تنظم مساء اليوم الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية مؤتمرا صحفيا بساقية الصاوى بحضور عدد من القوى والحركات الثورية التى ستعلن عن موقفها من الانتخابات الرئاسية، حيث سيشهد المؤتمر تدشين حملة "المحروس" لمقاطعة الانتخابات. ودعت الجبهة كافة النشطاء إلى عدم المشاركة فيما وصفته "بالمسرحية الهزلية"، وأكدت فى المقابل على ضرورة العمل على رفع الوعى بما تنطوى عليه من خيانة بينة لأهداف الثورة وتآمر صريح على حقوقنا الديمقراطية. واعتبرت الجبهة أن العملية الانتقالية التى وضعها المجلس العسكرى، تتوجه بنا إلى انتخابات رئاسية مشبوهة، وما هى إلا محاولة لإقصاء الشعب من الحكم والخوض فيها يعنى ضمنيا المشاركة فى إنجاح مشروع النظام الحاكم بكل أطرافه، وثورته المضادة بكل مؤامراتها. وانتقد أحمد إمام، عضو المكتب السياسي للجبهة فى تصريح خاص ل "بوابة الأهرام" الانتخابات الرئاسية الحالية، معتبرا أنها لن تؤدى إلى تسليم حقيقي للسلطة، لأنه سيخلو من إخضاع المؤسسة العسكرية للرئيس القادم وإلغاء عسكرة الدولة من خلال سيطرة رجال المؤسسة العسكرية على عدد كبير من المناصب بالدولة. وتساءل كيف سيكون المجلس العسكرى طرفا محايد فى تسليم السلطة فى ظل الانتقادات التى توجه له والمطالبات بمحاسبته على التجاوزات التى تم ارتكابها خلال المرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى غياب دستور يحدد صلاحيات الرئيس القادم، مما يشير إلى أن الرئيس القادم إما سيكون خاضعا للمجلس العسكرى يعمل تحت وصايته، لذا أطلقنا على الحملة اسم "المحروس" وإما سيتنازل له المجلس عن صلاحياته الحالية وفق الإعلان الدستورى الحالى وهذا لن يتحقق إلا إن كان الرئيس مدعوم من العسكرى وفى تلك الحالة سيأتى فرعون جديد بصلاحيات إلهية . وأضاف لقد تعلمنا من تجربتنا فى المشاركة فى انتخابات البرلمان أن التأييد والمشاركة الشعبية فى تلك الانتخابات هى التى منحتها الشرعية ومنحت مجلس الشعب الشرعية إلا أن النتيجة التى خرجنا بها هو وجود مجلس شعب "مكلمة" منزوعة الصلاحيات، وستتكرر نفس القصة مع الانتخابات الرئاسية التى ستأتى برئيس منزوع الصلاحيات، لذا كانت القوى الثورية متمسكة بمطلبها لا دستور ولا انتخابات تحت حكم العسكر. واعتبر إمام أن النظام الحاكم الآن بقيادة المجلس العسكري، وبمشاركة مجلس الشعب، وتدخل مباشر من جماعة الإخوان المسلمين، قد أقر ترتيبات لإجراء انتخابات الرئاسة ليست مغرضة وفقط وإنما تنطوي على إهانة لثورة يناير وخرق لأهدافها على كافة المستويات. وأشار إلى أن انتخاب الرئيس القادم قبل تحديد صلاحياته، يعني استحالة المفاضلة بين المرشحين على أساس ملائمتهم لمتطلبات الوظيفة لعدم تحديد ماهية الوظيفة أصلاً، فأصبح تقييم المرشح على أساس شكله أو صيته، وحتى المرشحون أنفسهم لا يعلمون إن كانوا سيمتلكون الصلاحيات المطلوبة لتنفيذ برامجهم ووعودهم الانتخابية، وعليه يتم تقديم برامج ووعود زائفة لن يسأل الفائز عنها في حال عدم تنفيذ أيِ منها. وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة أن كل هذا "الإفساد" ينتج عن عدم أمانة النظام الانتقالي وسوء نواياه مما دفع للجبهة والحركات المتضامنة معها إعلان مقاطعتها للانتخابات الرئاسية، لافتا إلى أن الهدف من المؤتمر اليوم هو إطلاق جبهة ثورية قوية لا تقدم تنازلات حول مطالب الثورة وتسليم السلطة بشكل حقيقي، حيث سيشارك عدد من الحركات الثورية مثل حركة ثورة الغضب المصرية الثانية، وتحالف القوى الثورية، وحركة حقنا، ورابطة أهالى الشهداء، وغيرهم.