يبدأ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، غدًا، الإثنين، زيارة رسمية لمصر، لبحث سبل دفع أطر التعاون الثنائى فى المجالات المختلفة، خاصة السياسية والتجارية والاقتصادية، فضلاً عن التشاور بشأن عدد من القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. ومنذ توليه رئاسة الجمهورية،، يسعى الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى تعزيز دور مصر في منطقة الشرق الأوسط، وانفتاح القاهرة على إقامة علاقات متوازنة وراسخة مع جميع دول العالم، وفي هذا الإطار اهتمت القاهرة بتنويع علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية، وعلى رأسها روسيا، من أجل تعظيم الاستفادة، وتحقيق المصالح المصرية. وقد شهدت العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا تقاربا كبيرا في ملفات عدة، سياسية واقتصادية وعسكرية، وعقد زعيما البلدين لقاءات قمة في القاهرةوموسكو، وعلى هامش مؤتمرات وفعاليات دولية، ووقعت الدولتان عددًا من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية الكبرى بعد توقف دام لسنوات. وتعليقًا على استعادة العلاقات المصرية - الروسية لزخمها عقب ثورة 30 يونيو، قال أيمن موسى، المستشار الإعلامي للسفارة المصرية، إن الزيارة المفاجئة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لمصر، تؤكد مجددًا عمق العلاقات بين البلدين، وتمسك الرئيس الروسي بتعزيز أواصر الصداقة، والتعاون بين البلدين، تماشيا مع نهج الدولتين في أعقاب الثلاثين من يونيو، وتأصيل الحوار، والتفاهم المشترك بين الرئيسين، عبدالفتاح السيسي، وفلاديمير بوتين. وأوضح موسي، في تصريح خاص ل"بوابة الأهرام"، أن أكثر ما يدل على احترام، وتقدير الجانب الروسي للدور المصري في مختلف المجالات، هو حرص موسكوعلى التنسيق مع القاهرة في مختلف القضايا، مشيرا إلى أن كل لقاء يجمع زعيمي البلدين، يخرج دائما بالجديد، سواء على صعيد العلاقات، والتعاون، أو على صعيد تحقيق الانفراج في إحدى الملفات الإقليمية والدولية. وأضاف، أن العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، يشهد تطورات خطيرة في الأونة الأخيرة، وهو ما يتطلب بالضرورة مواصلة التنسيق المحكم بين البلدين، وصولًا لتهدئة الأوضاع في مختلف المسارات. وعلى الصعيد الثنائي، قال أيمن موسي: "هناك تفاؤل كبير من زيارة بوتين لمصر، وترقب لكثير من المفاجآت، التى تدفع للمزيد من الأمل في المستقبل، خاصة وأن مصر تشهد في السنوات الأخيرة طفرة كبيرة، ومسيرة واثقة من المشروعات". من جانبه، أعرب السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، عن آماله فى حدوث انفراجة حقيقية لحركة السياحة الروسية في مصر، عقب قمة السيسي وبوتين، لافتا إلى أن السياحة الروسية إذا عادت، فسيكون لها أثر كبير على الاقتصاد المصري. وقال العرابي في تصريح خاص ل"بوابة الأهرام": بعد أن حققنا المطالب الأمنية للجانب الروسي فى المطارات المصرية، فقد آن الأوان حاليًا أن يفكر الجانب الروسي، والرئيس فيلاديمير بوتين، فى اتخاذ قرار بشأن عودة الطيران. وحول مشروع محطة الضبعة، توقع السفير العرابي، الوصول لحل نهائي، وتوقيع العقود النهائية بشأن خلال زيارة بوتين، مشيرا إلى أن أهمية الضبعة ليست فقط توليد الكهرباء، ولكن الأهم بناء جيل جديد من الفنيين المصريين لدخول هدا العالم الجديد علينا. وأشار السفير العرابي، إلى أن هناك العشرات من الشباب المصري موجودين حاليا في موسكو لتلقي التدريبات حول الأوجه المختلفة لإدارة محطة الضبعة النووية. وحول سعي روسيا لإقامة منطقة اقتصادية بمحور قناة السويس، أوضح السفير العرابي، أن الجانب الروسي توصل إلي أسس واضحة للفوائد من هذا الأمر، مؤكدًا أنه في حال إنشاء المنطقة الاقتصادية، فإن علاقات مصر وروسيا ستكون "سمن علي العسل" علي حد وصفه. وحول القرار الأمريكي الأخير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قال السفير محمد العرابي، "لا يجب أن ننسي أن لروسيا ممتلكات في القدس، ومنها ممتلكات دينية، وبالتأكيد سيكون الأمر من محاور قمة السيسي- بوتين، في ضوء معارضة الدولتين للقرار الأمريكي، وبالتالي سيتم تنسيق المواقف لخدمة القضية الفلسطينية".