بالرغم من إعاقته، يرغم النجار الأردني كفاح قعدان، الصعاب على أن تنحني أمامه بدلا من أن ينحني لها، ويضطر لاستخدام كرسي متحرك ليتمكن من التجول لكن ذلك لا يثنيه عن مواجهة التحديات وتحقيق النجاح. وتعود قصة الإعاقة إلى سنوات طويلة ماضية. فالرجل البالغ من العمر 61 عاما، معاق منذ سن الخامسة، والسبب خطأ في إجراء طبي دفع ثمنه بالبقاء في كرسي متحرك معظم حياته. وعندما بدأ العمل في النجارة، كان يعرف أن عليه أن يجتهد ويثابر وأن أمامه طريقا طويلا وشاقا. ويقول قعدان "بحاول كمان إني أتحدى الوضع الخاص في كون النجارة يعني مش مجال معاق، يعني أنا ما لجأت للنجارة إلا من باب التحدي للوضع الخاص إلي أنا فيه وبحاول دائما أكون بصورة فنية يكون شغلي شغل فنان أكثر مما يكون نجارة عامة". ويضفي قعدان لمسات فنية على كل أعماله بما في ذلك قطع الأثاث. ويقول إنه يرغب في أن يكون عمله مميزا بشكل واضح ولا يرغب مطلقا في إنتاج أي شيء بلا لمسات أو بصمات مميزة. ويوضح: "الحمد الله عايش بالنجارة.. عايش بشغلي العام.. أما قطعي هاي مش معروضة للبيع يعني لأنه أصلا في معارضي الشخصية أنا بين فترة وأخرى بعمل معارض فنية برعاية عالية والحمد الله فهاي أسعارها خيالية إلي عم بتشوفوها". ويضيف "أنا كل شغلي فني حتى في الأثاث.. حتى في الديكور.. يعني لازم يكون إلي بصمة فيها.. لازم تكون شاذة عن المآلوف.. المآلوف بقربلوش.. يعني ما عندي استعداد أنافس مبتدئ أو تاجر.. يعني حتي زبايني أو معارفي لما بدهم شغلة مميزة بييجوا عندي". وأنشأ قعدان ورشة النجارة في منزله، بل ويصنع بنفسه معداته الخاصة من الخشب. ويصنع الأثاث والأعمال الفنية مثل الزخارف والمزهريات. وفي مناسبات نادرة، يقيم قعدان، الحاصل على شهادة جامعية، معارض لأعماله الفنية. وتتراوح قيمة القطعة الواحدة بين 7 آلاف و14 ألف دولار. ويستغرق صنع القطعة ما يصل إلى شهرين. وتبدو قطعه الفنية غنية بالتفاصيل. وتحمل مزهرياته، على سبيل المثال، أنماطًا هندسية من الفسيفساء بأنواع وألوان مختلفة من الخشب. وقعدان غير متزوج وليس له أطفال، لكنه يأمل في نقل حبه للنجارة إلى ابن أخيه وأفراد الأسرة الآخرين.