لكتاب "نجيب محفوظ في مرآة الاستشراق السوفيتي"، الصادر في طبعة جديدة عن "صندوق التنمية الثقافية" للكاتب والقاص أحمد الخميسي، قصة غريبة يرويها الكاتب ل"بوابة الأهرام"، إذ يقول "قبل عام 1988، كنت أعمل مراسلًا صحفيًا في موسكو لعدد من المجلات والصحف، وفي إطار عملي التقيت الأديب السوفيتي الكبير جنكيز أيتماتوف، وهو أديب عالمي ترجمت أعماله لمختلف اللغات، وأجريت معه حوارا سألته فيه: هل قرأت لأي من الأدباء العرب؟ فأجابني بقوله " حينما يكون لديكم أديب بحجم جابريل جارثيا ماركيز فسوف اقرأ له ". رد الأديب السوفيتي جنكيز أيتماتوف أغضب "الخميسي"، حتى إنه لم ينشر الحوار معه في أي مكان، رغم إلحاح جهات عديدة علي نشره، ولم ينقض على حواره معه عام واحد حتى فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب. فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل جعله يتيقن أننا بالفعل لدينا أديب سوف يقرؤه أيتماتوف في روسيا، وغيره في بلدان العالم أجمع، وظهرت فكرة جمع كل ما كتب عن محفوظ كنوع من رد الاعتبار. وبالفعل عكف "الخميسي" على الكتاب، حتى أنهاه بسرور بالغ وفرح، لأن "محفوظ" يستحق نوبل منذ أن قال طه حسين ذلك عند صدور "الثلاثية"، وأرسل الكتاب ونشر طبعته الأولى في "دار الثقافة" التي كان يشرف عليها الناقد الراحل محمود أمين العالم، ومع صدور الكتاب كتب نجيب محفوظ للأستاذ العالم رسالة يعرب له فيها عن سعادته بصدور الكتاب. وهذه الرسالة ما زالت طي أوراق "العالم" في مكتبته لدى ابنته د. شهرت العالم التي وعدت "الخميسي" بأن تجدها حين تقوم بفرز كل الرسائل الشخصية لوالدها. ويختم "الخميسي" حديثه ل"بوابة الأهرام": في نهاية الأمر كان فرحي بفوز كاتبنا العظيم بنوبل هو دافعي لإصدار هذا الكتاب، الوحيد من نوعه، لأنه يغطي فترة الاستشراق حين كانت دولة الاتحاد السوفيتي قائمة، وأظن أنني تمكنت به من الإعراب لأديبنا الكبير عن محبتي وتقديري".