العلاقات المصرية - اليابانية تاريخية، وممتدة 1860 عندمًا قام حاكم اليابان وقتها (شوجون) بإرسال وفد من السامواراي إلى مصر؛ ليشاهد حركة التحديث أيام العبقري محمد علي باشا، والاطلاع على التجربة المصرية الناجحة وقتها.. آه والله زي مابقولكم كده.. من أيام التقيت السفير اليابانيبالقاهرة (تاكيهيروا كاجاوا) "راجل سكر وجميل" وتعلم اللغة العربية بالقاهرة عندما كان طالبًا ديبلوماسيًا بالجامعة الأمريكية من 30 سنة، وبيحب مصر وشعبها وأكلها وملوخيتها وطعميتها وكشريها.. أعجبتني بساطة الرجل وتفهمه كافة الظروف إللي بتمر بيها مصر، واطلعت منه على التجربة اليابانية الخاصة بالتعليم ما قبل الجامعي "التوكاتسو" وقدر الاهتمام اللي بتوليه اليابان، أو الكوكب الياباني الأكثر تطورًا في كافة مجالات التصينع والتكنولوجيا، ومن الحاجات اللي أسعدتني جدًا ماقاله السفير عن أنه تم الاتفاق على الشراكة التعليمية المصرية - اليابانية EJEP؛ بهدف تحسين التعليم فى مختلف المراحل من التعليم الاساسي الي التعليم العالي؛ لأن التعليم هو أساس مكافحة الإرهاب وتقدم الدولة، والرئيس السيسي يركز عليه كسياسة لها أولوية، ده غير إنه في عدد من مشروعات التعاون زى المتحف المصري الكبير، ومشروعات البنية الأساسية، والخط الرابع من مترو الأنفاق.. خرجت بانطباع رائع عن اليابان وسفيرها تاكيهيروا كاجاوا.. ولا أخفي إعجابي الشديد بكوكب اليابان الشقيق ونهضتها وأدب شعبها من خلال عدة قراءات، وكان آخرها كتاب مهم صدر عام 2003 لأكاديمي ياباني اسمه (نوبواكي نوتوهارا)، وهو أيضًا درس اللغة العربية وعلومها في الجامعات اليابانية والعربية، وترجم العديد من الروايات والقصص العربية إلى اليابانية الكتاب بعنوان (العرب.. وجهة نظر يابانية) يتحدث فيه عن تجربته في أول زيارة للقاهرة عام 1974، ويقول إنه لا ينسى أبدًا هذه الزيارة، حتى بعد 40 سنة، وكتب: إنها القاهرة لا أستطيع أن أنسى أبدًا ذلك الانفعال الذي كان يفور من داخلي.. انفعال رائع مازال طعمه حيًا حتى الآن (بعد 40 سنة) شعور مركب من المفاجأة والدهشة والاكتشاف والفرح.. نوبواكي نوتوهارا عاش في مصر تجول في شوارعها وسافر إلى الصعيد والدلتا، وعاش مدة بين الفلاحين في قرية الصحافة في الدلتا، وتحدث أيضًا عن جولاته في عدد من الدول العربية، منها حضرموت واليمن والمغرب وسوريا.. ويقول عنها: إنها تجربة جميلة وذكرياتها جميلة من عدة عقود، ويوجه في النهاية نصيحة لنا كمصريين وللعرب بقوله: أتمنى أن يختفي التوتر من الشارع المصري والعربي، وأن تصبح وجوه الناس سعيدة (وهو مايذكرنا بما يحدث الآن في سوريا واليمن وليبيا) من تحارب وصراعات.. أشكر السفير تاكيهيروا كاجاوا - وهو من جيلي - على حبه لمصر، وأشكر أيضًا نوبواكي نوتوهارا الأكاديمي الياباني القدير على ما ذكره في كتابه القيم (العرب من وجهة نظر يابانية).. وأتمنى لمصر الاستفادة من تجربة اليابان الناجحة في كافة المجالات، وأرجو أن يختفي التوتر، وتنتهي الصراعات في الدول العربية.. وأتمنى المزيد من النجاح للتجربة اليابانية، والمزيد من السعادة للشعب الياباني الشقيق..