تشيع جنازة شيخ كتاب الدراما المصرية، محفوظ عبد الرحمن، عقب صلاة الظهر اليوم، من مسجد الشرطة بالشيخ زايد، وسيقام العزاء غدًا بالمسجد نفسه. وقد توفي المبدع محفوظ عبد الرحمن عصر أمس، بعد صراع قصير مع المرض، إثر إصابته بجلطة دخل على إثرها المستشفى، وظل به أكثر من شهر، حتى وافته المنية. ويعد الكاتب الكبير أحد أهم كتاب الدراما العربية الذى أثرى الحياة الدرامية والأدبية بأهم الكتابات التى تنوعت بين المؤلفات الأدبية والمسلسلات الدرامية والمسرحيات والأفلام. ورغم أن الكاتب القدير قد بدأ حياته الأدبية قاصًا وناقدًا أدبيًا، فإنه سرعان ما وجد ضالته في الكتابة للإذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح، فتخلى شيئا فشيئا عن كتابة القصة القصيرة والنقد الأدبي، حتى انقطع تماماً، واتجه لكتابة الدراما التاريخية والنصوص المسرحية التي لاقت صدى وتجاوبا لم يجده غيره من كتاب الدراما التاريخية، ليس في مصر وحدها وإنما في مختلف البلدان العربية. ومن أبرز هذه لاأعمال التى تظل دائما عالقة فى أذهاننا وذاكرتنا مسلسل "بوابة الحلواني" ومسلسل "أم كلثوم" الذى أثنى عليه كل مشاهد مصرى وعربى وقت عرضه، ولدى إعادته على القنوات المختلفة. وتميز المبدع محفوظ عبد الرحمن بأنه كان دائما مهموما بالوطن، فاهتم فى كتاباته بقضايا قضايا العدل والإنسانية والوعي والضمير، وكانت لديه موهبة فريدة في صياغة التاريخ، فأثرى الشاشات بأعمال درامية ناضجة تميزت بالأصالة والجدية والالتزام الوطني، مع براعة الحبكة وشاعرية الحوار وسمو الهدف، وتميز حواره فى كل أعماله بالعمق الممتزج بالوعى والإبداع. وكان محفوظ عبد الرحمن من أوائل من كتبوا للتليفزيون المصرى، حيث كتب سهرة بعنوان "ليس غدا" عام 1966، وقدم أول مسلسل تليفزيوني "العودة إلى المنفى" عام 1971، وأثرى التليفزيونيات العربية بمجموعة من أهم الأعمال الدرامية، ومنها تليفزيون الكويت الذى قدم به العديد من الأعمال القيمة. وتظل القصة القصيرة هي العشق الأول ل"محفوظ" وحبه القديم التي تتجلي في مجموعتيه «البحث عن المجهول» و«أربعة فصول شتاء»، ثم تميز بعشقه للرواية الذي تمثل في روايتيه "اليوم الثامن" و"نداء المعصومة"، ولكن كتابة القصة هي التي بدأت في تشكيل وعيه بأنماط الكتابة الأخرى، فكانت كل تجاربه الإبداعية ملهمة بقدر ما جسدت قيم الالتزام دون ادعاء أو زيف. ومن أهم الأعمال الدرامية التى كتبها المبدع محفوظ عبد الرحمن، وتعدت ال20 مسلسلاً، "سليمان الحلبى" و"عنترة" و"محمد الفاتح" و"ليلة سقوط غرناطة" و"الفرسان يغمدون سيوفهم" و"ليلة مصرع المتنبي" و"السندباد" و"الكتابة على لحم يحترق" و"ساعة ولد الهدى" و"قابيل وهابيل" و"الدعوة خاصة جدا" و"المرشدي عنبر" و"بوابة الحلوانى" و"أم كلثوم". وكان الكاتب القدير يهتم بالكيف فى كل أعماله، ولا يهمه عدد هذه الأعمال، حيث قدم للسينما أفلام "القادسية" و"ناصر 56" و"حليم"، بالإضافة إلى عدد من الأفلام التسجيلية القصيرة، ومن مسرحياته "كوكب الفئران" و"حفلة على الخازوق" و"الفخ" و"احذروا" و"ما أجملنا" وغيرها. وقد حصل محفوظ عبد الرحمن على تكريمات محلية وعالمية ذات قيمة كبيرة، فهو صاحب مكانة كبيرة على مستوى العالم العربى، ومن الجوائز التى حصل عليها جائزة الدولة التشجيعية عام 1972، وجائزة أحسن مؤلف مسرحي 1983، والجائزة الذهبية من مهرجان الإذاعة والتليفزيون، عن مسلسل "أم كلثوم"، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2002، وجائزة العقد لأفضل مبدع خلال 10 سنوات من مهرجان الإذاعة والتليفزيون.