بالرغم من عدم حصوله على جائزة خلال فعاليات الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي، إلا أن الكثيرين كانوا يتوقعون لفيلم "البرج" حصده لإحدى الجوئز نظرا لطبيعة القضية التي يتناولها عن اللاجئين الفلسطينين الذين يعيشون بمخيم برج البراجنة في لبنان. في لقاء ل"بوابة الأهرام"، مع ماتس جرود مخرج فيلم "البرج"، الذي شارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، تحدث عن اختياره لفكرة الإنيميشن لينفذ بها مشروعه الذي أكد أنه أحد أهم اهتمامه السينمائية، كما أشار لعلاقته بمخيم برج البراجنة وبالقاهرة التي عاش فيها على مدار عام، وتفاصيل أخرى بالسطور القادمة.. لماذا اختارت الإنيميشن لعمل فيلمك على الرغم من أنه يحمل طابع سياسي؟ لأنني في الأساس مخرج رسوم متحركة، وكنت أبحث عن فكرة جديدة ومختلفة لتوظيفها والتحدي الحقيقي الذي واجهني هو كيف أنني سأوظف هذه الفكرة وما التكنيك الذي سأتبعه لتنفيذها ولم أفكر كثيرًا هل هي فكرة تصلح لأن تنفذ في شكل رسوم متحركة أم لا ولكني فكرت كيف سأخلق القصة في شكل رسوم متحركة. لكن تنفيذ فيلم يحمل فكرة سياسية على طريقة الإنيميشن أمر شديد الصعوبة؟ عندما قررت تنفيذ هذه القصة فكرت كثيرًا كيف سأحول تلك القصة التي تحمل طابع وثائقي وخيالي أكثر إلى قصة رسوم متحركة ما تطلب مني مجهود ذهني كبير ولم أكن أعرف تمامًا كيف سأحولها وما النقاط التي يجب أن أسير عليها وكيف سأجعل الجمهور يراها كقصة حقيقية، وأن يكون فيلما ناجحا فقد كان هذا تحديا حقيقيا لي. اختيار اللاجئين الفلسطينيين كبداية لمشروع فيلمك الطويل يشير لاهتمامك بالقضية بشكل كبير؟ قضية اللاجئين الفلسطينين تهمني كثيرا، فأنا شديد التطلع للمشاركة في تقديم عمل يوثق لتاريخ الأزمة، وطالما كنت أفكر دائما في مشروعات أعمالي الروائية التي سأقدمها بالسينما كنت سأختار هذه القضية لتكون من بينها. ما طبيعة علاقة والدتك بمخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطنين بلبنان؟ والدتي كانت تعمل ممرضة في مخيمات اللاجئين منذ عام 1995 ولمدة ثلاث سنوات، وبعد ذلك عملت في تل الزعتر الذي جرف بعد ذلك ومن بعدها عملت بمنظمة مساعدة الأطفال الأيتام الذين فقدوا آباءهم بعد انتهاء المخيمات. لماذا اخترت أكثر من فترة أو حقبة تاريخية مختلفة في أحداث فيلمك؟ هكذا تتابعت أحداث الفيلم التي أرضت بها عرض اختلاف الأحداث والظروف التي مر بها الجد والأب وكل فرض في عائلة البرج، وكيف كانت التطورات عندما كانوا في نفس الأعمار، وكيف تغيرت الأحداث من وقتها حتى الآن. كيف كان ذكريات طفولتك مع البرج ومخيمات اللاجئين؟ أنا لم أذهب إلى هناك كنت في النرويج وعندما عادت أمي جعلتني أشاهد الصور وحكت لي الكثير من القصص عن ما يحدث هناك في المخيمات وليس لدي ذكريات طفولة هناك. هل اختيار طفلة لتكون بطلة الفيلم، وأن يكون اسمها "وردي" له دلالة معينة بإعطائك أمل للفلسطينيين للعودة لأراضيهم؟ نعم أنا افكر حقًا أنهم سيعودوا لأراضيهم لدي أمل وأدعم هذه الفكرة، وأردت أن أوضح للفلسطينيين كم أنني أفهم ما عايشوه واحترمه ولكن لا علاقة لاسم وردي بهذا، إنه اسم يحمل دلالة الربط بين الماضي والمستقبل. وبشكل عام فأن الفلسطينيين لا يحتاجون لأمل مني لأنهم في النهاية يحاربون كل يوم للعودة لأراضيهم يأكلون ويشربون ويذهبون لمدارسهم بأمل العودة لأراضيهم أنهم يعيشون من أجل هذا. كيف ترى مشاركتك في الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي هذا العام برغم من عدم حصولك على جائزة؟ مشاركتي في المسابقة مهمة جدًا بالنسبة لي وللفيلم بعيدا عن فكرة الجوائز، وبما أنها أول مرة أشارك بها في مسابقة رسمية فلا أستطيع المقارنة أو المفاضلة بين مهرجان القاهرة السينمائي وغيره من المهرجانات ولكنني حقًا ذهلت بالأجواء التي لمستها بعد عرض الفيلم خصوصا الحضور الكبير الذي رأيته في الأوبرا وهو ما أبهرني حقًا إلى جانب السينما العظيمة التي رأيتها بالقاعة، وكنت أتمنى أن تطول مدة إقامتي بالقاهرة خلال فترة المهرجان منذ أولى أيام فعالياته لأتمكن من مشاهدة مزيد من الأفلام. ماهي علاقتك بالقاهرة؟ سبق وزرت القاهرة عام 1989 وأقامت في هليوبليس لمدة عام عندما كنت طفل وأتذكر أنني كنت ألعب الكرة في الزمالك، حيث كان هناك ملاعب كبيرة وممتعة، فأنا أتذكر كثيرًا عن هذا العام، حيث كانت أول محطة سفر لي، فأنا أحب مصر وأتذكر مدرستي بها وذهابي للأقصر والإسكندرية وسيناء خلال هذه المدة.