أدلى ممرض سابق في ألمانيا، باعتراف أمام المحكمة اليوم الثلاثاء، بصحة اتهامات موجهة إليه بقتل 100 مريض. يشار إلى أن المتهم ويدعى نيلز هوجل كان قد حُكِمَ عليه قبل ثلاثة أعوام بالسجن المؤبد، لإدانته بقتل مرضى في قضية أخرى. وفي مستهل محاكمته الجديدة للنظر في وقائع أخرى، اعترف المتهم بصحة الاتهامات الموجهة إليه أمام محكمة الاستئناف في مدينة أولدنبورج، دون أن تتعرض المحكمة بشكل محدد لوقائع قتل بشكل منفرد. ورد هوجل بقول "نعم" على سؤال من قاضي المحكمة حول ما إذا كانت الاتهامات المائة والتي تتراوح من إساءة المعاملة، وصولاً إلى القتل صحيحة في مجملها. وبدأت المحاكمة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا. ويُفْتَرَض أن هوجل"41 عامًا" قام في الفترة بين عامي 2000 حتى 2005، بحقن مرضى تراوحت أعمارهم بين 34 إلى 96 عامًا بأدوية أدت إلى وفاتهم، وذلك خلال عمله كممرض في مستشفيين أحدهما في مدينة اولدنبورج، والآخر في مدينة دلمنهورست بولاية سكسونيا السفلى. وذكرت ممثلة الادعاء أن المتهم ارتكب جرائمه غدرًا وانطلاقًا من دوافع دنيئة، وتم نقل المحاكمة الجديدة إلى قاعة مؤتمرات بسبب ارتفاع عدد الحضور. وفي مستهل المحاكمة طلب القاضي من كل الحاضرين الوقوف دقيقة صمت، وخاطب أقارب المجني عليهم بقوله:"كل أقاربكم يستحقون أن نتذكرهم بالتكريم" مشيرًا إلى أن هذا الأمر لا علاقة له بما إذا كان هوجل له علاقة بموتهم أم لا. ووعد القاضي ببذل الجهود وتكريس كل قدرات المحكمة من أجل التوصل إلى الحقيقة، ووجه حديثه إلى المتهم قائلًا: "سأحاكمك بالعدل والصراحة في الأمور الجيدة وفي الأمور السيئة". وتلت ممثلة الادعاء صحيفة الدعوى في مرافعة استمرت نحو الساعة ونصف الساعة تعرضت فيها لكل واقعة من الوقائع المئة. تجدر الإشارة إلى أن هوجل كان قد حكم عليه بالسجن المؤبد قبل ثلاثة أعوام لإدانته بقتل ستة مرضى في وحدة الرعاية المركزة في مستشفى دلمنهورست، حيث تثبتت المحكمة آنذاك من إدانته. ولن تغير المحاكمة الحالية شيئًا من الحكم الصادر عليه سابقًا، لكن ربما يكون للحكم الذي سيصدر عليه تداعيات تتعلق بما إذا كان من الممكن له أن يخرج من السجن مرة أخرى. وحسب الادعاء، فإن هوجل كان قد حقن مرضاه بأدوية لها تأثيرات جانبية قاتلة، وكان يحاول بعد ذلك إنقاذهم لكنه فشل في الكثير من الحالات، وأشار الادعاء إلى أن الدافع من هذه الجرائم كان شعوره بالملل وسعيه للحصول على التقدير من زملائه بعد أن يثبت لهم قدراته في إنعاش المرضى. وتعد القضية معقدة ومكلفة، وطلبت ممثلة الادعاء الاستماع إلى 23 شاهدًا، وحضور 11 خبيرًا في علم السموم والقانون الطبي. من جانبه، قال كريستيان مارباخ المتحدث باسم أقارب الضحايا:" لقد كافحنا لمدة أربعة أعوام من أجل هذه المحاكمة، وننتظر أن يدان هوجل بمائة جريمة قتل أخرى". وكان هوجل قتل جد مارباخ، وأضاف مارباخ أن الهدف هو "إبقاء هوجل داخل السجن لأطول فترة ممكنة". وغاب بعض المدعين بالحق المدني وعددهم يزيد على 120 شخصًا، عن جلسة اليوم، ومن المنتظر أن تستمر المحاكمة حتى مايو 2019.