لم تلق دعوات العصيان المدني يوم 11 فبراير صدى داخل المجتمع الصناعي, الذي أكد معظم العاملون فيه أن الاحتفال بهذا اليوم يكون بالبدء بثورة في العمل والإنتاج للخروج من المرحلة الحرجة التي يمر بها الاقتصاد المصري. أكد اتحاد الصناعات المصرية, رفضه لكافة دعوات العصيان المدني والإضرابات التي دعت إليها بعض القوى السياسية يوم السبت المقبل, واستمرار الاتحاد وغرفه الصناعية في العمل في هذا اليوم. قال جلال الزربه, رئيس اتحاد الصناعات, إن مصر تمر بفترة حرجة من تاريخها, تتطلب تكاتف الجميع والعمل على نهضة مصر وتقدمها على كافة المستويات, مشيراً إلى ما أسماه العواقب الوخيمة لدعوات العصيان المدني وتأثيرها على الاقتصاد المصري الذي يعاني بالفعل,. أوضح الزربه, أن يوم 11 فبراير هو ذكرى بداية عهد جديد لمصر يتسم بالحرية والديمقراطية يجب الحفاظ عليها ودعمها ودفع الاقتصاد المصري إلى الأمام ليسير بالتوازي مع أي تقدم سياسي لتحقيق نهضة حقيقية للبلاد. مناشدًا كافه العاملين بالصناعات المصرية الحفاظ على ما تم تحقيقه وأن يكونوا مثالاً للحفاظ على مكتسبات الثورة. يؤكد المهندس محمد السويدى، وكيل اتحاد الصناعات, ما قاله الزربه، ويوضح أن دعوات العصيان المدني والإضرابات من شأنها تعطيل الإنتاج وتحقيق خسائر بالغة بالاقتصاد المصري والإضرار بالعاملين في قطاع الصناعة, بالإضافة إلى أنها تنطوي على مخاطر كبيرة تدفع بالاقتصاد المصري إلى الهاوية، وتهدد أمن مصر السياسي والاجتماعي. أضاف السويدي, أن الصناعة تعمل لخدمة الوطن والمواطنين ودعم الاقتصاد عن طريق زيادة معدلات الإنتاج, مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تتطلب من المسئولين ضرورة إجراء إصلاحات فورية سياسية واقتصادية للحفاظ على الوطن, كما تتطلب من المجتمع, وخاصة القطاع الصناعي - الذي يضم 14 مليون عامل - العمل من أجل زيادة الإنتاج وتعويض نزيف الخسائر التي يعانى منها الاقتصاد المصري على مدار عام كامل شهد العديد من الإضرابات والاعتصامات. من جهته قال علي شرف الدين، رئيس غرفة صناعة الحبوب, باتحاد الصناعات, التزام قطاع صناعة الحبوب بتوفير كافة السلع الضرورية من الدقيق والمكرونة والأرز للمواطنين وبأسعار مناسبة ودون نقص في المعروض, مشيرًا إلى أن العاملين بهذا القطاع يرفضون تلك الدعوات التي من شأنها إسقاط مصر. يقول محمد شكرى, رئيس غرفة الصناعات الغذائية, باتحاد الصناعات, إن الغرفة أعلنت حالة الطوارئ منذ قيام الثورة في كافة مصانع قطاع الصناعات الغذائية لضمان توفير السلع إيماناً منها بضرورة نجاح الثورة. أضاف شكري:"نحن مستمرون في إعلان حالة الطوارئ حتى يخرج الاقتصاد المصري من الضائقة التي يمر بها, ولن يساعده من الخروج منها سوى تكاتف الجميع, والتزام كل مواطن بالإنتاج في القطاع الذي يعمل به. بينما يرى عادل العزبي, نائب رئيس الشعبة العامة للمستثمرين, ورئيس لجنة العمل بالاتحاد, أن صالح الاقتصاد المصري يستلزم المحافظة على قوة الدفع واستمرار العمل، وليس العصيان المدني الذي يعطى مؤشرات سلبية تؤثر على الاقتصاد المصري، مناشدا الشباب وكافة القوى السياسية الفاعلة عدم اللجوء إلى هذا السبيل والعمل لدفع البلاد نحو شاطئ النجاة. من جهته أكد المهندس زكي بسيونى, رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية, رفضه القاطع لدعوات العصيان المدني, وضرورة الالتفات إلى زيادة الإنتاج, خصوصًا وأن العام الماضي شهد العديد من الإضرابات والاعتصامات التي أدت إلى تعطيل عجلة الإنتاج, لافتًا إلي أن المرحلة الحالية تتطلب مزيدًا من العمل لدفع قدرة الاقتصاد المصري لمواجهة التحديات.