يشهد البرلمان المصري اليوم السبت، أداء الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثانية، وتعد هى المرة الأولى التى يحلف فيها رئيس مصر، أمام البرلمان منذ عام 2005 م حيث لم يشهد المجلس منذ ذلك التاريخ أى مراسم للقسم الرئاسى. وتنشر "بوابة الأهرام" بمناسبة قسم الرئيس السيسي لليمين الدستورية في البرلمان، تاريخ مجلس النواب، حيث يؤكد المؤرخون أن دورة الانعقاد العادي الأول للبرلمان المصري والذي كان يطلق عليه "مجلس شوري النواب" أول برلمان في الشرق الأوسط، قد افتتحت أعمالها برئاسة راغب باشا، يوم الأحد 17 رجب سنة 1238م الموافق 25 نوفمبر عام 1866م. فيما اختتمت جلساته، في يوم الأربعاء الموافق 18 رمضان عام 1283م الموافق 24 يناير عام 1867م أي بعد مرور عام علي دورة الانعقاد التي افتتحها الخديو إسماعيل وألقي فيها كلمة عن لائحة التأسيس لمجلس شوري النواب. وتم تأسيس مجلس شوري النواب في مصر عام 1866م في عهد الخديو إسماعيل، كما يوضح الباحث بحبح الحباظي، صاحب موسوعة تاريخ نواب قنا منذ 1869 حتى دورة 2005م، لافتا إلى أن أغلب الباحثين والمؤرخين، يجزمون أن هناك أهدافا عديدة لتأسيسه، حيث كان يري الخديو إسماعيل أن تأسيسه للبرلمان، سيبعد عنه الاتهامات في أوروبا، وسيساعده في فرض الضرائب علي المصريين، لسد العجز في خزانته ويهرب من اتهامه بالاستبداد كما كانت تروج دول أوروبا آنذاك. ويقول بحبح حباظي ل"بوابة الأهرام " إن هناك اتهامات وانتقادات وجهت للخديو إسماعيل من صحف أوروبا بعد تأسيسه لمجلس شوري النواب، فقد هاجمته الصحف الأوروبية، مؤكدة أن الخديو إسماعيل تسرع في إقامة هذا المجلس في بلد، لم يتهيأ بعد لهذه المجالس النيابية، وأن مصر وأهلها من الفلاحين والأقباط، ليس لهم من المعارف والتمدن والحضارة، لكي يكون لهم نظام برلماني. ألقي الخديو إسماعيل خطابا في افتتاح المجلس، حيث ذكر أن المجلس سينعقد في كل عام، مدة شهرين، كما أوضح بنود لائحة التأسيس الخاصة بالمجلس، ومنها أنه يجوز تقديمه، وتأخيره، حسب مايتراءي للخديو نفسه، حيث كان يمكنه تأخير وتقديم انعقاده، خصوصا إذا صادف انعقاده شهر الصيام رمضان أو عيد الأضحي المبارك، فكان يؤجل الانعقاد حتي عودة النواب من بلادهم البعيدة، وخاصة نواب الصعيد. وأوضحت الدراسة المهمة، "محاضر مجلس شوري النواب للدكتورة سعيدة محمد حسني والصادرة من دار الكتب والوثائق القومية عام 2001م أن شريف باشا، ناظر الداخلية آنذاك، أراد إفهام الأعضاء، حين افتتاح المجلس، أن مجالس أوروبا، تنقسم دائما إلي حزبين، حزب يعضد الحكومة، ويكون معها، وحزب يعارضها، ويقاومها، وأنه يجدر بالنواب أن ينقسموا إلي قسمين، مع الحكومة، علي جهة اليمين، و ضدها ويكونون علي اليسار، إلا إن نواب المجلس الأوائل تسابقوا كلهم كي يكونوا علي يمين المجلس الحكومة وليس علي يسارها رافضين معارضة أفندينا الخديو وحكومته. وأكدت الدراسة المهمة، أن محاضر مجلس شوري النواب، كانت تنشر بالجريدة الرسمية للدولة، وهي الوقائع، كما شهدت الجلسات الأولي الكثير من القضايا، ومنها الجانب الاجتماعي الخاص بتوريث النساء الذي لاقي معارضة شديدة من نواب الريف، والمديريات، والجانب الاقتصادي، سواء في تعديل الضرائب، أو مواسم الري وغيرها . وأوضح الباحث بحبح فكري الحباظي ل"بوابة الأهرام " أن رجال البرلمان القدامي عاصروا المنعطفات الهامة، فى تاريخ البرلمان المصرى، منذ نشأته وتغيير مسمياته عبر العصور من مجلس شورى النواب، إلى مجلس النواب المصرى، إلى مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، ثم مجلس النواب والشيوخ، ثم مجلس الأمة، ومجلس الشعب إلي مجلس النواب. ضم مجلس شوري النواب الذي أسسه الخديو إسماعيل الكثير من الشخصيات من مديريات "محافظات" القاهرةوالإسكندرية ودمياط والقليوبيةوالشرقية والدقهلية والبحيرة ومديرية الروضة التي كانت تضم الغربية والمنوفية ومديرية الجيزة وبني سويف والفيوم والمنيا وبني مزار وأسيوط وجرجا وقنا وإسنا وأسوان. عن دائرة القاهرة "المحروسة" كما تدل المحاضر الأولية، ضم موسي بك العقاد، وتوفي إلي رحمة الله قبل الانعقاد، وانتخب بدلا منه السيد محمود عبدالمعطي، ومعهم الحاج يوسف عبدالفتاح "تاجر"، والسيد محمود العطار وعن مديرية الإسكندرية: الشيخ مصطفي خليل جميعي، والسيد عبدالرازق جميعي الشوربجي وعن القليوبية الحاج نصر منصور الشواربي "قليوب" والإمام الشافعي أبوشنب، عمدة الخانكة، والشيخ علي حسن حجاج، من بنها والشيخ محمد الشواربي قليوب قسم أجهور، أما الشرقية، فكان يمثلها أحمد أفندي أباظة، والشيخ محمد جمال الدين، والشيخ محمد عبدالله، والمعلم سليمان سيدهم، والشيخ بركات الديب، ومحمد أفندي عفيفي، والشيخ عبدالله العياد أما مديرية قنا وإسنا بالصعيد فقد كان يمثلها، عمر أغا أبويحيي من قرية أبومناع بدشنا، والشيخ محمد سحلي فرشوط، والشيخ علي أبو إبراهيم من قرية حجازة بقوص، وأحمد أغا عبدالصادق من أسوان، والشيخ علي إسماعيل عمدة قرية السلمية بأرمنت ويؤكد بحبح الحباظي أن البرلمان استمر يمارس دوره، حيث تضم بيوت الصعيد الكثير من الصور النادرة عن الشخصيات التي تبوأت المقعد منذ عصر إسماعيل قبل ثورة 25 يوليو عام 1952م، مضيفاً أن محاضر المجلس القديمة في عصر إسماعيل تظهر مناقشات هامة في الزراعة وخاصة في موسم زراعة القطن، حيث كانت أسعار القطن آنذاك مرتفعة، بسبب الإقبال عليه نتيجة الحرب الأهلية الأمريكية المشتعلة آنذاك، وقيام المزارعين بزراعته في موعد مغاير لزراعته الرسمية بسبب بيعه بثمن مرتفع .