شارك الخزاف خالد سراج، الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية، بمعرض"3+1"، المنعقد أخيراً بجاليري "خان مغربي"، وذلك ببعض الأعمال التي نفذها في مراحل متقدمة من ممارسته الفنية. ضم المعرض مشاركات لأربعة فنانين وهم: الفنانان السودانيان صلاح المر وأمل بشير، والفنانة سعاد عبد الرسول، والدكتور خالد سراج. حول مشاركته بالمعرض أشار د.سراج فى حديثه ل"بوابة الأهرام"، إلى أن أعماله تجسد حالة من الاستدعاء للعلاقة الحوارية سواء تلك القائمة بين "الرجل والأنثى" أو "الموت والحياة". وفي تعليقه على انتشار معارض الخزف في الفترة الأخيرة وما إذا كانت قد قدمت مضموناً مختلفاً، رأى د.سراج أن الجيل الجديد تخلص بشكل أو بآخر من المشكلات التقنية الخاصة بجيله وما سبقه. وتابع: اهتمام الأغلبية العظمى من الجيل الجديد ينصب على الفكرة أولاً وعندما ترهقه التقنية يحاول مرة أخرى أو بطلب مساعدات بسيطة إلى أن ترى ما فكرته النور. ورأى د.سراج أن الخزف المصري المعاصر يقع في إشكالية كبيرة، حيث يظهر اهتمام البعض بإبراز التقنية، واهتمام الآخر بالفورم، أما القليل جداً من الجيل الجديد فهو من يهتم بإبراز الفكرة ثم يأتي الأهتمام الأعظم بمحاولة تسويق كل ما سبق. ويتابع: هذا يمثل المشكلة الأكبر للخزف المصري، فالجمهور الفني لدينا مازال متخوفاً من اقتناء الأعمال الخزفية الفنية ذات الذائقة العالية لسبب غريب جداً، وهو صفة الهشاشة التي تميز الخزفيات تحديداً عما سواها من وسائط فنية في حين أنني رأيت كيف يتسابق الجمهور الفني الغربي والأقصى شرقي على اقتناء الخزف الفني تحديداً. وينتقد ذلك ويقول: جدلية مستفزة جداً وغير مفهومة، لذلك أرفع القبعة لكل الخزافين المصريين الذين مازالوا يقاتلون (إذا جاز التعبير) بالإبداع الخزفي رغم عدم وجود جدوى مادية تساندهم وتحقق لهم الاستمرارية والتطور. ويستطرد: يمكنا القول إن المتذوق المصري والعربي تقتصر قدرته على تلقي المنتج الفني الخزفي الخاص بالآنية وأدوات المائدة والمنتجات الخزفية شائعة الاستخدام كالبلاط وأطقم الحمامات وخلافه فقط. ونادرا ما يتم تقبل فكرة العمل الخزفي التعبيري أو المجهز في الفراغ بسهولة، رغم وجود العديد من المحاولات الفنية من خزافين مصريين في هذا الصدد، وهذا لرغبة المتذوق والمقتني وليس الخزاف نفسه. ويؤكد د.سراج على أن احترام الفنان لمسيرته وأفكاره وإخراجها للنور ليس مرتبطاً بشكل محدد أو صيغة معلومة مسبقا، وأن الفاز أو الآنية أو البلاطة يمكن أن تكون وسيطا تعبيريا مهما إذا تم استخدامها كحامل للفكرة، وهذا حدث بالفعل من خلال بعض الأواني والأطباق في معرضي الأخير "ماعت تتلون".