في دقائق قليلة لم تتعد ال 15 دقيقة، واصل أمير قطر تميم بن حمد، ترنحه واهتزازه، بعدما وجه خطابا الجمعة، يكشف فيه عن موقفه حيال الأزمة الخليجية الراهنة.. الترنح بدا واضحا فى اختلاف نبرته وشحوب وجهه.. حيث بدأ بنبرة استضعاف بأن هناك آلاما سببها الحصار من قبل الموقف الرباعي من " مصر – السعودية – البحرين – الإمارات"، وبنبرة استقواء، عاد بها من خلال دعم دول الغرب له في الأزمة.. خطاب تميم غير المتزن، أخرج وأبان عن الكثير من الأمور التى يخبئها أمير قطر، منها الاستعداد للحوار ومساندة تركيا والغرب له، مع عدم ذكر المساندة الإيرانية من وراء ستار. كانت "السعودية ومصر والإماراتوالبحرين" قد أعلنت في 5 يونيو الماضي قطع العلاقة مع الدوحة بعد ثبوت دعمها لقوى الشر والإرهاب للإرهاب، مع تقديم 13 مطلبا لقطر في 22 من الشهر نفسه من أجل إعادة العلاقات من جديد مع الدوحة، كان أبرزها إغلاق قناة "الجزيرة"، وإخلاء القاعدة العسكرية التركية فى قطر. خطاب تميم المتلفز وحديثه عن أزمته مع الدولة الأربع، استطلعت "بوابة الأهرام" رأي العديد من الخبراء حوله ونية تميم وحقيقة موقفه من الأزمة. بداية.. يرى السفير مصطفى عبد العزيز مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن ما جاء في خطاب أمير قطر اليوم الجمعة، قد يعطي مؤشرات، بأن يكون هناك تطور بطيء في الموقف القطري، وأزمته الأخيرة مع الدول المكافحة للإرهاب، مضيفا أن هذا قد يعطي أيضا مؤشرا جيدا لتهيئة لما هو قادم مع تلك الدول. عبد العزيز، شدد على أن ما قامت به الدول الأربع " مصر – الإمارات – البحرين – السعودية"، في 2017، يختلف تماما، عما كان في مقاطعة 2013 من ضغوط كبيرة في كل التعاملات السياسية والاقتصادية، والتي شهدت سحب سفراء الدول، من قطر دون أي إجراءات أخرى خلاف ما تم اتخاذه في هذه الأيام، مشيرا إلى أن العبرة ليست بالأحاديث ولكن لابد من توافر النية الكاملة من قبل أمير قطر لإنهاء الأزمة كاملة وليست أيضا بتلاوة الخطابات والنصوص. مساعد وزير الخارجية الأسبق، يؤكد أن ما فعله الموقف الرباعي، تجاه الدوحة لم تتوقعه قطر وأميرها، مما وضعها في أزمة حقيقية، فقد يتراجع عن جرائمه وما يقدمه لقوى الشر والإرهاب، مبينا أن قطر وتميم مطالبان بضرورة تقديم الأدلة وليس الكلام فقط للتصالح وعودة الوفاق العربي. كما طالب مساعد وزير الخارجية الأسبق، بضرورة منح الفرصة للتحاور الجاد من خلال جلسات قوية ينتج منها الخروج بحلول سياسية بالخروج من تلك الأزمة من أجل مصلحة الأمة العربية، منوها بأن الحوار سيكشف تماما عن نوايا الدوحة إن كانت صادقة أو كاذبة من ناحية الوفاق الرباعي. وفي السياق نفسه، طالب السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، بضرورة عزل قطر تماما عن المنظومة العربية والدولية، مشيرا إلى أن ما أدلى به تميم في خطابه المتلفز اليوم، يؤكد أن قطر وصلت لنهاية المطاف ونهاية أميرها ولا تقدم في إنهاء الأزمة الخليجية. ولفت وزير الخارجية الأسبق، إلى أن خطاب تميم وشهادته بالدعم الدولي، يدل على خطاب به نبرات الاستقواء والاستضعاف في الوقت نفسه، مما يدل على أن أمير قطر مرتبك لا يستطيع إدارة الأزمة، مندهشا من حديث تميم بصوت العرب عن دعم القضية الفلسطينية وضرورة الوفاق ضد قوى الغرب التي تريد من الأمة العربية والإسلامية. ويرى العرابي أن عدم حديث أمير قطر، عن إيران ودعمه الدائم له، سيثير من حفيظة الولاياتالمتحدةالأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، معربا عن استيائه الشديد من المماطلة في تلبية الشروط ال13 التى حددتها الدول الأربع، مؤكدا أن فترة الأزمة ستطول كثيرا نظرا لما تحدث عنه أمير قطر وعدم تقديم ما يفيد بأنه يبحث عن الوفاق وليس الخصام والصدام مع الدول العربية الشقيقة . العرابي استنكر الغزل الذي تحدث عنه أمير قطر حول الدعم التركي له في الأزمة وتقديم كل المساعدات، موضحا أن هذا لن يفيده كثيرا ولن يقوى إلا الوفاق العربي وليس بالأوروبي الباحث عن دائما عن المصلحة والأموال. من جانبه، أكد اللواء محمود منصور، مؤسس المخابرات القطرية، أن ما فعله أمير قطر اليوم في خطابه، يدل على مواصلته العناد والغباء السياسي والإداري له في الأزمة الخليجية، مضيفا أن تميم وعائلته لم يعوا تماما حقيقة الموقف والأزمة الحالية وحقيقة الدعم لقوى الشر والإرهاب لهدم الأمة العربية والإسلامية. ويشير مؤسس المخابرات القطرية، إلى أن اعتقاد تميم باستمرار دعم القوى الغربية له وتركياوإيران في أزمته مع دول الخليج ومصر، خاطئ تماما، ولن يسانده الغرب على طول الخط كما يعتقد.. موضحا أن خطاب تميم اليوم يطمح لتبليغ دول الخليج من خلال العصابة الأوروبية التي تحركه أنه ما زال حيا وقادرا على الصادم ولن ينكسر أو يخضع لشروط الرباعي العربي، في إشارة تجميل لأنصاره من الغرب الذين اعتادوا منه على تلاوة تلك العبارات - على حسب قوله- . اللواء محمود منصور، يرى أن الواقع لا يتطلب حوارا، بعد أن قام أمير قطر بارتكاب الجرائم في حق العروبة واللجوء إلى القوى العالمية والإقليمية والاستجداء والاستقواء بهم، موضحا أن العالم أجمع على أن تميم ورفاقه يناصرون الإرهاب ويدعمونه ويجبنون تماما في مواجهة لحظة الحساب المستحق عليه. كما أكد منصور، أنه كان من الأفضل لأمير قطر أن يبادر من بداية الأمر بالاستجابة للمطالب العربية وكان بذلك يستطيع أن يكسب الطمأنينة التي يبحث عنها الآن ولن يجدها والآن هو أمام خيارين لا ثالث لهم الأول، أن يستجيب لمطالب الدول لمكافحة الإرهاب، أو يعاقب قانونا بناء على الأدلة التي توافرت ضده وضده عائلته الذين سبقوها في تمويل الإرهاب والتحريض على ارتكاب الجرائم. وعن عدم ذكره إيران ومساندة الحرس الثوري الإيراني له، فقد أوضح اللواء محمود منصور، أن الإشادة والثناء بما تفعله إيران معه يفعلها كما يفعل مع الأوروبيين ، حيث يحاول أن ينسينا فعلته الشنعاء، حينما ذهب إليهم يستجدى الحماية من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، مختتما بأن جرائمه "تميم"، أصبحت مثبتة بالأدلة، ولا شفيع له، إلا الخضوع التام .