يستقبل المصريون رمضان بسعادة كبيرة ونية لصيام هذا الشهر الكريم، لكن تأتى امتحانات بعض الطلاب خاصة طلاب الثانوية العامة هذا العام خلال الصيام، مما يجعل هناك حالة من الحيرة والارتباك بسبب الخوف من عدم القدرة على عمل توازن بين الامتحان والصيام. تقول السيدة وفاء كامل والدة إحدى الطالبات :إنها قلقلة على تعب ابنتها طول العام لأن الصيام فى هذا الجو الحار يؤثر على التركيز علاوة على العادات الاجتماعية والأسرية فى رمضان.يوضح د . سامى إسماعيل استشارى التغذية، أن الطالب يحتاج إلى نظام غذائى صحى يعينه على المذاكرة والصيام معًا، وأشار الى أن جسم الإنسان فى رمضان يفقد كمية كبيرة من الماء لذلك على الطالب تعويض ذلك على فترات فى ساعات الإفطار على أن يكون الماء فاتراً وليس مثلجاً مع تجنب شرب كميات كبيرة من الماء دفعة واحدة بعد أذان المغرب، وتجنب تناول المياه الغازية. كما ينصح الأم باستخدام الزيوت الطبيعية فى إعداد الطعام والابتعاد عن الدهون والزيوت المصنعة والمقليات التى تؤدى إلى اضطرابات الهضم والمعدة وتكوين الغازات. مؤكدا أنه يجب على الطالب الإفطار على ثلاث تمرات وكوب لبن، مع محاولة تناول نظام غذائى صحى ومتوازن مكون من البروتين مثل اللحم السمك أو العدس وبعض الخضراوات، مع تناول مقدار معتدل من الدهون والسكريات على أن يكون الأكل على مراحل لأن امتلاء المعدة مرة واحدة بعد الصيام يسبب الخمول مع ضرورة الابتعاد عن شرب المنبهات مثل الشاى والقهوة لأنها تنبه لوقت قليل وبعدها تصيب بالخمول خاصة بعد الأكل ويفضل استبدالها بالكركديه والينسون لأنها تساعد على هدوء الأعصاب. ويؤكد أهمية وجبة السحور للطلاب لأنها ستكون البديل لهم عن وجبة الإفطار الصباحية خلال شهر رمضان، ويجب أن تكون وجبة كاملة لتمد الطالب بالطاقة اللازمة للعديد من الساعات تمتد لساعات تأدية الامتحان، فلابد أن تحتوى على أطعمة بطيئة الهضم مع أطعمة غنية بالكربوهيدرات التى تمد الطالب بالطاقة فى أثناء الصيام، ومن هذه الأطعمة القمح، البقول، العدس مع الإكثار من المواد المرطبة كالفواكه والخضراوات خاصة البطيخ والخيار والخس.ويقدم د محمد سمير عبد الفتاح أستاذ الطب النفسى بعض النصائح لتقليل الضغط النفسى الذى يتعرض له الطلاب خلال فترة الامتحانات منها أنه يجب على الأهل دعم الطالب لأنه يتأثر بكل ما حوله وأن يقللوا من الزيارات الأسرية خلال فترة الامتحانات، وأن يستغل الطالب وقت التنقل فى قراءة القرآن أو بعض الدروس، مع المواظبة على المشى نصف ساعة بعد الإفطار مباشرة لأن لها تأثيرا مهما على الصحة النفسية وهضم الطعام وللترفية عن الطالب، وتخصيص وقت للراحة لأن ذلك يساعد على زيادة درجة الحفظ والاستيعاب، مع الحفاظ على عدد ساعات النوم بحيث لا تقل عن 6 ساعات ولا تزيد على 8 وأفضل وقت للنوم من الساعة الثانية ليلا حتى التاسعة صباحًا مع توفير جو هادىء ليتمكن الطالب من النوم بعمق .وأكد د. أيمن إيهاب خبير التنمية الذاتية ضرورة أن يكون الطالب مدركا لأهمية الوقت وتنظيمه، ووضع أولويات للمواد الدراسية على أن يتم وضع موعد لبداية ونهاية مذاكرة كل مادة حتى لا تطغى مادة على آخرى.وينصح باستخدام وسائل متعددة فى المذاكرة كالصور والألوان، لأنها تساعد على سرعة الاستيعاب وتخزين المعلومة واسترجاعها بسهولة، كذلك تبادل الملخصات مع الأصدقاء مما يساعد على الانجاز فى الوقت.وشدد على أهمية وضع جدول للمذاكرة والصلاة والإقلال من استخدام مواقع التواصل الاجتماعى ومشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية، مؤكدًا ضرورة عدم الحرمان الكامل منها، مع تجنب المذاكرة لفترات طويلة متواصلة وضرورة أخذ استراحة لمدة 10 دقائق بعد كل ساعة من التركيز والمذاكرة..وأخيرا ينصح الطالب بمذاكرة المواد الأصعب فى الأوقات التى يشعر فيها بالنشاط والتركيز على أن يذاكر المواد الأسهل فى الاوقات التى يقل فيها مستوى الطاقة ودرجة التركيز.