مابين أسواق عشوائية وحضارية، تسارع محافظة القاهرة الزمن، لافتتاح مزيد من الأسواق التي تستوعب الباعة الجائلين، وحل أزمتهم داخل أحياء العاصمة، بل تطور أسواقًا موجودة بالفعل، لتصبح حضارية تليق بمتطلبات العصر الحالي، وترتقي في الوقت نفسه بالباعة وتحافظ على الوجه الحضاري للقاهرة بدلاً من افتراش بضائعهم في الشوارع، ما يسبب فوضى وعشوائية. وتستعد المحافظة بأجهزتها التنفيذية حاليا لافتتاح سوقين هامين بحيين شعبيين، هما عين شمس والزاوية الحمراء، وكلتا السوقين ستقضيان على الفوضى في الشوارع، بعد أن احتلها الباعة الجائلون، ونرصد لكم أهم المعلومات حول أسواق القاهرة خلال السطور التالية. سوق الجراج: مطلع هذا الأسبوع، تبدأ محافظة القاهرة، ممثلة في حي عين شمس، بتشغيل سوق منطقة (الجراج)، على محور جسر السويس، والسوق الجديدة تم إنشاؤها بالجهود الذاتية، بتبرع من أحد رجال الأعمال بالحي. قال ألبير الفونس، رئيس حي عين شمس، إن السوق تضم أكثر من 28 باكية، سيتم تخصيصها لباعة الخضر والفاكهة، لافتًا إلى أن إقامة السوق، جاءت تنفيذًا لتوجيهات عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، بإنشاء أسواق بسيطة لتجميع الباعة الجائلين داخلها بالقرب من أماكن تواجدهم، مع التزام كل بائع بالموقع المحدد له داخل السوق، وعدم السماح قطعياً بتواجد أي بائع آخر خارجه. وأضاف رئيس الحي، أنه جار إنشاء سوق أخرى بالحي بشارع عزيز المصري، بالجهود الذاتية أيضًا، وسيتم تخصيصها لباعة الملابس والأحذية. سوق أحمد خليل: تقع في نطاق حي الزاوية الحمراء، يتم تجهيزها، تمهيدًا لافتتاحها قريبًا، وهي مكونة من207 باكيات، على دورين، يضم الدور الأول 107 باكيات، مخصصة لبيع (اللحوم - الفاكهة - السمك – الخضراوات). ويضم الدور الثاني، عدد 102 باكية، مخصصة ل (المفروشات -الاكسسورات – الملابس). سوق الزاوية الحضارية: تقع أيضًا في نطاق حي الزاوية، وتعد أول سوق في القاهرة تضاء بالطاقة الشمسية، وأول سوق تصمم باكيتها من المعدن، بعيدًا عن الباكيات الخشبية التقليدية، وقال هشام عبد الحميد، رئيس الحي، ل "بوابة الأهرام"، إن تجهيز السوق أوشك على الانتهاء، لافتًا إلى أنها لن تفتتح إلا بعد بيع جميع المحلات المتبقية في مزاد علني، لمنع سيطرة البلطجية عليها. ينقل إلى السوق باعة (الموسكي – العتبة – بعض من باعة حدائق القبة والزاوية الحمراء- رمسيس – الأزبكية – البيدق والعشماوي). الأسواق العشوائية: كشف المهندس خالد صديق، المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، في أحد اجتماعاته بالمهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، وتحديدًا خلال وضع حجر أساس سوق بديلة للتونسي العام الماضي، أن الدولة تضم 1099 سوقًا عشوائية، وتضم محافظة القاهرة بمفردها 164 منها، لافتًا إلى أن أكبر سوق عشوائية في العاصمة هي سوق التونسي، لافتًا إلى البدء بتطوير 79 سوقًا غير آمنة، وتم عمل حصر كامل للبائعين بها. كما أعلن "صديق" أنه سيتم الانتهاء من سوق التونسى في 2018، بتكلفة 180 مليون جنيه، وسيتم البدء في المرحلة الثالثة من الأسواق بمصر، بداية من 2019، على أن يتم إنشاء 1100 سوق في محافظات مصر. سوق التونسي: من جانبه أكد عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، أن إنشاء سوق حديثة بديلة لسوق التونسي، يهدف في المقام الأول إلى القضاء على خمس أسواق عشوائية موجودة شمال المجزر الآلي بالبساتين في الجزء المحصور بين مقابر التونسي ومقابر الإمام الشافعي، والذي مثل وجودها خطرًا كبيرًا على حياة المواطنين وممتلكاتهم نتيجة تكرار اندلاع الحرائق بها لعدم توافر عوامل الأمان وما تتضمنه من منتجات سريعة الاشتعال. كما أن السوق الجديدة، تتصل بطريق الأوتوستراد، مما يوفر سهولة اتصالها بكافة مناطق القاهرة، وسوف يخصص الموقع الأول لنقل 4 أسواق هي سوق الأثاث المستعمل وسوق أسفل كوبري التونسي وسوق التونسي وسوق الموبيليا من خلال إقامة 5 مبان، أما الموقع الثاني فسيخصص لنقل سوق شارع 16 (نشاط الخردة) على مساحة إجمالية 8830 م2 ويستوعب 340 وحدة. وأضاف المحافظ، أن المحافظة وفرت موقعين بديلين لسوق التونسي القديمة بالمنطقة الصناعية بحي البساتين، الأول على مساحة حوالي 30 ألف م،2 ويواجهه الموقع الثاني بمساحة 25 ألف م2 بجوار محطة الكهرباء. كما أن المواقع الجديدة روعي عند اختيارها أن تكون على قرب من موقع السوق القديمة، حرصًا على البعد الاجتماعي لقاطنيها، حيث لا تبعد إلا حوالي 1 كم عن الموقع القديم. يستغرق إنشاء سوق التونسي الجديدة، 11 شهرًا على مراحل متوازية، وسيقوم صندوق تطوير المناطق العشوائية، بتمويل كافة أعمال المشروع من منشآت خرسانية وتشطيبات داخلية وخارجية ومد المرافق والشبكات والطرق، وقد تم تسليم الموقع لشركة المقاولون العرب التي بدأت فعليًا في أعمال رفع المخلفات وتسوية الأرض وعمل الجسات اللازمة. تشمل السوق الجديدة، كافة الخدمات من دورات مياه وكافيتريات، تخدم الباعة والمترددين عليها، كما سيتم نشر كاميرات المراقبة بها وتوصيلها بنقطة الشرطة المتواجدة بالمكان لإحكام عملية تأمين السوق. يشار إلى أن تكلفة إنشاء سوق التونسي الجديدة، بعد الموافقة على خطة تطويره تقارب ال205 ملايين جنيه، بتمويل من صندوق تطوير المناطق العشوائية، وسيتم الانتهاء منها منتصف العام الجارى. سوق 15 مايو: تكلفت وقت إنشائها ما يقرب من 82 مليون جنيه، وأصبحت قيمتها السوقية الحالية تفوق ال 200 مليون جنيه، ولفت محافظ القاهرة، إلى أنه لم يكن ممكنًا تركها دون استغلال، لذا يجري حاليًا وضع خطة لتحويلها إلى مايشبه "الأوكازيون" مثل الأسواق المماثلة الموجودة في دول العالم، وسيتم تزويدها بأماكن للجلوس ومطاعم وخدمات لمرتاديها، الذين سيقضون به وقتًا طويلاً عند الشراء، مشيرًا إلى أنه سيتم عرضها على المستثمرين لاستغلالها الاستغلال الأمثل. سوق السيارات: خصصت محافظة القاهرة، 35 فدانًا على طريق العين السخنة، لنقل سوق سيارات العاشر بمدينة نصر إليها، وطرحت هذه الأرض بنظام B.O.T، وتمت الترسية على إحدى الشركات المتخصصة، لتتولى إقامة المنشآت ووضع نظم الإدارة والتشغيل. ووفق البيانات الرسمية لمحافظة القاهرة، كانت مشكلة سوق السيارات في بؤرة اهتمام المحافظة، لإيجاد حلول لها، خاصة أنها باتت تسبب مشكلة كبرى لقاطني المنطقة. وأوضح محافظ القاهرة، أن السوق الجديدة من المتوقع البدء في إقامتها فى منتصف العام الجاري، وستشمل جميع الخدمات المتعلقة بنشاط بيع وشراء السيارات، كأفرع البنوك وشهر عقاري وأماكن انتظار وجميع الخدمات اللازمة لخدمة المترددين عليها، سواء من الراغبين في عرض سياراتهم للبيع، أو المواطنين الراغبين في شراء سيارات. كما ستتم إدارة السوق إلكترونيًا، وفق أحدث النظم العالمية، وستزود بعناصر الحماية والتأمين، وينتظر الانتهاء منها فى نهاية عام 2019. سوقا العتبة والجوهري: هما من الأسواق التاريخية والتراثية بمحافظة القاهرة، وقد وقعت مؤخرًا محافظة القاهرة بروتوكول تعاون مع كلية الهندسة بجامعة القاهرة لتطويرهما، وإعادتهما لسابق عهدهما، كإحدى أهم الأسواق التاريخية في القاهرة الخديوية.