أجوب كل ليلة أركان التمني، وأغرس مع طوافي زهرتي البرية. أتزلج حول نفسي فلا أراها، بل أجد البشارة تتدلى حول خصري كطوق الياسمين. أغمض عينى، مُطلِقًا ساقي للرياح، طامِعًا في لقاءٍ غيبي يُعيد ميلادى من جديد. تخِف كتلة جسدي وتتحرر آدميتي، ثم أهبِط من سمائي السابعة بعد أن داعب اليقين جفوني في ليلة ممطرة، فإذا بها الأشجار والجبال تخَالني درويشًا طائرًا، قذفته السماء أو رفعته إلى سحابها. أستقر بأطراف أصابعي فوق أرضي التي هجرتها، لكن سرعان ما يُغالِبني الحنين للدوران مرة ثانيةً، فمَن عشِق الطواف حول عاشِقه، استحال عليه المكوث ساكنًا، وكأنها الروح، تُناجي الجسد بعنفوانه المتناثر عبر الدوائر المتداخلة، لم أكن حقًا في رحلة صعودي ذلك الذي عَرفته، بل مَن تمنيت يومًا أن أكونه!