امتحانات الثانوية العامة، كانت وستظل على مدار الزمان، عبئًا كبيرًا على الطلاب وأولياء الأمور، لما تمثله من أهمية كبيرة في تحديد وجهة المستقبل.. مع كل هذا تأتي الامتحانات هذا العام وللمرة الثانية مواكبة لشهر رمضان المبارك، بما يشمله من روحانيات وعادات وطقوس، مما دفع الكثير للحديث عن طبيعة فترة الامتحانات في هذا التوقيت. وفي ظل حرارة الجو، وما يعانيه الطلاب خلال الامتحانات، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى بجواز إفطار الطالب إذا لحق به أذى وضرر فى دراسته وامتحاناته بسبب الصيام.. وتظل احتمالية الصيام قائمة لدى الطلاب أثناء مذاكرتهم وتأديتهم الامتحان، وهو ما يحتاج معه نظامًا غذائيًا صحيًا وبعض العادات والنصائح التى تعينه على المذاكرة والصيام معًا. "بوابة الأهرام" تغوص في أعماق فترة الامتحانات أثناء الصيام وتحدد المطلوب من الطلاب اتباعه للخروج به لبر الأمان: اعتبرت الدكتورة بثينة عبد الرءوف، الخبيرة التربوية أن إجراء امتحانات الثانوية العامة وكذلك الجامعات في شهر رمضان ليس جديدًا بالمرة على الطلاب، لكون الامتحانات جاءت من قبل في شهر الصيام، مؤكدة أن فترة الامتحانات عادة تأتي في الصباح من الساعة التاسعة صباحًا وهذا ليس له أي تأثير على الطلاب. ورأت الخبيرة التربوية، في تصريحات ل"بوابة الأهرام"، أن الأفضل خلال فترة الامتحانات في شهر الصيام، أن تبدأ من الساعة الثامنة صباحًا، وهذا لن يكون له مشاكل لدى الطلاب لكونها فترة صباحية مثل أي أيام عادية وكذلك لم تمر ساعات كبيرة من الصيام على الطلاب، مشيرة إلى أن الامتحانات يأتي بها فترتان والأفضل لهم أن تبدأ الأولى من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة العاشرة ونصف أو حتى الساعة 11 وكذلك الفترة الثانية أن تبدأ من الساعة 11 حتى وعلى سبيل المثال الساعة 12 ظهرًا، وبهذا تنتهي فترة الامتحانات قبل شدة الذروة، مما لم يؤثر على ذهن الطلاب. كما رأت الخبيرة التربوية، أن المشكلة ليست في الامتحانات وموعدها مع قدوم شهر رمضان، موضحة أن المشكلة تكمن في المذاكرة وما يقوم به الطلاب وكذلك دور أولياء الأمور، داخل المنازل من خلال تخفيف حالة الضغط النفسي والعصبي، لأبنائهم أثناء فترة الامتحانات، التي تعد كابوسًا لهم، وهذا يعد أمرًا خطيرًا ولابد من التخلص منه بأمور عديدة بتوفير سبل الراحة، والتفكير معهم دائمًا بأن الامتحانات مثلهم مثل أي امتحانات عادية وليست ثانوية عامة فقط تحدد مصير دخول الكلية الأفضل. وقالت إن الانتهاء من كافة مذاكرة المواد قبل بدء عملية الامتحان يسهل كثيرًا من الضغط النفسي للطلاب ويعطيهم الراحة والتفكير في خوض الامتحان، خلاف عدم الانتهاء من المذاكرة مما يسبب حالة من الضغط علي الطلاب وعلى أولياء الأمور، مطالبة الأسر بجميع المنازل التي سيكون بها امتحانات ثانوية عامة بسهولة التعامل مع أبنائهم والتخلص من العادات القديمة منهم، والتحذير بعدم الجلوس أمام شاشات التليفزيون بل لابد من إعطائهم الثقة وتحديد وقت لهم في مشاهدة شاشات التليفزيون ولو جزءًا بسيطًا بعد الإفطار مما يعطي الاطمئنان لهم وعدم الخوف. وقدم الدكتور محمد خيري، استشاري التغذية مجموعة من النصائح، للطلاب المقبلين على الامتحانات خلال شهر رمضان تساعدهم على مواصلة الصيام مع حفظ الطاقة لمواصلة المذاكرة، مؤكدًا أن جسم الإنسان في رمضان يفقد كمية كبيرة من السكر في الدم والسعرات الحرارية التي تمد الجسم بالطاقة، لذلك على الطالب شرب كميات كبيرة من الماء على فترات في ساعات الإفطار. ونصح خيري، بضرورة تقسيم الوجبات من الإفطار وحتى وقت السحور، والاعتدال في تناول كمية مناسبة من البروتين والنشويات والإكثار من المواد المرطبة كالفواكه والخضراوات وخاصة البطيخ والخيار والطماطم والخس. واعتبر خبير التغذية، تناول طبق من سلطة الفاكهة الصيفية كالكيوي مع الكنتالوب والفراولة والأناناس والموز يعتبر طعامًا جيدًا للمخ ويساعد في إفراز هرمونات تساعد في التركيز والاستيعاب ويمكن تناوله بين الإفطار والسحور، مع تناول حفنة من المكسرات الطبيعية كاللوز أو الكاجوا أو الزبيب أو جوز الهند تعتبر مفيدة جدًا وغنية بالأوميجا 3 وأملاح معدنية هامة تساعد في التركيز وتقليل التوتر عند الطلاب. وأضاف خيري، أن هناك العديد من العادات الخاطئة التي يمارسها المصريون قد تؤثر تأثيرًا سلبيًا على الصحة والنشاط والتركيز، مؤكدًا أنه يجب على الطالب تجنب شرب كميات كثيرة من المياه دفعة واحدة بعد أذان المغرب مباشرة لأن ذلك يساعد ذلك على حدوث انفجار بكرات الدم الحمراء، وكذا الإفراط في تناول المنبهات كالقهوة والشاي الذى يؤدي إلى إرهاق الكلي والجفاف، خاصة مع الحر في نهار رمضان، مع تجنب تناول المياه الغازية التي تؤدى إلى جفاف الكلى، وكذا تناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون والتي تؤثر بحسب قوله، سلبا علي قوة التركيز والاستيعاب لدي الطلاب. ويوصف هذا بمثلث الخطر حيث تؤدي المقليات مع المياه الغازية والعيش الأبيض إلي تقليل الدم إلي المخ ، معتبرا تناول البروتين في صورة مسلوقة أو مشوية أفضل بكثير ويحقق أقصي استفادة للجسم وكذا تعتبر عصائر الفاكهة الطبيعية أفضل بكثير وتمد الجسم ب فيتامينات ومعادن هامة جدا لقيام الجسم بوظائفه الحيوية بكفاءة وتقليل التوتر لدي الطلاب، وأخيرًا تساعد المشروبات الساخنة كالكركدية واليانسون والنعناع وكوب من الحليب علي التهدئة والتركيز لدي الطالب.