بالأمس استشهد طالب كلية الطب، واليوم استشهد طالب كلية الهندسة محمد مصطفى زهرة شباب جامعة عين شمس، وبطل الجمهورية فى السباحة والتنس، كل ذرة فى جسده تشهد أنه مصرى حتى النخاع رغم ثراء أسرته، وتوفر كل سبل الراحة له. انغمس بطل الجمهورية فى مشاكل الفقراء والشباب العاطل، وأعلن ثورته على الظلم والاستبداد، وشارك الثوار أحداث 25 يناير، ولم يترك الميدان إلا بعد تنحى الرئيس السابق مبارك، لم تشغله دراسته الجامعية وأنشطته الرياضية عن هموم وطنه، ونزل شارع محمد محمود وشارك رفاقة وأصيب فى الأحداث، وبعدها نزل إلى شارع قصر العينى، ووقف بجوار الثوار ولم يخش الموت وسقوط زملائه أمام عينه، وتمنى لو يموت شهيداً كى تحيا مصر، ونال محمد الشهادة ليترك الحسرة واللوعة تفتك بأسرته وكل أحبائه. أصوات صراخ والدته الطيبة تدوى أمام مشرحة زينهم، بكاء والده المهندس يفتت الحجر، أما شقيقاته فى دعاء مستمر فقد رحل عنهن الأخ الوحيد، وضاع السند والحماية والأمان، فقد اغتالت رصاصة الغدر زهرة الشباب لتسكن الأحزان القلوب المحترقة الشهيد محمد مصطفى السيد حسن إبراهيم 21 سنة طالب بكلية الهندسة جامعة عين شمس فى الفرقة الثانية، الذي اشتهر بين زملائه بمقاومة الظلم ودفع الطغيان عن أى شخص رغم صغر سنه، كان واسع الأفق وكثير الثقافة. التقينا والد الشهيد وقلبه يتعصر ألماً بكلمات مبعثرة، سرد قصة كفاح نجله قائلاً "لقد كان الوحيد الذى سيحمل اسمى واسم عائلتى، ولكن بوفاته انقطع كل ذلك، ثلاث شقيقات الكبرى طبيبة أطفال والوسطى بكالوريوس علوم سياسية، والصغرى طالبة بالجامعة الأمريكية، ووالدته طبيبة علاج طبيعي. لقد كان متفوقاً دراسياً وتفوق أيضاً فى النشاط الرياضى، فقد حصل على عدد من الميداليات لتفوقة فى السباحة بالنادى الأهلى، وحصل على المركز الثانى فى سباق الفراشة المائى بدولة ألمانيا وحصل على العديد من الميداليات. وبقلب محروق أكدت والدة الشهيد أنه أنهى إجراءات ورق سفره إلى أمريكا لاستكمال دراسته الجامعية هناك، وحصل على التأشيرة وكان من المقرر أن يسافر خلال الأيام الماضية، إلا أنه رفض بسبب أحداث محمد محمود وقصر العيني.