تُعد كنيسة أبي سيفين الأثرية بمصر القديمة من أهم الشهود على محطات مميزة في التاريخ القبطي. تقع كنيسة أبي سيفين في منطقة مصر القديمة ضمن مجموعة الكنائس الأثرية التي يبلغ عددها 7 كنائس. يرجع تاريخ إنشاء كنيسة أبي سيفين إلى أوائل القرن الخامس الميلادي وتحتل مكانة تاريخية بالتاريخ القبطي حيث إنها كانت مقرًا للكرسي البابوي ل14 بطريركًا من منتصف القرن الحادى عشر فى عصر البابا خرستوذولو البابا 66 حتى أوائل القرن الرابع عشر فى عهد البابا يوحنا البابا ال 80 . كذلك شهدت تلك الكنيسة عمل الميرون المقدس (أحد أسرار الكنيسة السبع) بها مرتين في عهد البابا ثيؤديسوس الثانى والبابا يؤانس الحادى عشر. ليس هذا فقط فالكنيسة تضم بأرضية الهيكل الأوسط أجساد 10 من البطاركة، بالإضافة إلى العديد من المطارنة والاساقفة. كما تضم الكنيسة مغارة الأنبا برسوم العريان والتى عاش فيها 20 سنة، وكانت تغمرها المياه وقت فيضان النيل ويستطيع الزائر الوصول إليها عن طريق عدة درجات لسلم تقوده للمغارة تحت الأرض. يأتي ذلك بجانب وجود ما يقرب من وجود 250 أيقونة أثرية تعود للقرن الثالث عشر والقرنين السابع عشر والثامن عشر. تهدمت الكنيسة في أواخر القرن السابع الميلادي ولم يبق من عمارتها الأولي إلا كنيسة صغيرة بالجانب البحري، وظلت على هذا الحال حتي عام 970 م حيث تم إعادة بنائها . وفى القرن الثانى عشر تعرضت الكنيسة لحريق كبير عرف وقتها باسم "حريق الفسطاط" ثم أعيد بناؤها من جديد عام 1169 م . وقد تم تجديدها تجديدًا شاملاً على يد الأنبا ابرام السرياني البطريرك رقم 62 في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي. كنيسة أبي سيفين كنيسة أثرية تحمل رقم 574 في تعداد الآثار، تم ترميمها في العصر الحديث ضمن خطة ترميم الآثار بمنطقة مصر القديمة، لفتح آفاق ومجالات لازدهار السياحة الدينية في مصر. ويُشار إلى أن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية قد دشن اليوم السبت مذابح ومعمودية وأيقونات كنيسة الشهيد العظيم أبى سيفين الأثرية بمصر القديمة، بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتجديد بها والتي استغرقت 30 سنة.