بينما أدير الريموت بين القنوات صادفت على قناة (ماسبيرو زمان) عملا أعتبره من أروع ما قدمت الدراما المصرية؛ هو مسلسل (ضمير أبلة حكمت) للكاتب الراحل القدير أسامة أنور عكاشة، والمخرجة المبدعة إنعام محمد علي. المسلسل يحكي قصصا ومواقف يتعرض لها الإنسان بشكل يومي، ويناقش قضايا اجتماعية مهمة على رأسها قضايا التعليم ومنظومة التدريس وحياة وأجواء المدرسين والعاملين في هذا المجال، ويعطي العمل تفسيرات كثيرة حول علامات الاستفهام المثارة في هذا العالم.. كنت أندهش كثيرا مما تستعرضه حلقات المسلسل من أحداث مرعبة تظهر طغيان الباطل على الحق مع اتساع دائرة التضليل والكذب لتطغى على الحقيقة.. تظهر مدى الانحدار في السلوكيات والقيم من جانب البعض وهم للأسف كثر.. وكلها أمور وصراعات تعرضت لها الفنانة القديرة فاتن حمامة صاحبة دور (أبلة حكمت)، والتي شاركها نجوم كبار من عمالقة فن الدراما منهم أحمد مظهر، وجميل راتب وصلاح قابيل وسميرة عبدالعزيز ويوسف شعبان، وعايدة عبدالعزيز.. وكلهم أدوا أدوارهم ببراعة شديدة. والحق يقال إنني لم أكن أصدق ما تستعرضه الأحداث من صراعات لا يصدقها عقل تتعرض لها أبلة حكمت، وتشويه لسمعتها وتحطيم لحياتها وتاريخها المشرف، لمجرد أنها تصحح أوضاعا خاطئة، بينما هي تصمد أمام كل الافتراءات التي تتعرض لسمعتها وحياتها المهنية والشخصية. لم أتوقع أن الدراما تحاكي الواقع لهذه الدرجة.. فأمامي حالة تشبه تماماً أبلة حكمت في نجاحها وحفاظها على المبادئ والسلوكيات وسعيها وراء الحق.. الحق فقط مهما عرضها ذلك لمشكلات.. وهي أيضا تشبهها في إصرارها وعنادها وحزمها لصالح المدرسة والعملية التعليمية والطلاب.. وتشبهها أيضا فيما تتعرض له من أزمات وتشويه جراء انتصارها للحق، وفي نهاية مسلسل ضمير أبلة حكمت تحققت مقولة إنه لا يصح إلا الصحيح وتتكشف الحقائق ويعود الحق لتنتصر أبلة حكمت، وهو ما أتوقعه بأن يعود الحق وتنتصر أبلة "هبة" صاحبة الحق في الواقع، والتي تذكرني بها أبلة حكمت.