تصدر خبر الكشف عن مقبرة كاهن التطهير الملكي في عهد الملك "نفر اير كا رع" بمنطقة سقارة الأثرية، والذي أعلنه وزير الآثار الدكتور خالد العناني يوم السبت الماضي، وكالات الأنباء العالمية، والتي وصفته بكشف العام لما تتميز به المقبرة من تخطيط معماري متميز، حيث تحمل جدرانها العديد من النقوش الملونة غاية في الجمال لمظاهر الحياة اليومية وتماثيل ضخمة ملونه للمتوفي وأمه وكذلك زوجته. "بوابة الأهرام" تنشر أهم مقابر الكهان الملكيين في مصر، كما ترصد أهم قصصهم حيث كان الكهنوت المصرى يمثل أسمى علوم المجتمع فى مصر القديمة مثلما يؤكد الأثريون فالكاهن ليس رجل دين فقط، ولكنه فى المقام الأول رجل علم لابد أن يكون ملمًا بالقراءة والكتابة ومن ثم ينطلق إلى علوم الدنيا فيصبح طبيبًا أو مهندسًا أو فلكيًا أو يجمع حتى كل هذه الوظائف والمهام معًا وكان لهذا أثر مهم فى التراث الشعبي المصري القديم. يقول الأثري محمد محيي ل"بوابة الأهرام " إن "وعب" كلمة مصرية قديمة مرتبطة بالطهارة والتطهير وقد صورها المصرى القديم بعلامة القدر المستند على قدم يصب الماء اللازم للتطهير،ومنها جاءت مكانة الكهنة فى مصر القديمة باعتبارهم أسمى المتطهرين، مشيرًا إلى أنه فى كشف سقارة مؤخرًا خرجت علينا التصريحات باسم صاحب المقبرة وهو "واح تى" ومن ثم لقبه "كاهن التطهير الملكى" وهو ما يقرأ باللغة المصرية القديمة "وعب نسوت" وتعنى حرفيا مطهر الملك. وقال "اللقب الكهنوتى "وعب" كان شائعًا فى الدولة القديمة، إذ كانوا ذوي شأن ونفوذ إلا أنه فى الدولة الحديثة ومع تطور النظام الديني المصري القديم أصبح كهنة التطهير، هم أقل الكهنة شأنًا فى التدرج الوظيفى ليحل محل نفوذهم القديم سلك كهنوتى آخر". المقبرة الحديثة التي اكتشفتها البعثة المصرية برئاسة الدكتور مصطفي وزيري في سقارة كانت في حالة جيدة من الحفظ، كما تحتوي على 18 نيشة بها 24 تمثالا كبيرا منحوت في الصخر وملونا تصور صاحب المقبرة وعائلته. أما الجزء السفلى من المقبرة فبداخله عدد 26 نيشة صغيرة تحتوي على 31 تمثالا منحوتا فى الصخر، كما تضم أرضية المقبرة خمسة آبار للدفن ستقوم البعثة المصرية باستمرار الحفائر بها للكشف على ما تحتويه من أسرار. ويوضح الأثري محيي أن المقبرة المكتشفة حديثًا لم يتم إعلان معلومات كافية بشأن صاحبها؛ لأنها لا تزال محل الدراسة إلا أنه وبمقارنتها بمقابر أخرى في نفس الفترة الزمنية نجد تشابه واضح في الطراز الفني وحتى الألقاب، منها مقبرة الكاهن "إيرو كا بتاح" الذي حمل أيضا لقب "كاهن التطهير الملكى" بالإضافة إلى ألقاب أخرى. ولكن هل كان الكهنة فى ذلك العصر رجال دنيا أم رجال دين؟ يؤكد الأثري محمد محيي أن كهنة مصر القديمة كانا كلاهما، وقال "ربما الاكتشافات المقبلة ستكشف لنا الكثير عن عوالم الكهان الملكيين وعن ألقابهم ووظائفهم". ورأى أنه من أشهر الكهنة المطهرين الأخوين "خنوم حتب ونى عنخ خنوم"حيث كانا مسؤلًا "المانيكيير" فى القصر الملكى كوظيفة دنيوية فى قصر الملك "نى وسر رع" أحد ملوك الأسرة الخامسة، وقد حملا من الألقاب الكهنوتية ما يدل على مكانتهما ولهما مقبرة فى سقارة تم اكتشافها عام 1956 على يد عالم الآثار المصرى أحمد موسى. وكذلك مقبرة "بن مرو" وهو كاهن التطهير الملكى الخاص بالملك "من كاو رع" وقد تم نهب محتوياتها. ويعتبر بتاح حتب في الأسرة الخامسة في عصر الملك "جد كا رع اسسى" أشهر الكهان الملكيين في مصر القديمة كما يؤكد الأثري محمد محيي مضيفًا أن "بتاح حتب" كان الوزير، وقد عرف "بتاح حتب" بلقب كهنوتى فريد وهو كاهن "ماعت" أي العدالة والانتظام الكوني، وقد ترك للبشرية واحدة من أرقى وأقدم نصوص تعاليم مكارم الأخلاق فى التاريخ المكتوب. وتحوى تعاليمه الأخلاق والتعاملات في المجتمع المصري القديم شملت طبيعة التعامل بين الناس ومعاملة الزوج لزوجته التحذير من عواقب الغش والكذب الدعوة إلى التدين والأخلاق الحميدة. أما أشهر البرديات التي تحدثت عن عالم الكهنة في مصر فهي "بردية وستكار" أو "خوفو والسحرة" المحفوظة في متحف الآثار المصرية في برلين وهي بردية تحكى لنا تراثًا شعبيًا متناقلا عن معجزات خيالية قام بها الكهنة والسحرة فى عصر الملك "خوفو" وتحكى لنا عن خمسة قصص خيالية من بلاط الملك خوفو كل واحدة منهم يحكيها ابن من أبناء الملك.