قال شيركو حبيب، ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة، إن ثورة أيلول التي تمر اليوم ذكراها ال57، حظيت بتأييد شعوب العالم المناضلة، مشيدًا بموقف الرئيس المصري الراحل، جمال عبدالناصر، الذي رفض إرسال قوات مصرية إلى العراق في عهد عبدالكريم قاسم، في حالة مشاركتها في القتال ضد الأكراد، مضيفًا أن الفتوى الشهيرة لمحسن الحكيم، رجل الدين الشيعي العراقي، بتحريم قتل الأكراد، هي الأخرى لا تزال في ذاكرة ووجدان الشعب الكردي. وأقام مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة، احتفالية مساء اليوم، بالقاهرة، بمناسبة الذكرى ال 57 لثورة أيلول، التي قادها زعيم الحزب مصطفى بارزاني، من جبال كردستان في سبتمبر 1961، بهدف الحصول على الحقوق القومية للأكراد التي تم الاتفاق عليها بينه ومعه باقي الكتل الكردية، ورئيس الوزراء عبدالكريم قاسم، وذلك بعد نجاح ثورة تموز 1958، بعدما قسمت معاهدة سايكس بيكو الأراضي العربية. وأضاف حبيب، خلال كلمته بالاحتفالية، إن ثورة أيلول كان لها ممثليها في القاهرة، وأن مصر كانت دائمًا ولا تزال مع حقوق الشعوب، مشيدًا بمواقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، والحكومة المصرية، بالتمسك بوحدة العراق، وضمان الحقوق الدستورية للشعب الكردي، وأن هذه المواقف محل تقدير واعتزاز الأكراد، موجها التحية لشهداء مصر الذين بذلوا حياتهم من أجل استقرار أرض الكنانة، وأن استقرار مصر مهم بالنسبة للجميع ولأمن المنطقة برمتها، وذلك لأهمية ودور مصر في المنطقة. ولفت، إلى أن ثورة أيلول دعمتها الحركات التحررية الديمقراطية والاشتراكية في العالم، وذلك لعدالة أهدافها التي كانت مؤيدة وداعية إلى انتصار حقوق القوميات والأديان والمذاهب، ومن هنا كانت ملجأ لكل المضطهدين السياسيين العراقيين، وميدانا لنشاطات الحركة الوطنية العراقية المناضلة مثلما أصبحت مركز إشعاع تحرري لكل إقليم كردستان. ولفت، إلى أن العراق حاليًا يمر مرحلة بالغة الدقة والحساسية، تتطلب العمل بروح وطنية بعيدة عن الانتماءات الطائفية أو المذهبية، والالتزام بالدستور والشراكة الحقيقة والتوافق والتوازن، لأن الدستور هو الضامن الوحيد لبقاء العراق موحدا قويا، والعمل على حل الخلافات العالقة بين إقليم کردستان والحکومة الاتحادية في إطار الدستور العراقي، بهدف الوصول إلي إرساء دعائم الديمقراطية والتعددية وتحقيق الاستقرار السياسي. وطالب شيركو حبيب، بضرورة الإسراع بتشكيل حكومة وطنية على أساس الكفاءة، والعمل من أجل بناء عراق جديد يسوده التآخي والمحبة والسلام، مضيفًا أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة التحدي والإعمار وبناء العراق من جديد، وأن يقف الجميع بوجه التدخلات الخارجية من أية جهة كانت، وأن تكون العلاقة مع دول الجوار والمنطقة على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية. وطالب من جميع الدول عدم تصفية حساباتهم على الأراضي العراقية، وعدم شن هجمات من أراضي كردستان العراق على أية دولة، وأنه من الضروري على جميع الأطراف حل قضاياهم وخلافاتهم بالحوار والتفاهم لكي تستقر المنطقة، وأن العراق عانى كثيرا من الاضطهاد والمظالم في العهود السابقة، مطالبًا الأشقاء بمساعدة العراق لإعادة إعمار ما دمره الإرهاب، وخاصة مدن مثل مدينة الموصل ومدينة الحدباء وأم الربيعين، وكذلك مدينة سنجار وباقي المدن الأخرى. وأضاف أن ثورة أيلول، جاءت تلبية لمطالب الشعب العراقي، وكانت مدعومة من أبناء الشعب العراقي باختلاف انتماءاتهم القومية أو الدينية والمذهبية، والتحق بها عدد كبير من ضباط والمراتب العسكرية والشرطة العراقية، وامتزج الدم الكردي مع الدم العربي والقوميات الأخرى، من أجل نصرة الثورة وبناء عراق ديمقراطي. وأشار إلى أن شعب كردستان لم يكن يبغي القتال، وأنه دائما مع حل الخلافات بطرق سلمية وديمقراطية بعيدا عن العنف والقوة العسكرية، لكن تعنت الأنظمة التي حكمت العراق آنذاك، وعدم رضوخها للغة الحوار والتفاهم، اضطر الشعب الكردي لإعلان ثورة للدفاع عن الديمقراطية وحقوقهم وحقوق الشعب العراقي عامة، مضيفًا أن الزعيم مصطفى بارزاني، وقيادة الحزب الديمقراطي، يؤمنان بأن الديمقراطية للعراق هو الطريق الوحيد والصحيح لضمان الحقوق المشروعة لشعب كردستان والمكونات الأخرى بالعراق. وأكد ممثل الحزب الديمقراطي بالقاهرة، أنه يأمل أن الانتخابات التشريعية المقبلة بإقليم كردستان، بداية عهد جديد ينبذ الخلافات ويحل المشاكل العالقة مع الحكومة المركزية في بغداد على أسس مواد الدستور العراقي، مؤكدًا ثقته في حصول الحزب على أغلبية المقاعد، وتشكيل حكومة مع الأحزاب الفائزة خصوصًا حليف حزبه، حزب الاتحاد الوطني لبناء كردستان مزدهرة، والتشارك في إعادة إعمار ما دمره الإرهاب.