المشهد الدامي الذي كانت بطلته "غادة كمال"التى تعرضت للسحل من أفراد القوات المسلحة في أثناء الاشتباكات التي وقعت أمام مجلس الوزراء كان الأكثر تأثيرا فى وجدان متظاهرى التحرير الذين أقسموا على الثأر لها، واعتبروه فاجعة كانت كفيلة بأن تجعل الدماء تغلى فى عروقهم، طوال جمعة "رد الشرف". لم يكف الثوار عن تنظيم مسيرات طافت داخل الميدان للتنديد بهذا الحدث، وتعالت هتافاتهم " بنات مصر خط أحمر"، الأمر الذي جعل أحد المشايخ يعتلى المنصة الوحيدة فى الميدان ويلهب حماسة شباب التحرير قائلا: إن تعرض الجيش للمتظاهرات بهذه الوحشية لن يقبله أى مصري حر يغار على عرضه. واتفق المتظاهرون بالتحرير فى تلك الجمعة على ضرورة إقامة منصة رئيسية تكون بمثابة منبر لخطباء التحرير على غرار الجمعات الماضية حيث يخشي المتظاهرون من تعدد المنصات التى يرون أنها سببا فى الفرقة، وعدم الاجتماع على كلمة واحدة، كما أن هناك اتهامات لبعض الأحزاب باستغلال تلك المنصات فى الدعاية السياسية لتيار بعينه. واستقبلت تلك المنصة سميرة إبراهيم الفتاة التي تم الكشف عن عذريتها من جانب القوات المسلحة، وطالبت المتظاهرين بالتكاتف معها ومشاركتهم لهما أثناء نظر دعواها ضد المشير حسين طنطاوي أمام مجلس الدولة، سميرة اتهمت ضباط الجيش بالكشف عليها، بطريقة لا إنسانية، أدت إلي إصابتها بألم نفسي شديد . وبعد دقائق تحولت المنصة من كلام في السياسية إلي أغان ثورية فقد استمع الثوار إلى المطرب رامى عصام الذى تغنى بأغان ثورية ضد العسكرى، كما تحدث فى كلمات حزينة بعض أسر الشهداء، أثرت في قلوب المتواجدين أمام المنصة،وبعدها بلحظات ارتفعت أصوات المتظاهرين بالميدان ضد المجلس العسكرى ورئيسه المشير طنطاوى. وكشفت تظاهرة اليوم فى التحرير عن أن الخصومة بين التيار الإسلامى والمتظاهرين لاتزال مستمرة حيث ألقي ثوار التحرير باللوم علي التيار الإسلامي، بسبب انقطاعهم عن المشاركة في الميدان، وإن كان هناك من يشارك منهم فى المليونيات بشكل فردى، وعلي مسئوليته، ودارت حلقات نقاشية بين المتظاهرين فى مواقف غاضبة حول رد فعل الإخوان على مشهد الفتاة التى سحلها الجيش في أثناء الأحداث المؤسفة أمام مجلس الوزراء. وفي مشهد متكرر عادت الخيام بألوانها المتعددة من جديد فى قلب الميدان فى الوقت الذى غادر فيه عدد من المتظاهرين التحرير، وسط خلافات بين الثوار حول الاعتصام. وفى مبادرة جادة من شباب التحرير أقام عدد منهم ساترا بشريا أمام شارع الشيخ ريحان لحقن الدماء، وتحسبا لتجدد الاشتباكات بين الطرفين، كما أعدوا حبالا لتقطع الطريق أمام من يحاول التوجه إلى الحواجز الخرسانية ومحاولة اعتلائها.