي وتتقدم درجة درجة حتى تأخذ مكانتها الصحيحة ولكل منهن ظروفها الاجتماعية ، فمثلا لو جئت إلى مصر قبل بداياتى بعشر سنوات لكنت في حال أفضل وكنت لحقت بموجة السينما حيث لم يكن ينتج سوى 7 أفلام فقط في العام، ثم جاءت الأفلام الكوميدية ومنها إلى سينما الشباب . = ولماذا لم تركبي الموجة؟ حاولت أن أركب موجة الشباب وشاركت في أفلام مثل "محترم إلا ربع" و"شارع الهرم" و"برتيتة" و"ريكلام" ولكنى وجدت أنها أعمال لا تشبهنى، فقررت التوقف عن ذلك . = لماذا؟ دعنى أصارحك أنها أعمال لا ترضينى فنيا فأنا "جعانة فن ولا أشبع" ومؤمنة بالحالة الفنية وقدمت أعمالا ذات ثقل فنى منها " الطريق إلى إيلات" و"الجسر" و"كفرون" ولذلك لدى اتجاه في تقديم فيلم يعيش ويحسب من أفضل أفلام السينما العربية وأتمنى أن أشارك في عمل من إخراج داوود عبدالسيد. = كيف ترين حال السينما المصرية؟ أرى أن المشكلة الكبيرة التى تواجهنا حاليا في السينما المصرية في تسويق الأعمال بالشكل الجيد حتى تحافظ الصناعة على رونقها لأن الفن جزء منه تجارى، فقديما كانت هناك شركات متخصصة فقط في تسويق الأفلام على دور العرض في العالم العربي وأغلب السينمات في عالمنا العربي أغلقت والتى مازلت تعرض أفلاما أمريكية أوهندية فمثلا في لبنان لم يعد هناك نافذة كبيرة لوجود فيلم مصري منافس ورغم أن تعداد السكان في عالمنا العربي كبير إلا أن دور العرض أقل من عددنا، فمثلا دولة بحجم مصر لا توجد دور عرض في المحافظات ويتركز أغلبها في القاهرة والإسكندرية، كما أن ثمن التذكرة يفوق القدرة المادية لأى أسرة متوسطة الحال = كيف ترين مصطلح السينما النظيفة؟ أعتقد أنها مصطلحات مبطنة روجها مثقفون وفنانون يتبنون فكر جماعة الإخوان فهى دخيلة على الفن وأعتقد أن الردة الأصولية لن تؤثر على مسار الفن لأن تلك الجماعة تم كشفها والشعب العربي عرف مقاصدها غير السليمة. = ماهو مفهوم النجومية بالنسبة لك؟ للأسف هناك مفهوم خاطئ للنجم في عالمنا العربي فهى لا تخضع لمواصفات أو مضمون محدد إن طبقته تصبح نجما، النجومية لها أشكال متعددة ومختلفة ، فكم من النجوم الذين يفتقدون بريق الحضور وقد يعملون ليلا ونهارا وتراهم على الشاشات وتنسى حتى اسمهم ولا تراهم حتى لو مروا من أمامك، وهناك آخرون يملكون الهالة الشخصية التي تجعلهم محط الأنظار والاحترام حتى ولو كانت أعمالهم قليلة . = كيف تتعاملين مع السوشيال ميديا؟ أتفاعل معها بشكل كبير وأجد أنها تخلق تواصلا مباشرا مع الجمهور ولا أشتكى منها ولدى فريق عمل يدير صفحاتى الشخصية ولا شك في أن هناك تعليقات قد تؤذينى فيكون "البلوك" هو الحل معهم.