صرح الدكتور صديق عفيفى رئيس المجلس العربى للتربية الاخلاقية، بأن الشعب المصري قدم نموذجاً أبهر العالم في كيفية تحقيق الحرية والحصول عليها، ولكن تعلمنا البجاحة وفقدنا احترام بعض، وشوهنا مصر. وأضاف بأننا أفسدنا مباريات الكرة، وقتلنا المشجعين، وكشفنا النهب والفساد، وتحدثنا عن الحد الاقصى للأجور، ولكن شيئاً لم ينفذ، وما زال الطريق مظلما وكئيبا، مشيراً إلي استهلكنا شهورا بعد شهور فى المحاكمات وغيرنا الحكومة، وبعد مرور 15 شهراً لم نضع دستوراً جديداً حتى الآن، وأصبح الفشل متصاعدا والأمل فى النازل. انتقد عفيفى خلال الندوة التى اقيمت بجامعة القاهرة تحت عنوان "أخلاقيات الرياضة والمشهد السياسى"، استبعدنا كل صناع الثورة من البرلمان، وحررنا الإعلام ولكن أطلقنا المدعين والمتحولين ومن يحققون ثرواتهم على حساب الاستقرار. فيما أكد الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الإعلام الرياضى اهتم بتحقيق مصالح سياسية وخلق حالة من الإلهاء بدلا من القضايا الجادة، وتعظيم ثقافة الفوز وتحويل النقاش العام إلى نقاش حول إحراز هدف هنا أو هناك، وذلك لخدمة التوريث، واتضح هذا فى أحداث مباراة مصر والجزائر، وأن الفوضي والسلوك غير الأخلاقي ساهم في إشتعال المعارك الرياضية، وشحن الشارع الرياضي بسبب العنف والتحيز في الأداء الإعلامي الرياضي من قبل المحللين للمباراة ما أدى بنا إلى مذبحة بورسعيد الأخيرة. وانتقد العالم السلوكيات التى اعتاد عليها الإعلام الرياضى فى أن ينقل اللاعب من ثقافة الملعب إلى ثقافة الشاشة، واستخدام وقت طويل لتحليل لمبارايات لترسيخ والمداخلات الهاتفية أثناء الحلقة والرسائل الإلكترونية التى تدعو إلي ثقافه التعصب، وطالب الإعلام الرياضى أن يعيد ترتيب أولوياته وتشريعاته ولوائحه لتنظيم وتقنين الأداء، مضيفا أنه يجب علي الإعلام أن يكون مسئولا عما يقدمه. وقال الدكتور علاء صادق المحلل الرياضى، إن ما حدث فى استاد بورسعيد هى ليس جريمة كروية بل هى جريمة إنسانية، مؤكداً بأن شغب الملاعب قديم ولم تكن مباراة بورسعيد هى أولى المبارايات التى يحدث فيها شغب، ولكنها الأكثر فى عدد فى الضحايا، وطالب المسئولين بضرورة العقاب لأنه العلاج الوحيد، كما طالب الجماهير بعدم الانجراف وراء دعوات التخريب التى يقودها البعض لبث الفتنة فى الشارع المصرى. من جانبه أكد عصام عبد المنعم رئيس تحرير الأهرام الرياضى، أن كارثة بورسعيد لم يري مثلها من قبل طوال مشواره الكروى، مطالبا المجلس العسكرى بإعلان نتيجة التحقيق بشكل سريع، والإعلان عن المتسبب فى هذه الأحداث، مع ضرورة التحقيق مع الإعلاميين الرياضيين الذين كان لهم نصيب كبير فى إشعال الأحداث أثناء المباراة. واتهم شريف حسن أحد مؤسسى الترس أهلاوى الإعلام الرياضى بأنه غير مهنى، وهو أحد أسباب وصول شباب الالترس إلى هذه المرحلة، وأنه لا توجد اى وسيلة اعلامية رياضية تتحدث عن الجمهور والمشجعين، وطالب بالقصاص العادل من المسئولين عن أحداث بورسعيد. أوصت الندوة بضرورة حساب المسئولين عن كارثة بورسعيد بصفة خاصة، وتشديد العقوبة على كل من يخرج عن النص بصفه عامة، وضرورة انتخاب اتحاد كرة جديد يستبعد اى عضو سبق له الانضمام لاتحاد الكرة، وتفعيل دور الجمعية العمومية، ووجود مجلس علمى للرياضة يضم خبراء فى جميع الميادين التى تهم الرياضة سواء اجتماعية او طبية او غير ذلك. كما أكدت توصيات الندوة على إصدار قرار سياسى يجعل مادة الثقافة الرياضية مادة اساسية فى المدارس والجامعات وتنشيط دور مجالس الشباب والرياضة فى جميع المحافظات ومراجعة التشريعات والقوانين الحالية، ووضع قوانين تؤكد على مسئولية الإعلامى عندما يصدر منه اى عبارات تثير التعصب. وأشارت التوصيات على ضرورة وجود ميثاق شرف رياضى، وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامى والتمسك بابعاد السياسة عن الرياضة، وإبراز المواقف الرياضية التى تؤكد على رفع الروح الرياضيه بين الجمهور، من خلال مواقف رموز الرياضة. حضر الندوة عدد من الإعلاميين وخالد بيبو لاعب النادي الأهلي السابق، والإعلامي مصطفي الأدور.