قالت صحيفة جابان تايمز اليابانية اليوم الثلاثاء إن السؤال الذي يطرح نفسه كثيرا بشأن التنمية الاقتصادية في الدول النامية بوجه عام ودول الربيع العربي على وجه التحديد، هو ما الذي يمكن أن تفعله الدول الغنية كالولاياتالمتحدة والكيانات الاقتصادية العالمية كالبنك الدولي لدفع اقتصادات هذه الدول؟ ومضت الصحيفة تقول: إن الذي غير تونس ومصر وليبيا على مدار العامين الماضيين ليست جهود العالم الخارجي لتحسين هذه المجتمعات واقتصاداتها لكنها الحركات الاجتماعية المحلية ورغبتها في تغيير الأنظمة السياسية في هذه الدول. وقالت الصحيفة: إن الثورة بدأت في تونس حيث أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ونظامه القمعي من السلطة ثم انتقلت بعد ذلك إلى مصر وليبيا منهية حكم حسني مبارك ومعمر القذافي الأكثر قمعا وفسادا. وأردفت الصحيفة تقول: إن الناس الذين خرجوا إلى الشوارع وعرضوا حياتهم للخطر كان قد شبعوا من الاضطهاد والفقر نتيجة حكم هذه الأنظمة الفاسدة. وقالت الصحيفة: إن متوسط الدخل في مصر على سبيل المثال هو 12 % من متوسط الدخل في الولاياتالمتحدة وأن متوسط اعمار المصريين أقل عشرة أعوام من نظرائهم الأمريكيين وأن 20 % من الشعب يعيشون في فقر مدقع. ومضت الصحيفة تقول: إن المتظاهرين في ميدان التحرير رأوا أن سبب فقر مصر يرجع إلى نظامها القمعي وحكومتها الفاسدة والغياب التام لتكافؤ الفرص في جميع مجالات الحياة. وتابعت صحيفة جابان تايمز اليابانية تقول: إن شباب الثورة يرون قادتهم الحاليين جزءا من المشكلة وليس من الحل وأن العالم الخارجي يتساءل وماذا عسانا أن نفعل لمصر؟.. محذرة من أن العديد من الثورات السابقة أطاحت بمجموعة من الحكام الفاسدين فقط لتأتي بآخرين لا يقلون عنهم فسادا وخبثا وقمعا. وأردفت الصحيفة تقول: إنه ما من ضمان بأن الصفوة السابقة لن تنصب انظمة شبيهة. لكن هناك بصيصا من الأمل رصدته الصحيفة فقد خرج المارد من عنق الزجاجة وعرف الناس أن لديهم القوة للإطاحة بأي نظام والأكثر من ذلك أنهم عرفوا أن نشاطهم السياسي يحرك المياه الراكدة وأنهم ولهذا السبب واصلوا التظاهر في ميدان التحرير كلما حاول الجيش إحكام قبضته أكثر على السلطة وقمع المتظاهرين. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن المصريين هم وحدهم لا غيرهم هم من سيحددون مصير بلدهم فهذا لا يعني أبدا أن تقف الدول الأجنبية مكتوفة الأيدي فهناك الكثير الذي يمكن أن تفعله هذه الدول. ومضت الصحيفة تقول إنه ولسوء الحظ فإنه ليس الشعب المصري هو القائم على التغيير بل الجيش المصري ونفس الساسة من عهد مبارك هم القائمون على هذا الأمر. وقالت الصحيفة: إنه ينبغي على الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي أن يضمنوا أن معظم المساعدات المالية لمصر لا تذهب إلى الجيش والساسة ولكن إلى الشعب.. مشيرة إلى أن هذا هو الحل الامثل لإجبار الجيش والصفوة على العمل معا مع الجماعات المعارضة التي يحاول الجيش والساسة تجنبهم عادة.