قال الكاتب السعوديى محمد السديرى، إن السعودية تمثل عمقًا استراتيجيًا لمصر، وتشكل مصر عمقًا استراتيجيًا للمملكة، وغنى عن القول إن العلاقة السعودية المصرية علاقة متميزة، وفريدة، وجوهرية، تنطلق من مبادئ أخوية وإسلامية، بنيت على قواعد صلبة وراسخة ورؤى استراتيجية بعيدة المدى تخدم في المقام الأول قضايا الأمة الحيوية والحساسة. وأضاف الكاتب فى مقال نشره اليوم فى صحيفة عكاظ السعودية إن المتتبع للعلاقة بين مصر والمملكة يعلم أنها أضحت علاقة قوية ومتينة ليس على المستوى السياسي فقط، بل على مستوى الشعبين الشقيقين أيضا. ووتابع: فى قراءة تاريخية قريبة وسريعة أثناء الغزو العراقي للكويت برز لنا دور تلك العلاقة المتينة في استرجاع الكويت وحماية العراق، كما أن الشعبين الصديقين يرتبطان برباط ثقافي واجتماعي وديني لا يحتاج إلى مزيد إثبات، أو قرائن تثبت. وأشار الكاتب إلى أن العلاقة بين البلدين لا تحكمها المفاهيم السياسية، والأعراف الدبلوماسية بقدر ما هي مبنية على منهجية راسخة من الأخوة، لافتًا إلى أن العلاقات الأخوية يشوبها بعض الاختلافات في وجهات النظر، وهو أمر بديهي ويحصل في أي وقت، والعقلاء دائما هم من يعملون على تجاوز الخلافات الجدلية التي لا تخدم المصالح الاستراتيجية. وفي الفترة الأخيرة يقول الكاتب دخل بعض الحاقدين على هذه العلاقة لتشويهها خدمة لأغراضهم وكرهًا في مصر والسعودية-العروبة والإسلام -وبغضًا فيهما. وأكد إن أعداء مصر والسعودية هم أعداء للإسلام السمح والوسطي، وهم وحدهم المنتفعون من توتر هذه العلاقات ليشتتوا شمل الأمة، ويمزقوا اللحمة ليخلو لهم الجو لنشر معتقداتهم الفاسدة وآرائهم المدمرة، وعلى ما يبدو من قراءة الأحداث بأن هذه الفئة المدحورة تعمل على تحويل صغائر الأمور إلى عظائم وويلات، سعيًا منها لإحداث الشرخ الذي تنشده في علاقة المملكة الاستراتيجية مع مصر. واستنكر السديرى طريقة معالجة بعض الكتاب والإعلاميين من مصر لقضية الجيزاوى، ونؤكد في هذا المقام أن الضرب بسياط القلم، والتصعيد الإعلامي ورفع الصوت، وتسليط الضوء على الأحداث التي قام بها غوغائيون لا يمثلون مصر العروبة والإسلام ولا يمثلون الشعب المصرى الأبي.