في إطار خطة زمنية مدروسة مدتها تسعة شهور متواصلة، البنك الأهلي المصري يطور أحد أقدم وأعرق فروعه بشارع شريف بوسط القاهرة، في قلب القاهرة الخديوية ووسط مبانيها الأثرية العريقة يقع الفرع الرئيسي للبنك الأهلي المصري أحد أقدم فروع البنك وأكبرها من حيث حجم الأعمال الخاصة بمختلف الأنشطة المصرفية وخدمته لكبار العملاء من الأفراد والشركات إضافة إلى كبري الهيئات والمؤسسات الحكومية، مما جعل تطويره من أهم أولويات إدارة البنك العليا ليتماشى مع التطورات المستمرة والمتلاحقة في الساحة المصرفية وليلائم آخر المستحدثات على الصعيدين المحلي والدولي بما ينعكس بشكل واضح على مختلف الخدمات المقدمة لعملاء البنك من خلال تقديم الخدمة المصرفية لهم على أعلى مستوى. وبهذه المناسبة وبمقر الفرع، أقام البنك حفلاً خاصًا شرفه بالحضور السادة رؤساء مجالس إدارة البنك السابقين ممثلين في الدكتور فاروق العقدة - محافظ البنك المركزي الأسبق- وحسين عبدالعزيز وطارق عامر محافظ البنك المركزي، بالإضافة إلى كل من تولى إدارة الفرع الرئيسي في فترات زمنية متعاقبة، وذلك تكريمًا لهم من إداره البنك وتقديرا لما قدموه من مجهودات كبيرة لدعم مسيرة البنك الرائدة في القطاع المصرفي ودعم الاقتصاد المصري. كما حضر الحفل المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة، والتي يقع بها الفرع الرئيسي للبنك، بالإضافة إلى أعضاء الإدارة العليا للبنك ورؤساء ومديري عموم المناطق والمناطق الفرعية لفروع البنك الأهلي وأحمد عبدالمعطي مدير عام الفرع الرئيسي ومديري مختلف الإدارات بالفرع. وتضمن الحفل كلمات لرؤساء مجالس الإدارات السابقين الذين تحدثوا عن ذكرياتهم طوال مدة خدمتهم بالبنك والمحطات التي تضمنها مشوارهم المهني متوجهين بخالص الأمنيات للعاملين بالبنك بالاستمرار في النجاح والتقدم، كما ألقت السيدة مديحة الرافعي مدير عام الفرع الرئيسي الأسبق كلمة نيابة عن السادة مديري عموم الفرع السابقين أشادت فيها بالمظهر الحضاري للفرع والتطوير الملحوظ الذي طرأ عليه من أجل الاستمرار في قيامه برسالته في خدمة عملائه والاقتصاد المصري. وصرح الدكتور أشرف البكري، نائب مدير عام المشروعات بالبنك، أن مبنى الفرع الرئيسي يعود تاريخه لعام 1906، حيث قام البنك بشرائه ليكون الفرع الرابع للبنك بعد فرع قصر النيل – والذي أصبح فيما بعد مقرًا للبنك المركزي منذ أوائل ستينات القرن الماضي – وفرعي لندن والخرطوم، ثم أنشأت توسعة مضافة كملحق للمبنى مساو له في المساحة والارتفاع في المساحة المتبقية من الأرض، وأضاف أن الفرع يحتوي الآن، على عدد 10 تللر لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة و16 تللر للعملاء و4 تللر للمبالغ الكبيرة للعملة المحلية و2 تللر للمبالغ الكبيرة للعملات الأجنبية وعدد 9 تللر لكبار العملاء بخدمة الأهلي بلاتينوم، إضافة إلى 6 موظفي استقبال و8 مكاتب لخدمة عملاء الشركات و24 مكتب لخدمة العملاء الأفراد و12 مكتبا لخدمة كبار العملاء ومنطقة ماكينات الصراف الآلي، مؤكدًا على أنه تم تطبيق أعلى مواصفات أوروبية في أنظمة الإضاءة وأنظمة التيار الخفيف وأحدث أجهزة وأنظمة التكييف، وأكد على تفاني فريق عمل قطاع المشروعات بالبنك الذين بذلوا من المجهود خلال فترة التجديد ما يستحق الإشادة والتقدير. وصرح حسام الحجار، رئيس مجموعة الدعم الإداري بالبنك، أن إجراءات التطوير التي تم اتباعها روعي فيها الطبيعة الخاصة لمبنى الفرع، والذي يتميز بطابعه التاريخي والأثري الفريد، وذلك باتباع أحدث الطرق والأساليب العالمية في التعامل مع مثل تلك المنشآت والتي تتطلب الدقة والحرص الشديدين حتى لا تتسبب في إحداث أية أضرار لها أو تمس طابعها العريق. ومن جانبها صرحت داليا الباز، نائب رئيس مجلس الإدارة، بأن مقر الفرع الرئيسي شهد عمليات تطوير مستمرة على مدار السنوات الماضية، حيث إنه المقر الأساسي لمركز معلومات البنك الأهلي المصري، الذي تم إعادة بنائه في عام 2012 ليواكب المتطلبات المتزايدة والتطور التكنولوجي، حيث إنه تم تصميمه وفقًا والمقاييس المعيارية لمراكز البيانات Tier 3، وكان أول مركز معلومات لبنك في مصر وعلى مستوى إفريقيا والوطن العربي يحصل على شهادة الأيزو لضمان مستوى الخدمة وحماية بيانات العملاء. كما تم مد الفرع بأحدث وسائل الاتصال والتجهيزات التقنية والمراقبة الفعالة المتبعة في كبرى المؤسسات العالمية، وذلك في إطار حرص إدارة البنك المستمرة على تطبيق أحدث التقنيات التي تتوافق مع المقاييس الدولية والتي تتيح خدمة أفضل وأسرع وأكثر أمانا لعملاء البنك. وأشار يحيى أبو الفتوح، نائب رئيس البنك الأهلي المصري، إلى أن التطوير لم يقتصر على تحديث وتجديد المباني والأثاث في صالات العملاء والمكاتب الخلفية وإنما امتد أيضًا إلى إتاحة تسهيلات جديدة لخدمة فئة كبيرة من العملاء من كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة مع إتاحة مصاعد ومسارات مجهزة لهم تيسيرًا عليهم وللتخفيف من أية معاناة قد تواجههم طوال فترة تواجدهم بالبنك، كما أوضح أنه تم الانتهاء من تجديد واستحداث عدد 229 فرعًا هم 21 فرعًا تغيير مقراتهم بمقرات جديدة و159 فرعًا تم تطويرها وإجراء توسعة لها إضافة إلى 27 فرعا إلكترونيا بمختلف المحافظات، وذلك من إجمالي فروع البنك البالغ عددها حتى الآن 414 فرعًا. وأفاد هشام عكاشة، رئيس البنك الأهلي، أن هذا التطوير يأتي امتدادا لاهتمام إدارة البنك المستمرة بدراسة احتياجات العملاء وسعيه لتذليل كافة العقبات التي قد تواجهه أثناء تلقيه للخدمة المصرفية، خاصة في ظل المنافسة القوية بين البنوك الموجودة في السوق المصرفية المصرية، فمنذ تأسيسه في الخامس والعشرين من يونيو من عام 1898 والبنك الأهلي المصري يولي أهمية كبيرة للريادة في تقديم المنتجات المصرفية وتحديث جميع فروعه لمواكبة أحدث تطورات تكنولوجيا المعلومات، وذلك إيماناً من قيادات البنك بضرورة توفير بنية تحتية قوية قادرة على استيعاب المستجدات المصرفية في العالم والتوسع في تقديم خدمات مصرفية على أحدث مستوى والتحول من فكرة البنوك التقليدية للمساهمة في تحقيق الشمول المالي، مشيدًا بدور كافة إدارات البنك والعاملين بالفرع الرئيسي بمختلف درجاتهم الوظيفية لما بذلوه من مجهودات كبيرة، حيث واظبوا على تقديم أفضل خدمة لعملاء الفرع طوال فترة أعمال التجهيز والتطوير، وأضاف شاكرا السادة العملاء لتفهمهم لطبيعة أعمال التطوير التي امتدت لتسعة شهور متواصل، هذا وقد أضاف أن الصالة الرئيسية للفرع التي تم تجديدها سوف تستقبل العملاء الكرام اعتبارًا من صباح يوم الأحد 10 ديسمبر. وفي كلمته التي ألقاها في الحفل أشار المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة، إلى أن اهتمام البنك لم ينصب فقط على تطوير الفرع الرئيسي، وإنما امتدت يد التطوير لتشمل القاهرة الخديوية لتوثق بشكل كبير لمساهمات البنك الجلية في المجال الحضاري والتنويري ولحرصه على خلق حالة من التناغم بتلك المنطقة الأثرية الهامة في قلب القاهرة، فقد حرص البنك على أداء واجباته ومسئولياته المجتمعية والثقافية في بعض المجالات التي من شأنها خلق بيئة أفضل للمواطنين من خلال الحفاظ على أصالة المباني ذات الطابع الأثري والتاريخي والمساهمة في إعادة الوجه الحضاري والمظهر الجمالي لأهم معالم القاهرة وميادينها التاريخية مثل تطوير كوبري قصر النيل وكذا صيانة وترميم وتنظيف قاعدة تمثال الاقتصادي الكبير طلعت حرب وتنظيف الميادين المحيطة به، هذا إلى جانب تطوير وتجديد واجهات مجمع التحرير الحيوي الذي يخدم فئات كبيرة من المواطنين بشكل يومي.