أنهى النادى الأهلى صفقة حسين الشحات بمبلغ قياسى، قدره البعض بخمسة ملايين دولار (حوالى 90 مليون جنيه) فى حين أعلن البعض أنه انتقل بحوالى ستة ملايين ونصف المليون دولار (أى حوالى 127 مليون جنيه مصرى)، ليكون بذلك أغلى لاعب كرة قدم مصرى، وثانى أغلى لاعب فى الدورى المصرى بعد البرازيلى كينو، الذى انتقل لبيراميدز مطلع الموسم الجارى من نادى بالميراس البرازيلى مقابل 10 ملايين دولار. وكان الأهلى من سنوات قليلة قد اشترى مروان محسن بالإسماعيلى بحوالى 10 ملايين جنيه مصرى، كأغلى لاعب كرة قدم وقتها، فإذا بنا تقفز أسعار اللاعبين من 10 ملايين إلى حوالى 100 مليون فى سفه كروى لا يخفى على أحد. وربما يعود ارتفاع أسعار اللاعبين بهذا الشكل الجنونى، إلى مزايدة النادى المنافس على الصفقات التى يبرمها النادى الآخر، وقد استغلت الأندية التى تبيع لاعبيها هذه النقطة جيدا حتى ترفع من أسعار لاعبيها، بالإضافة إلى النادى الاستثمارى الجديد الذى فتح خزائن مالكه بما يفوق إمكانات الأندية الشعبية التى أرادت أن تجاريه لكيلا يستأثر باللاعبين وحده. وقد يظن البعض أن لصفقة حسين الشحات خصوصية، ولكنها لاشك سترفع من أسعار اللاعبين فى مصر، دون عائد مادى حقيقى، وبالفعل صمم نادى سموحة أن يبيع للأهلى لاعبه ياسر إبراهيم بحوالى 33 مليون جنيه مصرى بالإضافة الى إعارة عمرو مرعى موسما ونصف الموسم، أى أن الصفقة تكلفت حوالى 40 مليون جنيه مصرى على الأقل. ولم يكن الزمالك أحسن حالا، فقد تعاقد مع المهاجم المغربي خالد بو طيب بثلاثة ملايين يورو (حوالى 60 مليون مصرى)، فهل الدورى المصرى يستحق مثل هذه الملايين؟ لاشك أن من يتابع الدورى الإنجليزى أو الإسبانى، يعلم تماما أن ما نشاهده فى ملاعبنا لا يرقى إلى مستوى كرة القدم الحقيقية، بل هو أقرب الى "العك الكروى" فمن الصعب أن يطالبنا أحد بالمقارنة بين أسعار اللاعبين فى مصر والخارج، كما أن كرة القدم أصبحت صناعة تحقق ملايين بل ومليارات من الأرباح، سواء من الرعاية أو حقوق البث أو الحضور الجماهيرى، بينما ما يحققه أكبر الأندية المصرية جماهيرية الأهلى والزمالك، من عائد الرعاية والبث أصبح لا يكفى لشراء لاعبين جدد، حيث إن ثمن لاعب واحد قد يبتلع قيمة الرعاية خلال عام كامل. وهل ما نقرؤه من أن راتب حسين الشحات فى الأهلى 15 مليون جنيه سنويا، وهناك من الموظفين من يتقاضى راتبا سنويا 15 ألف جنيه فقط، أليس هذا سفه إنفاقى فى كرة القدم؟ فهل يستحق الدورى المصرى مثل هذه الأسعار والمرتبات، فى وقت أن هناك عوائد هزيلة من البث والرعاية، بالنسبة الى هذه الأرقام؟ ولماذا لا يكون هناك سقف يحدده اتحاد الكرة بالنسبة لأسعار اللاعبين ومرتباتهم، بدلا من هذه الأرقام المرعبة التى لا تدل إلا على السفه الكروى، فى دولة لم تحقق فى كأس العالم لكرة القدم الماضى سوى صفر كبير. [email protected]