صدر حديثًا، للأكاديمي البحريني الدكتور عبد الله المدني، الباحث في الشئون الآسيوية، كتاب جديد حول السينما المصرية، بعنوان "شاهدتهم ولا تعرفهم". ويقدم الكتاب الذي جاء في 450 صفحة من القطع الكبير، رصدًا لسيرة 161 فنانًا من فناني الأربعينيات وصولا إلى الألفية الجديدة، يتتبع خلالها المدني حياة تلك الشخصيات السينمائية الفذة التي لطالما أمتعت الجماهير بأدوارها الدرامية والفكاهية والطربية من خلال الفيلم والمسرح والمسلسل التليفزيوني، لكنها لم تُعط حقها من الاهتمام الكافي. حيث يتناول نشأتهم وسيرهم التعليمية والمهنية، وكيفية دخولهم للمجال الفني، ثم ينتقل لتسليط الضوء على أعمالهم السينمائية والمسرحية والتليفزيونية والأدوار المختلفة التي تقمصها كل منهم، مفصلا تاريخ العمل والمشاركين فيه، وفي أحايين كثيرة يستطرد فيتناول شيئا من قصة العمل ويسمي المخرجين بأسمائهم. ويقول الروائي البحريني أحمد جمعة، الذي قدم للكتاب، إن: "هؤلاء الفنانين من أمثال عبدالغني النجدي ومحمود فرج ومحمد شوقي وعبدالسلام محمد وزكريا موافي وأدمون تويما وسيف نصر واسكندر فهمي وعبدالعظيم كامل وإلياس مؤدب وعمر الجيزاوي وغيرهم من قافلة المبدعين الذين جسدوا أدوارا خالدة ببساطة وعفوية قل نظيرها، كان لابد من استحضار وجوههم وسيرهم تقديرا لمعاناتهم وعطائهم وإبداعاتهم المحفورة في ذاكرتنا إلى اليوم. فهم الوجوه التي غابت وما نُسيتْ. رحلتْ وما مُحيت. وهاهو الصديق الدكتور عبدالله المدني بكتابة سيرة هؤلاء العمالقة الكبار الذين أدوا الأدوار الصغيرة يعيد لهم الحياة في مؤلف أعتقد بأنه فريد من نوعه، حيث أحيا ذكراهم ونفض عنهم بإتقان غبار الزمن ونبش في دهاليز الماضي عن حكاياتهم وإبداعاتهم ومسيرتهم في دنيا الفن، ليسلط الضوء على حقبة ذهبية عشناها جميعا، وها نحن نعود اليها من خلال هذا الكتاب الممتع". وعبدالله المدني، أكاديمي وصحفي وروائي بحريني، مهتم بالموسيقى والسينما والتصوير واللغات الأجنبية، أصدر نحو عشرين كتابا خلال العقدين الماضيين، تنوعت مجالاتها بين البحثي والإبداعي، ويقول عن دافعه في تأليف الكتاب، إنه: "شخص متذوق للفن السابع منذ سنوات الطفولة والصبا (....) ما كان يؤرقنا حقا هو أن الكثير من الممثلين والممثلات الذين كنا نراهم على الشاشة في أدوار هامشية أو مساحات ثانوية محدودة، لا نعرف أسماءهم ولا نعرف سيرهم، رغم أن بعضهم كانوا بمثابة فاكهة الأعمال السينمائية وبهجتها. فمن يا ترى يستطيع أن يقول خلاف هذا الكلام عند الحديث مثلا عن البواب والسفرجي الأشهر في السينما المصرية الفنان النوبي محمد كامل، أو عن الخواجة الأشهر أدمون تويما، أو عن صبي الشاشة الأبلة صفا الجميل، أو عن الفنان الأقصر طولا والأخف وزنا والأكثر مشاكسة حسن كامل ..الخ". وحيث إن كتاب "شاهدتهم ولا تعرفهم" يسلط الضوء على سيرة وأعمال الممثلين فقط، فإن المؤلف يسعى لاحقًا لإصدار مؤلف آخر عن سير نجمات الظل وأعمالهن. " شاهدتهم ولا تعرفهم"