يسود الهدوء الحذر منطقة الزرايب بعد أن شهدت أمس اشتباكات بالأسلحة النارية بين عائلتين إحداهما مسلمة والأخري مسيحية بسبب لعب أطفال، أسفرت عن إصابة أربعة اشخاص وإحراق نحو ثلاثة منازل وإلقاء القبض علي خمسة متهمين، حيث انتهت أحداث منشأة ناصر التي وقعت مساء أمس بين الأقباط والمسلمين بالمصالحة عقب تدخل بعض كبار الرجال من الطرفين وأعضاء مجلس الشعب لاحتواء الأزمة. كانت منطقة منشأة ناصر شهدت اشتباكات حادة بين عشرات المسلمين وعشرات الأقباط، استخدم الطرفان فيها الأسلحة النارية، وتبادلا إطلاق الرصاص، وأصيب نحو أربعة أشخاص بجراح، وأحرقت ثلاثة منازل. وترجع أسباب الاشباكات إلى قيام مجموعة من الأطفال بالتشاجر مع بعضهم البعض، وتبادل الأطفال القذف بالطوب، والشتائم، وتدخلت أسر الأطفال من الجانبين، وتبادلت الشتائم والقذف بالطوب، قبل أن يتطور الأمر إلى إشتباكات بالأسلحة النارية، الي ان تحولت المنطقة إلى ثكنة عسكرية، حيث ألقت قوات الامن القبض على 5 أشخاص من مثيري الشغب وتبين أن المعركة نشبت بين عائلتي فزاع القبطية وعائلة أبو علي المسلمة. وتبين أن المشاجرة وقعت بين كل من أحمد صابر ومينا نادي، وقام الأنبا انطونيوس ظريف راعي كنيسة العذراء بعقد جلسة صلح عرفية بحضور أعضاء من مجلس الشعب والأهالي وبعض عناصر قوات الشرطة العسكريه وقيادات من مديرية امن القاهرة . وردد الأهالي أثناء انعقاد الجلسة هتافات "مسلم ومسيحي ايد واحدة"، وقال الأنبا انطونيوس راعي كنيسة العذراء بالمنطقة أنه لا توجد فتنة طائفية إنما مشادة كلامية عادية تقع بين أي مواطنين وأنه لا فرق بين مسلم وقبطي. ومن جانب آخر قال محمد إبراهيم شاهد عيان ل"بوابة الأهرام" إن الاشتباكات لم تكن وليدة اللحظة، بل ترجع إلى أكثر من أسبوع مضى على الأقل، حيث وقعت اشتباكات مماثلة بين المسلمين والمسيحيين، بسبب ذات الأطفال، وتم إحتواؤها من قبل كبار أهالي المنطقة. وأضاف ابراهيم لم تهدأ الأمور منذ أحداث فتنة إمبابة التي راح ضحيتها أكثر من 15 شخصًاً من المسلمين والأقباط، بسبب شائعات عن إختطاف سيدة أعتنقت الإسلام وإحتجازها في كنيسة بمنطقة إمبابة، وكان لمنطقة الزرايب نصيب في فقد نحو 13 شاب من الأقباط على خلفية تلك الأحداث، ومازال هناك تربصات ببعضهم البعض. وأشار إلي أنه من الممكن أن يكون قرار الإفراج عن 48 متهماً في أحداث إمبابة مساء أمس الخميس 5 أبريل، من بينهم الشيخ السلفي أبو يحيي المتهم الرئيسي بالتحريض على أحداث أمبابة وإحراق كنيسة، تأثيراً في اندلاع تلك الاشتباكات من جديد. وأضاف آخر إنه لا يوجد أى مشكلة بين الطرفين ولا تتعدي المشكلة أكثر من مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة عادية تدخل فيها بعض الأشخاص المجهولين الذين أثاروا الأزمة واشعلوا فتيل النار بين الطرفين. وقال مصدر أمني إن الاشتباكات تم السيطرة علي الموقف من قبل الشرطة وقوات من الشرطة العسكرية ، مشيراً إلى أن السبب كان لعب الأطفال مع بعضهم البعض، وتطور الامر إلى مشاجرات تدخل فيها الأهلي، حيث تطورت وتم استخدام الأسلحة النارية بها. وأضاف إنه تم السيطرة علي الموقف وإلقاء القبض علي نحو خمسة من البلطجية والمسجلين الجنائيين الذين ساهموا في إشتعال الأحداث، وأحرقوا ثلاثة منازل للأقباط، بهدف اشتعال الفتنة في المنطقة. وأكد أن الموقف شبه منتهي بعد عقد قيادات مديرية أمن القاهرة وقيادات من الشرطة العسكرية وكبار رجال منطقة جلسة صلح بين الطرفين، مؤكداً علي أن جلسة الصلح لن تكون بديلاً لتنفيذ القانون، وسوف يعرض البلطجية وكل من ساهم في ارتكاب جرائم للقضاء.