على مساحة واسعة من قاعات معرض الشارقة الدولي للكتاب، تواصل مدينة الطفل تقديم فعاليتها المختلفة التي تصل إلى 1200 فعالية من 20 دولة على مدار اليوم، بينها فعاليات منوّعة، تقدمها ست دول عربية، هي دولة الإمارات العربية المتحدة، لبنان، سوريا، الأردن، الكويت، والبحرين. وتتضمن جميع مرافق مدينة الطفل 4 مجالات، بينها منطقة الورش التي تنقسم هي الأخرى إلى أربعة أقسام رئيسة، أبرزها: 7 مواقع لتقديم الورش، حملت أسماء ذات طبيعة فنية ثقافية علمية تعكس طبيعة الورش التي تقام للأطفال، وهي: أنامل، وزوايا، ومرئيات، وقراءات، ومواهب، وحكايات، واكتشافات. القسم الآخر للمدينة هي منطقة ألعاب الأطفال التي تم تقسيمها الى أربعة أقسام أيضًا، وذلك لاستيعاب جميع الفئات العمرية من جهة، ولتوفير مساحات آمنة للأطفال الصغار يستطيعون اللعب فيها. وتشير فاطمة آل علي، المسئولة في مدينة الطفل، إلى أن المدينة تقدم خدماتها لجميع الأطفال بمن فيهم الأطفال من أصحاب الهمم، والأطفال ذوي الإعاقات المختلفة، وتستضيف ورشًا مخصصة للأهل في كيفية التعامل مع هذه الفئات من الأطفال، إضافة إلى فعاليات أخرى من شأنها تعزيز العلاقات بين أفراد الأسرة. ويعد المسرح من أهم مرافق مدينة الطفل، حيث يقدم العديد من الفعاليات المنوعة، وتم تجهيزه بإمكانات عالية في الضوء والصوت ونحو 400 مقعد لجميع الأعمار، إضافة إلى وجود مجموعة من المشرفين الذين يقومون بتنظيم شؤون المسرح، والإشراف على خدمة الزائرين. كما تتضمن مدينة الطفل مساحة مخصصة بعنوان (حائط الكلمات) يكتب فيه الأطفال طموحاتهم المستقبلية، وقد تم إعداده بشكل فني جاذب للأطفال، وحظي بمئات الأمنيات المستقبلية المكتوبة من قبل الصغار، إضافة إلى موقع مخصص للورشة التفاعلية شهد العديد من الفعاليات الثقافية، والتعليمية، والفنية. ويشرف على تنفيذ فعاليات مدينة الطفل طاقم مؤلف من نحو 75 متخصصًا، بينهم: منظمو الفعاليات، والمشرفون، والإداريون والفنيون، وطاقم متخصص من المحاضرين في كافة مجالات الفنون والعلوم المختلفة. من ناحية أخرى، أقيمت ورشة تفاعلية تحت عنوان "نادي الكتابة"، قدمت اللغة العربية بأسلوب جديد ومتقن دمج التعليم بالمتعة، قدمتها "أفق الإبداع للتدريب والاستشارات"، بهدف تطوير مهارات المحادثة والقراءة والكتابة لدى صغار زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته السادسة والثلاثين. وتناولت الورشة مجموعة من النشاطات والمسابقات التفاعلية، التي أقيمت بين فريقي الفراشات والأسود، حثت على تطوير مهاراتهم اللغوية، من خلال توزيع بطاقات تتضمن مجموعة من الكلمات، يقوم خلالها المشاركون بالتمييز بين المفرد والجمع، إضافة إلى تطوير مهارات المحادثة لديهم وقدرتهم على ترديد العبارات بشكل لغوي سريع ومتقن. وفي سلة الأسماء والأفعال، فرز المشاركون بين صفات الأسماء والكلمات لفتح أبواب المعرفة والآفاق الجديدة لتعليمهم مهارات جديدة، تحببهم باللغة العربية وتحثهم على الخوض في غمارها الواسعة. وقالت نور كوجان، مدرسة بمركز أفق الإبداع : "نحاول من خلال ورشة عالم الكتابة تحبيب الأطفال باللغة العربية، وتقويّة صلتهم بها بشكل أكبر في ظل توجه معظم الأطفال والمراكز لتعلم اللغات الأخرى بشكل أكبر، من خلال اتباع أسلوب جديد وهو أن نقدم اللغة العربية لهم من خلال نشاطات وورش ومسابقات تفاعلية". وأضافت كوجان: "جذبني الاهتمام الكبير الذي يوليه المعرض للأطفال، من خلال ما يقدمه من ورش فنية وتعليمية تم استقطابها من مختلف أنحاء العالم، تتناول مختلف المجالات، وتساعد الأطفال في التعرف على مهارات اجتماعية جديدة تمكنهم من فهم ذواتهم وتحديد أهدافهم، وتحفز الفضول العلمي لديهم".