يحتفي محرك البحث العالمى "جوجل" اليوم بالذكرى التسعين لميلاد الفنانة اللبنانية الراحلة، صباح، المعروفة ب«الشحرورة»، التى ولدت فى مثل هذا اليوم 10 نوفمبر عام 1927، ببلدة قرب وادي شحرور القريب من بيروت. ولدت "الشحرورة" وهى تحمل اسم جانيت جرجس فغالي، وبدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة بمنتصف القرن العشرين. وتنوع العطاء الفنى لها بين السينما والمسرح الغنائي، وهناك كتاب صدر عنها بعنوان «صباح.. إمبراطورية الأغنية العربية» للكاتب روبير أبوديب في 2003. وقد بدأت مسيرتها طفلة في لبنان، واستطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل، آسيا داغر، التي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحد، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيهًا مصريًا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجياً. ذهبت برفقه والدها ووالدتها، ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكُلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم "جانيت الشحرورة"، وحل مكانه اسم "صباح" في فيلم "القلب له واحد" عام 1945م، وكان عمرها وقتها نحو 18 عامًا، ويقال إن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء، لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الأغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا. وقد اشتهرت "الشحرورة" بكثرة زيجاتها، ومن هذه الزيجات نجيب شماس لخمس سنوات، ثم خالد بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود لعدة أشهر، ثم أنور منسي (عازف الكمان الشهير، ووالد ابنتها الوحيدة هويدا) الذى قضت معه أربع سنوات، والإعلامى المعروف أحمد فراج، الذى قضت معه ثلاث سنوات، ثم الفنان رشدي أباظة، ثم النائب يوسف حمود، الذى قضت معه سنتين، ثم الفنان وسيم طبارة، وقضت معه أربع سنوات، ثم الفنان فادي لبنان، وقضت معه سبع عشرة سنة، فكان أطول زيجاتها عمرا. وقد انتشرت شائعة بعد طلاقها من فادي لبنان أنها تريد الزواج بملك جمال لبنان "عمر محيو"، وكان عمره 25 سنة، وتبين أنها كانت تساعده على الدخول إلى المعترك الفني، واختلقت قصة الحب والزواج لمحاولة مساعدته فنيًا، ثم أنكرت هذه الشائعة وتم عمل مسلسل يحكي قصة حياتها اسمه "الشحرورة"، عرض في رمضان عام 2011، وجسدت شخصيتها كارول سماحة. ولصباح نحو 83 فيلمًا مصريًا ولبنانيًا، و27 مسرحية غنائية باللهجة اللبنانية، وما يزيد على 3000 أغنية مصرية ولبنانية. وتُعد ثاني فنانة عربية، بعد أم كلثوم، تغني على مسرح الأولمبيا في باريس في أواخر الستينيات، مع فرقة "روميو لحود" الاستعراضية، وذلك في منتصف سبعينيات القرن العشرين. كما وقفت على مسارح عالمية أخرى كأرناجري في نيويورك، ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا، وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيجاس وغيرها. كما شاركت في الكثير من المهرجانات، أمثال: بعلبك، وجبيل، وبيت الدين. وكانت قد شاركت في عدد من الأعمال الفنية مع الرحبانية، منها "موسم العز"، و"دواليب الهوا"، و"القلعة"، و"الشلال"، غير عملين مع زوجها وسيم طيارة، وهما "ست الكل" في 1973، و"حلوة كتير" في 1977. وكان آخر أعمالها هي أغنية «يانا يانا»، التي سبق لها تقديمها، إلا أنها عادت وقدمتها بتوزيع موسيقي جديد وشاركت معها الغناء رولا سعد. وقد أوصت "الشحرورة" قبيل وفاتها بأن تصحب جنازتها فرقة موسيقية راقصة على أنغام أغنياتها ، وهو ما تم حين تُوفيت في 26 نوفمبر 2014.