أعلنت لجنة الرصد والتقييم بالمجلس الأعلى للإعلام، تقريرها حول الشاشات خلال شهر رمضان الماضي، موضحة، أن الملاحظات التي تتضمنها التقارير الصادرة عنها، تنصب على مدى التزام الشاشات بالمعايير المهنية والأخلاقية، فيما يعرض عليها من أعمال، سواء برامج أو حوارات أو مسلسلات أو إعلانات، وهي المعايير التي تنظمها القوانين المختصة، ولا تختص التقارير بالنواحي الفنية الإبداعية، ولكن تختص بمدى خلوها من الألفاظ البذيئة، والعنف غير المبرر، والحض على الكراهية، وغيرها من الأمور المتعلقة بحماية حقوق المشاهدين وغيرها، وفقاً لما نص عليه الدستور المصري. وأوضحت اللجنة، أن الشاشات عرضت عددًا من الأعمال الدرامية الراقية، التي يمكن القول بأنها تضيف للرصيد التاريخي للفن المصري العظيم، الذي يعبر عن قضايا الوطن وحاجات المجتمع، ويرتقي بالأحاسيس والمشاعر وينير العقول ويرتقي بلغة الحوار، ورغم قلة هذه الأعمال الإبداعية، إلا أنها أعادت الأمل في استعادة الفن لريقه، كما أعادت الإبداع إلى مكانه الصحيح، حيث عقول الروائيين الكبار. وأشارت إلى أن الشاشات، قدمت إنتاجاً لجيل من المؤلفين والمخرجين والممثلين المبدعين الذين يبشرون بمستقبل أفضل للفن، حيث قدمت الشاشات 7 أعمال روائية تضيف للمجتمع وللفن، وتقدم إبداعا راقياً. واقترحت اللجنة على المجلس، إرسال خطاب شكر يثني على مبادرة قنوات dmc، بإزالة كل المشاهد والعبارات المسيئة من تلقاء نفسها قبل عرضها على الشاشة، باعتبارها مبادرة جديرة بالاحترام، فيما لفتت إلى غياب أي عمل درامي، يتناول بطولات شهداء الوطن، رغم ما تحمله قصصهم من دراما إنسانية رائعة لشباب ضحوا بأرواحهم من أجل بلدهم. وتابعت: "بثت بعض الشاشات عددًا من الأعمال والبرامج، التي تضمنت ألفاظاً وتعبيرات تحمل للمشاهدين إيحاءات مسيئة، وفي مقدمتها شتائم وسباب بالأب والأم، ومنها تعبيرات جديدة مبتكرة لا معنى لها، وتهبط بلغة الحوار وتسيء لأبطالها، قبل أن تسيء للشاشات التي تبثها وللمجتمع". وفي هذا الصدد، يهم اللجنة إبلاغ المجلس، أن القرار الذي أصدره نجح في منع بث أية شتائم أو سباب مباشر واضح، مما يعني الاستجابة النسبية والمشكورة للفضائيات بتنفيذه رغم انتشار التعبيرات اللغوية الجديدة، والإيحاءات التي تحمل أكثر من معنى، بالرغم من أن المجلس، اعتبر أن مثل هذه التعبيرات مجرد أخطاء فردية تتطلب التنبيه إليها، ولا ترتقي إلى حدود تطبيق القانون. وواصل: "من المفيد، أن يعاود المجلس تذكير كافة الشاشات بمراعاة اللياقة، وحذف هذه التعبيرات، ما لم يكن الموقف الدرامي يتطلب ذلك"، مشيرة إلى أن بعض الأعمال، لم تعكس حقيقة المرأة المصرية المكافحة المخلصة لأسرتها، وجاءت المرأة اللعوب لتتصدر مكانتها في هذه الأعمال بشكل مفتعل، يكاد يطغي على الشخصية السوية، كما تعرضت المرأة لمشاهد عنف غير مبرر وسباب وشتائم وإهانات غير لائقة، وذلك في غياب الصورة الإيجابية للمرأة، كما عهدناها في الدراما طوال تاريخها". وشملت المخالفات التي رصدتها لجنة الرصد بالمجلس الأعلى للإعلام، انتشار مشاهد التدخين، وتعاطي المخدرات، متضمنة حوارات بين أبطالها، بصورة تحمل إراءات للنشء وصغار السن والمراهقين لتجربة التعاطي، كما رصدت اللجنة تزايد الشكاوى من طول مدة الإعلانات المصاحبة للبرامج والمسلسلات، وأوصت باتخاذ قرار بتحديد مدة زمنية كحد أقصى للإعلانات في أي برنامج أو مسلسل. وأكدت اللجنة، إعجابها ببعض الإعلانات الرسمية لقطاعات الدولة هذا العام، وفي مقدمتها إعلان هيئة الرقابة الإدارية "أنت مرايا نفسك" لكونه يخاطب ضمير المواطن، كما أن باقي الإعلانات تمنح الأمل للمشاهدين، ومنها الصورة تتغير.
