تستخدم شركة فرنسية ناشئة طائرات مسيرة وتكنولوجيا التصوير ثلاثي الأبعاد في عملية إعادة بناء رقمي لمواقع التراث الثقافي التي دمرها الصراع في الشرق الأوسط. ويستخدم الفنييون في شركة إكونيم، وهي شركة ناشئة تتخذ من باريس مقراً لها، الطائرات المسيرة والكاميرات الرقمية لالتقاط مئات الألوف من الصور لمواقع التراث الثقافي التي تعرضت للخطر أو الدمار، مثل تدمر وحلب في سوريا، والموصل في العراق. بعد ذلك يمزج خبراء تكنولوجيا المعلومات بين استخدام اللوغاريتمات التي تم وضعها خصيصا لهذا الغرض، والذكاء الصناعي، وأجهزة الكمبيوتر الفائقة القدرة، لمعالجة الصور من أجل عمليات إعادة بناء ثلاثية الأبعاد للمواقع. ويحدو الأمل الفنيين والخبراء، في أن يتم استخدام إعادة البناء الرقمية عندما يحين الأوان لإعادة بناء المدن التي مزقتها الحرب مثل حلب والموصل. وتعاونت إكونيم مع إدارة التراث العالمي في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للمشاركة في مشروعهم "إحياء روح الموصل"، الذي يعمل على وضع الخطط لإعادة إعمار المدينةالعراقية التي تعرضت للقصف الشديد خلال القتال ضد تنظيم داعش الذي سيطر عليها لثلاث سنوات. وافتتح معرض إعادة البناء الرقمي يوم الأربعاء (10 أكتوبر) في معهد العالم العربي بعنوان "عصر المدن القديمة.. رحلة افتراضية من تدمر إلى الموصل". وتعاونت إكونيم أيضاً مع يوبيسوفت، وهي شركة ألعاب فيديو فرنسية، لخلق تجربة واقع افتراضي كبيرة من عملية إعادة البناء الرقمية، والتي يمكن لزوار معهد العالم العربي في باريس تجربتها ومعايشتها. وقال رئيس معهد العالم العربي، ووزير الثقافة الفرنسي السابق، جاك لانج "نريد أن نظهر، بفضل هذه التكنولوجيا الجديدة، كيف يمكن إعادة هذه المدن إلى سابق عهدها مرة أخرى... لذا، فهي بداية لحركة كبيرة من أجل نهضة المدن التي دمرت، ونحن نريد أن تنتصر هذه الثقافة على العنف".