أصابه مرض العادات، وانتقلت إليه عدوى التقاليد التي توارثها عن والده، ليتوقف عقله حول فكرة الإجبار، التي انتهت بجريمة قتل راح ضحيتها ابنة أخيه ذات العشرين عاما، بعدما رفضت المثول لآرائه وتحكماته، لتلقي حتفها بعد تعذيب بالكهرباء داخل شقة العائلة. داخل حارة صغيرة بشارع الجامع الكائن بمنطقة إمبابة بالجيزة، وقعت تلك الجريمة التي بدأت منذ طفولة المجني عليها، بعدما وقعت تحت سطوة تقاليد العائلة التي أرغمتها علي الخروج من المدرسة، والتوقف عن تلقي العلم منذ المرحلة الإعدادية، لينتهي بها الحال بجوار والدتها تنتظر القرار التالي "الجواز" الذي حدده الأب وأخوه منذ طفولتها "الواد للبت ..والبت للواد". المنزل الذي شهد الجريمة المنزل الذي شهد الجريمة انتقل محرر "بوابة الأهرام" إلي الشقة "مسرح الجريمة" والتقت بجيران المجني عليها، وعدد من الأهالي بالمنطقة للوقوف علي تفاصيل مقتل فتاة علي يد شقيق والدها "محمد المسلم" بعدما قام بالتعدي عليها بالضرب، وإصابتها بجروح وكدمات بمختلف أنحاء الجسد، وصعقها بالكهرباء بواسطة "سلك عار"، لتلفظ أنفاسها الأخيرة قبل وصولها للمستشفي . "البنت سليمة..بس أبعتها اتفاهم معاها"..كانت الجملة الأخيرة التي تلقاها والد المجني عليها من شقيقه الأصغر، بعد مكالمة هاتفية جمعت بينهما، وطالب الأخير حضور المجني عليها إلي شقة العائلة للحديث معها وإقناعها بالزواج من نجله، ولكن بعد ساعات من حضور المجني عليها، يتلقي والدها مكالمة هاتفية ثانية من المتهم ويسمع خبر "الإغماء عليها" وبسبب مرضه وصل متأخرا إلي المستشفي ليسمع خبر موتها. المنزل الذي شهد الجريمة المنزل الذي شهد الجريمة "كانت زي بنتي..بس أبوها ساب العمارة ونقل شقة تانية بسبب مرضه"..بدأت "م.ع" إحدى جيران المجني عليها سرد الحكاية التي بدأت فور ولادة المجني عليها داخل الشقة مسرح الجريمة، والتي كان يسكنها أسرتها إلي جانب أسرة المتهم "شقيق والدها" كعادة، وبعد سنوات يقرر الأب الانتقال بأسرته إلي شقة جديدة في ذات المنطقة، لتمر سنوات ويأتي القرار الذي علي أعتابه اشتعلت نيران تلك الجريمة التي بدأت بالترهيب والتعذيب وانتهت بالموت علي اعتاب المستشفي. "قبل يوم الواقعة بحوالي أسبوع..هربت المجني عليها إلي عمها بالإسماعيلية"..أكدت "م.ع" حديثها مشيرة إلي أن نتيجة لكثرة الضغط علي المجني عليها بسبب إرغامها علي الزواج من نجل عمها، والدخول في ذات الشقة التي من المقرر أن يتزوج فيها شقيقها الأصغر من ابنة عمها، كالعادة التي توارثها والدها وعمها "المتهم" عن جدها، حيث إن المتهم ووالدها تزوجا في ذات الشقة، منذ أكثر من 21 عامًا مضت، قامت المجني عليها بالذهاب إلي عمها الثاني المقيم بمحافظة الإسماعيلية، ومكثت عنده ليومين هرباً من تلك الضغوط، قائلة "من كتر الزن علي ودان البنت وإجبارها إنها تتجوز ابن عمها في نفس الشقة مع شقيقها وابنة عمها، هربت ويارتها ما هربت". أمسكت "ن.أ" إحدى فتيات المنطقة وصديقة المجني عليها، طرف الحديث قائلة " كانت صحبتي ومعايا في المدرسة، لحد مخرجوها منها في أولي إعدادي/ واتنقبت وقعدت في البيت، وبعد فترة قرروا يجوزوها لابن عمها، ويجوزوا أخوها لبنت عمه - المتهم - ويقعدوهم في نفس الشقة، هي رفضت الوضع دا، لكن عمها معندوش تفاهم وواخد علي أن إللي بيقوله لازم يمشي، لحد ما هربت، وبعد مرجعوها أخدوها يكشفوا عليها لأنهم وصلوا أنهم شكوا فيها، ولما أتأكدوا أن هي لسه بنت، طلب عمها من أبوها أنها ترحله البيت علشان يحاول يقنعها، وبعد حوالي 3 ساعات، اتصل بأخوها وقاله أختك أغمى عليها.. هات توكتوك وتعالي نوديها المستشفى". أضافت "ن.أ" أن عم المجني عليها "المتهم" كان يملك محلا لبيع الملابس الجاهزة بالمنطقة، وكان معروفا بعصبيته وتشاجره الدائم مع زوجتيه الأولي والثانية، وأولاده ال8، بالإضافة إلي أنه كان معروفا بتعاطي المواد المخدرة، مشيرة إلي أنه في يوم الواقعة، شاهده بعض الجيران في تمام الثانية ظهراً هو وشقيق المجني عليها الأصغر أثناء نزولهما من العقار وبصحبتهما المجني عليها يحملونها جثة هامدة، ويدعي أنها مغمى عليها، والذهاب بها إلي المستشفي . وأكملت قائلة إنها سمعت الكثير من الروايات حول تعذيب المتهم للمجني عليها، بسبب رفضها الزواج من نجله والمكوث في نفس الشقة مع شقيقها وابنته الثانية، وبالتعدى عليها بالضرب محدثا ما بها من كدمات وإصابات، وصعقها بالكهرباء في أنحاء الجسد، لتلفظ أنفاسها الأخيرة، وتلقى حتفها ضحية الأعراف والتقاليد وعصبية عمها المتشدد، وينتهي حال والدها قائلاً "أنا إللي ادتهاله بأيدي.. يارتني مخلتها تروح له".