شهد جاليري "ضي"، أمس الخميس توقيع ومناقشة كتابين للفنانين عز الدين نجيب وعصمت داوستاشي، يرصدان رحلة الفنانين مع الفن التشكيلي على مدار نصف قرن. وأقيم على هامش المناقشة، معرضًا استعاديًا لداوستاشي ومعرضًا للفنانة فاطمة مدكور، وأخيرًا معرضًا آخر لورشة وسط البلد التي شارك فيه أربعون فنانًا تشكيليًا وتم إهداء الورشة إلى روح الأديب مكاوي سعيد. عن الكتابين يقول هشام قنديل، رئيس مجلس إدارة أتيليه العرب للثقافة والفنون جاليري "ضي"، إن الكتابين يتناولان أعمال الفنانين بأقلام نخبة من النقاد والفنانين التشكيليين، إذ إن كتاب عصمت داوستاشي وعنوانه "الأعمال الكاملة لداوستاشي"، وهي المرة الأولى التي ينشر فيها كتاب بهذا الشكل حيث يجمع كل الأعمال التي رسمها الفنان في مختلف المراحل حتى اليوم. وتحدث قنديل عن تجربة الفنان عزالدين نجيب، وقال "لقد ظل عزالدين نجيب في فترة من فترات عمره، يحاول أن يرسم أو يتوسم حقولًا من الورد والياسمين، لكنه لم يجد غير شوك وغير طين! يحاول أن يقرب بين ريشته والنهر فلا يجد غير حفنة ماء.. يقرب ما بين عينيه والوطن الحلم، فلا يجد غير ظل يتهاوى على جسد من دماء! الآن وبعد هذا العمر أدركت السر.. سر التصاق عزالدين نجيب بعفيفي مطر، وسر عشق عفيفي مطر لأعمال نجيب". وأضاف "لقد كان عز الدين بل ما يزال يدرك طوال الوقت أنه برؤيتها النقدية الثاقبة هو الظهير الكامن للشعراء وللكتاب.. خاصة إذا القلم انحرف أو انجرف، وإذا الفم تلعثم أو أُلجم.. فالريشة في يده تعبردومًا ولا تصدأ ولا تثلم ولا تستسلم! واللوحة عنده تغضب.. بل قد تثورأو تتجهم.. لكنه ولكنها دومًا تأبى الوهم والتوهم! هاقد جاءت ثورةيناير وصدقت وبقيت لوحات عزالدين نجيب شفافة تقاوم كل عوامل التعرية.. إذا الفن تجرثم". وأشار أيضًا قنديل إلى تجربة داوستاشي، مضيفًا " غزارة داوستاشي الفنان، لا تكمن في كم إنتاجه، ولا في تنوعه، وإنما هي التفاصيل الكثيرة والنمنمات الدقيقة في كل عمل.. ومن ثم فاإنك لن تستطيع النجاة من الغرق ولا أقول الاستغراق في أي عمل من أعماله.. وما أكثرها.. وما أغزرها.. وما أجملها".