أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه لا جدوى من المفاوضات مع إسرائيل في ظل استمرار الاستيطان، معتبرا أن المفاوضات تهدف إلى إقامة الدولة الفلسطينية وإذا كان الاستيطان يؤدي إلى تآكل الأرض فكيف ستقام الدولة الفلسطينية. واستبعد موسى أن تطلب أي دولة عربية إعطاء الولاياتالمتحدة فرصة أخرى بشأن عملية السلام، وقال أنه سيتم خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الاطلاع على الرسالة التي وصلت الرئيس أبو مازن من الجانب الأمريكي بشأن الاستيطان والمفاوضات. وتابع موسي قوله إن ما وصلنا إعلاميا ورسميا هو أن إسرائيل مستمرة في الاستيطان، وبالتالي يصبح التفاوض في ظل هذا الوضع من أعجب الأمور، وشدد على أنه لا يمكن القبول بمفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، لأن المفاوضات هدفها بالأساس العمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فإذا كانت الأرض تتآكل في كل يوم، فلماذا التفاوض إذن؟ وأشار في هذا الصدد إلى أن البدائل كثيرة، وسوف تحدد لجنة مبادرة السلام العربية أهم هذه البدائل. وحول الاستعداد العربي للتعامل مع هذه البدائل جماعيا أعرب موسى عن اعتقاده بأن الجانب العربي مهيأ للتعامل مع هذه البدائل، مضيفا أن العالم العربي ليس مستعدا للاستسلام، ولا تسليم مفتاح القضية الفلسطينية لرئيس الوزراء الإسرائيلي ولا لغيره . وعما إذا كانت اللجنة سوف تدرس الخيارات والبدائل الفلسطينية قال موسى أن هذا أمر طبيعي وضروري جدا أن ندرس هذه الخيارات، وأضاف بأن خيار الذهاب الى الأممالمتحدة مطروح خاصة بعد مرور 20 عاما على مؤتمر مدريد، فمازلنا في المربع الأول على الرغم من مرور كل هذه السنوات على ما يسمى بعملية السلام، فلابد أن تعود القضية إلى الأممالمتحدة، وقد لا يمكن الحل من خلال الأممالمتحدة لكن هذا هو الطريق السليم. وحول تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كيلنتون حول استخدام بلادها حق النقض "الفيتو" إذا لجأ الجانب العربي أو الفلسطيني لمجلس الأمن، اعتبر موسى أن هناك التباسا حول هذا الأمر ، وتابع بأن الإسرائيليين يعلنون أنه من ضمن الصفقة الأمريكية – الإسرائيلية لتشجيع وقف الاستيطان استخدام الفيتو الأمريكي إزاء كل شىء في الأممالمتحدة، لكن ما سمعناه من الأمريكيين أنهم يقصدون مسألة إعلان الدولة وليس في كل شيء. وحول اعتراف البرازيل والأرجنتين رسميا بالدولة الفلسطينية أعرب موسى عن تقديره لهذه الخطوة مطالبا كل الدول التى لم تعترف بدولة فلسطين بالإقدام على هذا القرار التاريخي الذي من شأنه الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه الضغوط الهائلة وما يحدث من إدارة الأمور لصالح إسرائيل طيلة الوقت. وأشار إلى أن العالم كله يتهيأ الآن للاعتراف بدولة فلسطين بغض النظر عن المواقف السلبية لدولة أو اثنتين. وعما إذا كان هذا الاعتراف سيحدث تأثيرا على الأرض في ظل إصرار دولة الاحتلال على مواصلة الاستيطان أشار إلى أن الاعتراف بالدولة يعني إنهاء أي فرصة لاعتراف هاتين الدولتين أو غيرهما بالتغييرات التي تحدث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وأنها تغييرات غير مشروعة ومن هنا تأتي قوة القرار البرازيلي والأرجنتيني بالتأكيد على أن هذه الأرض فلسطينية، وبالتالي فإن كل ما يبنى عليها وما يتم من تغييرات فإن الدولتين ستقفا ضدها بالكامل. وأشار موسى إلى أهمية حشد الجهود العربية على جميع الأصعدة لاتخاذ موقف موحد في مواجهة ما يحدث على الأرض وهو ما ستناقشه اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية الأسبوع المقب.