اختتم وزير الخارجية سامح شكري زيارته الحالية للعاصمة الفرنسية باريس، بعقد جلسة محادثات موسعة مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان بمقر وزارة الخارجية الفرنسية مساء اليوم الأربعاء. وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزيرين ثمّنا النقلة النوعية التي شهدتها العلاقات المصرية الفرنسية خلال الفترة الأخيرة، لاسيما في المجالات الاقتصادية والعسكرية علي ضوء اهتمام قيادتي البلدين بإعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية، بالإضافة إلي التنسيق بينهما في المحافل الدولية فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومكافحة الإرهاب. كما ناقش الوزيران أهمية الإعداد لزيارات متبادلة للرئيسين عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون إلي كل من باريس والقاهرة خلال الفترة القادمة . وأضاف أبو زيد، أن شكري استعرض خلال مباحثاته مع وزير الخارجية الفرنسي الخطوات المتخذة على صعيد برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، مع تقييم مرحلي للنتائج التي تمخضت عنها هذه الخطوات على مدار الأشهر الأخيرة، وإبراز ما تحقق من استقرار للمؤشرات الاقتصادية الكلية من ناحية، وإجراءات الاستجابة التي اتخذتها مصر من أجل معالجة الآثار الجانبية لبرنامج الإصلاح وتخفيف المعاناة عن كاهل المواطن المصري. وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن الجانبين أعربا خلال اللقاء عن ارتياحهما لمستوى التنسيق القائم بين البلدين فيما يخص الشأن الليبي، وتطابق الرؤى تجاه الأولويتين الأساسيتين في المرحلة الحالية، وهما ضرورة استكمال الحل السياسي للأزمة الليبية، ومكافحة الإرهاب، كما رحبا بالاتفاق الذي تم توقيعه بالأمس كخطوة علي طريق الحل السياسي، حيث اطلع شكري نظيره الفرنسي علي نتائج مباحثاته مع كل من المشير خلفة حفتر والرئيس فايز السراج في باريس أمس واليوم، واتفقا علي أهمية دعم المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة لإنجاح الاتفاق الأخير. وعلي صعيد الأزمة السورية، اتفق الجانبان على أهمية تنسيق الجهود بين مصر وفرنسا لحث المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا علي تحريك المفاوضات وتقديم نص تفاوضي مقترح يتم التفاوض على أساسه بين وفود النظام والمعارضة السورية، حيث جدد شكري تأكيده الموقف المصري الذي يلتزم بالحفاظ علي ركائز الدولة السورية، ومؤسساتها الوطنية ومحاربة الإرهاب. وذكر أبو زيد أن الوزيرين تناولا في مباحثاتهما تطورات الأزمة القطرية، حيث قدم شكري عرضًا متكاملاً للأسباب والقرائن التي علي أساسها تم قطع العلاقات مع قطر، والتي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك دعم قطر للإرهاب وفتح قنواتها الفضائية للترويج للأفكار المتطرفه، وتتدخل سلبيًا في زعزعة استقرار مصر والدول العربية الثلاث الشقيقة، مبديًا تطلعه لأن تتفهم الدول الأوروبية تلك المنطلقات، وأن تتعامل بالجدية المطلوبة مع مسألة مكافحة الإرهاب ومراقبة التزام الدول بتنفيذ قرارات مجلس الأمن في هذا الشأن. وأكد شكري أن الرباعي العربي لن يتراجع عن مطالبه، وأن مصر لا يمكنها أن تتسامح مع من يعبث بأمنها واستقرارها. وفيما يتعلق بعملية السلام، قدم وزير الخارجية عرضًا للاتصالات التي جرت في الفترة الأخيرة مع الإدارة الأمريكية ومع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لكسر حلقة العنف ووقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، والعمل علي إقناع الطرفين وتشجيعهم علي استئناف المفاوضات.