تثير بعض أفكار التيارات الدينية وخاصة السلفية بلبلة فى المجتمع خاصة بين النساء فيما يتعلق بأفكارهم عن مكانة المرأة وشرعية عملها وأهمية دورها فى المجتمع ، فهم ينظرون الى المرأة نظرة دونية وانها تمثل فتنة للرجال ولذلك مكانها البيت ، مع أن المرأة هى التى أعطتهم صوتها فى الانتخابات، إذن هم يلهثون وراءها من أجل صوتها لكنهم ينكرون هذا الصوت ويحرمونه فى أمور أخرى! فما هو رأى علماء الأزهر فى هذه الآراء وردهم عليها؟ يقول الدكتور مبروك عطية، أستاذ ورئيس قسم اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية: المرأة تعمل منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وقد خرجت فى الغزوات تداوى الجرحى وتسقى الجنود فكيف يتجرأعليها إنسان ويخالف السيرة النبوية التى فيها صلاح البشر بلا جدال، ثم إن الفقهاء الذين نذروا أعمارهم خدمة للدين يقرون بعمل المرأة إذا كانت فى حاجة لهذا العمل أو كان المجتمع فى حاجة لعملها وهؤلاء أعلم الناس بالدين. وفى مسألة خروجها حتى لأداء المناسك قال الشافعى تسافر مع محرم من باب الخوف عليها وسارت مع صحبه آمنه فى الشركات والجمعيات والنقابات، وحتى صلاتها فى المسجد وافقوا على خروجها للصلاة فى المساجد برغم تعارض النصوص بحسب الظاهر فقالوا تصلى فى المساجد فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم لاتمنعوا إماء الله مساجد الله. والتكليف فى الخطاب الدينى لايفرق بين رجل وامرأة بدليل العموم فى قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا " فالعلماء يفهمون هذا على التغليب ومعناه أن يكون للمذكر ويشمل المؤنث أيضا وفى آية الأحزاب نجد القرآن حريصا على ذكر الاناث مع الذكور ونجد فى قوله " المتصدقين والمتصدقات "كيف تتصدق المرأة اذا لم تكن ذا مال ، والمال يأتيها من روافد هى الميراث والهبه والعمل . وقد عملت المرأة عمل الحسبة فكانت تفتش فى البضائع وتحاسب التجار لاسيما الغشاشون منهم ، هذا هو دين الله كتابا وسنة وفقها وسيرة ، وقد تغاضينا عن هذا كله وابتلينا بأمه من الناس إذا ذكرت المرأة ذكر الجنس وهذا من الظلم للنفس الذى سببه الجهل بالخطاب الدينى المستنير حتى إننا رأينا من يقول إن صوتها عوره والله لم يقل ذلك وإنما سمع الله صوتها وأنزل فيها سورة سماها المجادلة، وحكى لنا حديث مريم فما قال لها اسكتى وإنما قال لها لاتجعلى صوتك مثيرا لشهوة وهذا ينطبق أيضا على الرجال. وقد نتج عن هذا التغافل أننا خسرنا عقل المرأة التى قد يكون فيه من العبقرية ماليس فى الرجال لأننا نجد فى السيرة المطهرة موقفا من أعز المواقف فى تاريخ البشر فى أم سلمه رضى الله عنها فى صلح الحديبية عندما امتنع المسلمون عن تنفيذ أوامر الرسول بالتحلل من الاحرام وأشارت اليه أن يحلق ويذبح ويبدأ بنفسه ففعل وفعلوا مثله ونستطيع أن نقول إن الله أنقذ الإسلام من هلاك أصحابه وهم السابقون ونحن بلا شك فى حاجة إلى هذا الهدى فى زمان صارت فيه المرأة تتعلم اللغات والكمبيوتر وتتفوق فى شتى المجالات. ومن أراد أن يكفها عن الجهاد يريد أن يقتل الأمة ويحرمها الحكمة ويكفى أن الله جعلها مثالا للذين آمنوا فى سورة التحريم فكيف يضرب الله بالمرأة المثل ويريد انسان أن يدفنها ويطرحها من حساب البشر وأن يدعى أن ذلك دين وإنى لأرجو أن يكون شىء يتصل بالدين ويخرج من البرلمان إلا بعد عرضه على مجمع البحوث الاسلامية حيث العلماء والفقهاء الذين يعلمون ذلك جيدا ثم إن عضو البرلمان لم يدخله مفتيا بل نائبا عن الناس فى أمور القوانين والميزانية. ويري الدكتور محمد رأفت عثمان ( أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا ): الإسلام أقر للمراة حقوقا عديدة من بداية تأسيس الأسرة فاقر بحقها فى اختيار زوجها ، وأيضا حقها فى الميراث وأعطتها الشريعة هذا الحق سواء كانت زوجه أو أم أو شقيقه أو جده وجعل لها ذمه مالية مستقلة عن الزوج مع أن بلادا غربية تربط ذمة الزوجه بالذمة المالية لزوجها، والبيئة الجاهلية كانت تحرمها حقها من الميراث وجاء الإسلام لينصفها. وبالنسبة لعملها لم يرد تحريم لعملها بل أقرها على الخروج والتعامل مع الناس وتشهد بذلك آيات القرآن الكريم فأعطاها حق الشهادة والتعامل المالى والحق فى استغلال أموالها دون اجبار من زوحها أو أبيها وحقها فى التصويت والترشيح فى الانتخابات ، وليس أدل من تكريم المرأة من انه بعد موت أبى بكر وعمر كان القرآن محفوظا عند حفصه زوجة الرسول الكريم وابنة عمر رضى الله عنه فأى تكريم للمراة أعظم من هذا. يقول الدكتور عبد المعطى بيومى (استاذ العقيدة بجامعة الأزهر الشريف )الاراء التى تحرم عمل المرأة أو تهمش دورها فى المجتمع لاتمتلك حجية اسلامية صحيحه أو راجحة فالمرأة فى عصر الرسول كانت معروفة ومن يطلع على السنة النبوية يرى أوصاف بعض النساء بيضاء أو سوداء ولاحظ الراوى أن فى وسط النساء سفعاء أى فى خديها شىء من اللون كأنها محترقة فكيف عرف ذلك إلا أنها كاشفة الوجه وليس هناك دليل قطعى على أن المرأة تخفى وجهها ، ويرى كثير من المفسرين من الصحابة والتابعين أن المرأة لها أن تكشف وجهها وكفيها واخفاء وجه المرأه على أنها عورة ضعيفة لايقوم بها مذهب إسلامى على الاطلاق فهذا غير مقبول لأنه يؤدى إلى المشقه وتعطيل المعاملات والتشدد فى الحياة العامة وعدم ضمان الحقوق كيف تشهد المرأة وهى تغطى وجهها وكيف تدخل البرلمان. وهناك أحاديث كثيرة صحيحة فى البخارى ومسلم كانت المرأة تعمل مثل السيدة زينب الثقفية زوجة عبدالله بن مسعود إلى درجة أنها كانت تتصدق على زوجها من حصيلة ما تكسبه ورخص لها الرسول الكريم ذلك.