تتابع الأحداث سريعًا في الساعات الأخيرة بخصوص قضية القس الأمريكي برانسون، حيث تبادل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حرب التصريحات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب حول هذا الموضوع، الأول عبر خطبه الرنانة، والثاني عبر منصته الهجومية "تويتر" مما خلق أزمة كبيرة بين البلدين الحليفين الذين يجمعها حلف الأطلسي، ووحل مستنقع الحرب السورية. بدأت قضية القس أندرو برانسون في عام 2016 عقب محاولة الانقلاب العسكري للإطاحة بأردوغان، حيث تم القبض على برانسون بتهمة مساعدة جماعة "فتح الله جولن"، والتي يتهمها أردوغان بأنها وراء الانقلاب. القس الأمريكي الذي ولد عام 1968 بولاية كارولينا الشماية يعيش في تركيا منذ 23 عاما بمدينة أزمير غرب البلاد، ويرعى كنيسة إنجيلية صغيرة هناك يبلغ عدد أتباعها 25 شخصا فقط، ولديه ابنان ولدا على الأراضي التركية، وكان يتأهب للتقدم بطلب إقامة دائمة في تركيا، وذلك حسب قول محاميه. واشتعلت قضية القس عقب إصدار القضاء التركي قرار باستمرار حبسه بوضعه تحت الإقامة الجبرية، في 18 يوليو الماضي، مما دعا الرئيس ترامب للتدخل وطلب الإفراج عنه، وقوبل ذلك برفض الإدارة التركية. وهدد ترامب بفرض عقوبات على تركيا، ما لم تفرج عن القس الأمريكي الذي تحتجزه ويحاكم بتهم التجسس والإرهاب، وتم البدء فعليا في تنفيذ ذلك، حيث أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون بعد ذلك بأيام يشمل إجراءً يمنع تركيا من شراء طائرات إف-35 المقاتلة، ومنظومة إس-400 للدفاع الصاروخي. اتبعت واشنطن تلك الخطوة بعقوبات على وزير العدل التركي عبدالحميد جول، ووزير الداخلية سليمان صويلو، بسبب احتجاز القس برانسون، وعلقت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الوزيرين لعبا دورا رئيسيا في اعتقاله عام 2016، ثم وضعه تحت الإقامة الجبرية. ورد أردوغان على هذه العقوبات بتصريحه "أن الصداقة بين الولاياتالمتحدةوتركيا باتت على المحك"، حيث يريد أردوغان مبادلة برانسون برجل الدين التركي المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله جولن، والمطلوب لدى القضاء التركي. وفتح الله جولن، والذي يريد أردوغان عقد صفقة مع ترامب ومبادلة القس بعالم الدين، فهو عالم دين انتقل للعيش في الولاياتالمتحدة عام 1999، حيث يقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وذلك بعد خلافه مع أردوغان، حيث استشعر الأخير الخطر منه نتيجة تزايد نفوذ أتباعه. وجولن متهم من الحكومة التركية بالضلوع فى محاولة الإطاحة بأردوغان التي وقعت عام 2016، وبأنه العقل المدبر لها، لكنه يرفض هذه الاتهامات، ويقول إنه لا علاقة له بهذا الأمر. واستمر تطور القضية، حيث قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس الجمعة، إن الولاياتالمتحدةوتركيا اتفقتا على العمل عن لحل القضايا بينهما في أعقاب اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. وكان بومبيو قد اجتمع مع أوغلو على هامش اجتماع إقليمي في سنغافورة. وصرح بومبيو اليوم السبت، بأن الولاياتالمتحدة لديها كل النية للعمل بشكل تعاوني مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي، وإنه يأمل بإمكان التوصل لحل لقضية برانسون في أقرب وقت ممكن. ويذكر أن قضية القس لم تكن هي المشكلة الأولى بين أردوغان والولاياتالمتحدة، فقد أدان القضاء الأمريكي اعتداء الحرس الشخصي له على متظاهرين سلميين، أمام السفارة التركية، خلال زيارة له للولايات المتحدة في مايو 2017.